43- سر عقيم

35.6K 857 67
                                    

ملاحظة:إقرؤوا الپارت للأخير
*لف يديه حولها بقوة، بتملك، بخوف.. أحاسيس مختلطة تملكته، أول عناق له مع ابنته، عناق بقيت سبع عشرة سنة تنتظره، لتنهمر دموعها بغزارة وتلف ذراعيها حوله دون أدنى تردد أو خوف، وكأن كل ما عاشته صار رمادا محترقا
-"أنت طرية حقا، كقطعة مارشميلو" قال دانيال بعدما مسح تلك الدمعة التي هربت من عينيه كسجين أطلق صراحه بعد دهر لتضحك هي وسط دموعها وترتمي بين ذراعيه مجددا
-"أريدك أن تعانقني.. دائما" همست وسط شهقاتها ليبتسم وينظر نحو آية المتأثرة بالمنظر ودموعها تتساقط كأختها تماما، إن الأمر مؤثر حقا.. ليسحبها نحوه ويحتضن كلتاهما، ما أجمل ذلك الشعور الذي اجتاحه، الشعور بالانتماء، جميعنا نحب هذا الشعور، الانتماء لشخص، شيء، أو حتى مكان ما.. وفي حالته هو، الانتماء لابنتيه..
-"ألن تتوقفا عن البكاء الآن؟" رفعتا رأسهما نحوه وهزتا رأسيهما نافيتين في نفس الوقت ليبتسم على ظرافتهما "هيا الآن، أنا هنا وسيتحسن كل شيء" أكمل وهو يلاعب خصلات شعر هانا الناعمة لتبتعدا عنه وتمسحا دموعهما،

-"وأخيرا انتهت الدراما اللعينة" هتفت أثينا من خلفهما ليصفعها آزاريل على ردفيها بهدوء "والدي اللعين، ألن تتوقف عن لعبك القذر هذا؟" صرخت في وجه آزاريل الذي رفع اصبعه الأوسط في وجهها
-"غريبا أطوار" همس داني تحت أنفاسه وهو ينظر نحوهما، حقا إنها أغرب علاقة بين أب وابنته قد رآها يوما، انتقل بنظره تحو هانا ليضحك على ملامحها وهي تنظر نحوهما منفرجة العينين بوجه محمر تماما، حسنا هي محقة، فطريقة كلامهما مع بعضهما مجنونة فعلا ليحتضنها مرة أخرى
-

"هيا، فقط توقف عن عناقها قبل أن تطلب مني هاته العاهرة أن أعانقها أيضا" قال آزاريل بعدما قلب عيناه

-"عذرا آزاريل لا أعانق الحيوانات إنها تسبب لي حساسية" ردت عليه أثينا بهدوء لتنزع كعبها وتهرع راكضة وهي تراه يقترب منها
-"سأقتلك أيتها اللعينة" صرخ آزاريل بقوة وانطلق خلفها تحت نظراتهم المستغربة...

*نالت منه الثمالة كما لم تفعل قبلا، لكنه يشعر بقلبه ينزف، المنزل محطم من حوله بينما هو يتوسطه متكئا على إحدى الموائد الموضوعة في الصالة يحمل بيده قنينة نبيذ ويهمس باسمها دون توقف، يقسم أنه رأى طيفها يحوم حوله لأكثر من مرة
-"هانا، عودي إلي، إني آسف، أعدك أني لن أؤذيك مجددا" صرخ بقوة وهو يمد يده للفراغ أمامه وكأنه يكلمها، لكنها جالسة دون حراك،
-"هيا سام، توقف عن فعل هذا بنفسك" قال كريس بعد دخوله "ما تقوم به لن يفيدك أبدا" سحب من يده قنينة النبيذ تلك ثم أخذه نحو غرفته، ابتسم بقهر عما يحدث، يبدو كسام القديم، ذلك الفتى الضعيف الذي كاد الميتم يقضي عليه، دفعه نحو الحمام وشغل الماء البارد
-"ابقى هناك قليلا، وعندما تشعر بتحسن انزل، سأحضر لك كوبا من القهوة" قال كريس ليومئ له سام وقد بدء يستعيد قليلا من وعيه.. أغلق الباب خلفه ثم نزل السلالم بهدوء، هو لن يلومه، فهو قد فعل أكثر منه عندما ابتعدت ميرا عنه.. الأمر وكأنه كان على حافة الجنون، دون أن يتمكن من الابتعاد عنها أو السقوط فيها، تنهد بقوة وهو ينظر نحو حالة المنزل.. وضع القهوة فوق النار ثم توجه إلى الصالة يحاول جمع شظايا الزجاج المتناثر في القاعة ليسمع صوت خطوات سام المقتربة، أطفأ النار ثم سكب كوبا من القهوة ووضعه قرب سام الذي اتخذ مقعدا على الطاولة الصغيرة الموجودة في المطبخ، ولا شيء على ملامحه عدا البرود
-"هل أنت بخير؟" سأله كريس ليومئ له بهدوء
-"علي إيجادها قبل أن أجن، حتى الثمالة لم تعد تجدي نفعا" قال بهدوء ليضحك كريس بسخرية
-"هذا أكيد" رد كريس
-"أشعر أنه قريب" همس بصوت خافت لا يسمعه سواهما
-"أتقصد إيجادها؟"
-"لا، بل الجنون" قال ببرود ليحمل هاتفه الملقى بإهمال على الأرض ويتوجه خارجا..

عشيقة الديابلو/ Diablo's Lover 🔞 (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن