39-مثيرة للشفقة

35.6K 867 24
                                    

*استمرت تركض بقوة.. دون أن تلتفت للخلف.. قدماها حافيتان أصيبتا بالكثير من الجروح وتشعر أن كبدها على وشك أن ينفجر.. لكنها لن تتوقف.. ستهرب، ستنجو من ظلامه الذي بدأ يسحبها.. لتنفرج أساريرها وهي ترى تلك السيارات المصطفة خارج الغابة، يقف قربها جدها، لم تتوقع يوما أن ذلك العاهر سيكون أمانها في أحد الأيام أو أنها ستفرح برؤيته، لا تدري أي جحيم ستذهب إليه الآن لكن أولويتها في الوقت الراهن هي هروبها من جحيمها الحالي..
-"تأخرتي" قال جدها بصوت أبرد من الجليد
-"أنا بخير.. شكرا على سؤالك" ردت عليه بسخرية ليرفع أحد حاجبيه وهو ينظر نحوها "يا لك من شخص عطوف جدي" أنهت كلامها لينفجر ضاحكا، ما اللعنة التي تتفوه بها؟
-"هانا، لم أتوقع يوما أن يعجبني كلامك" رد عليها وهو يصطنع الانبهار
-"لن تصدق كم تغيرت.. بالأضافة إلى أنك ممثل فاشل" أجابته بكل ذرات القوة التي تصطنعها.. فإن كانت قد تعلمت أمرا من سام فهو أن لا تظهر ضعفها لأي كان
-"اركبي" قال جدها بعدما فتح أحد الحراس باب السيارة لتصعد بهدوء.. قدماها تقتلانها ألما.. لاحظ جدها تجهم وجهها لينتبه إلى قدميها المليئة بالجروح.. مددها على المقعد متوسدة باب السيارة ليمسك إحدى قدميها بهدوء،  أمر أحد حراسه أن يحضر علبة إسعافات أولية.. حمل منديلا وبلله وأخذ يمسح الدماء عن قدميها ينتظر علبة الإسعافات أن تصله.. ليأخذ منها معقما وقطنا وضمد قدميها تحت نظراتها المصدومة.. هل هذا جدها الذي دمرها حقا؟ هذا لا يقود إلا لاحتمالين.. احتمالين فقط لا ثالث لهما.. إما أن جدها قد تقبلها وأحبها.. او أنه يريد أن يجعلها تعيش جحيما لا مثيل له.. أن يقتلها بيديه من جديد..
*التحق كريس بالبقية لينصدما مثلهما مما يراه.. واللعنة متى حدث ذلك.. ذلك التشوه الذي أصاب جسده.. أيعقل أن يموت ماريانو بتلك الطريقة؟ وجهه مشوه تماما وجسده كذلك، ثيابه ممزقة والدماء تملء أسفله، من فعل ذلك؟ هما لم يغادرو المنزل وكل المداخل والمخارج مراقبة.. وليندا.. عنقها منحور ويبدو أنه لم يمر وقت طويل على ذلك، فدماؤها ما تزال طازجة ولا زالت تلفظ آخر أنفاسها
-"اللعنة لا يجب أن تمووت" صرخ كريس بقوة ليفك وثاقها ويمددها على الأرض محاولا وقف النزيف "اذهبا وابحثا عن طبيب لعين بسرعة، وابحث عن حقنة أدرينالين.. لربما ننجح في انقاذها".. أومأ آزر له بينما جاك هرع خارجا، واللعنة أين سيجد حقنة أدرينالين في 20 ثانية؟ بينما آزر توجه إلى الطابق العلوي حيث يتذكر أن سام قد منع عائلته اللعينة من الخروج.. دخل عليهم كالثور الغاضب
-" هل من طبيب جراح بينكم؟" صرخ بقوة وصدره يرتفع وينخفض بعنف جراء ركضه وقلقه ليومئ له أحد الجالسين هناك
-"أنا طبيب جراح، ما الذي يجري؟" رد عليه الرجل المدعو بدايڥيد بهدوء ليسحبه من ياقة قميصه خلفه دون أي تبرير.. ليقابلا جاك صاعدا الدرج
-"واللعنة أتعلم أين أجد حقنة أدرينالين لعينة في العشر ثواني المتبقية؟" صرخ جاك موجها كلامه لدايڥيد
-"تلك الغرفة المتصلة بالقبو، تحوي كل ما تحتاج إليه" رد دايڥيد وهو ما يزال يسحب ليتوجه جاك نحو المكان الذي أخبره.. بقي يبحث عنها كالمجنون ليجدها أخيرا ويعود نحو ذلك القبو اللعين... أفلح دايفيد في إسعاف ليندا بعد جهد جهيد، وحالتها الآن مستقرة، ولسوء الحظ، هناك إمكانية كبيرة أن تفقد صوتها.. ولكن من يهتم بلعنتها، يعلمون أن سام مستعد لإجراء صفقة مع الشيطان إن أراد جعلها تتكلم، نقلوها إلى الغرفة الطبية الموجودة بجوار القبو، ومجددا ها هم يحاولون الاتصال بسام، ومجددا الأمر لم يفلح، كل ما عليهم الآن هو المراهنة على ما سيحدث، مراهنة ضد القدر.. وهي خاسرة تماما...
*فتح عينيه بتثاقل، واللعنة لما يحس أن رأسه على وشك الانفجار، مهلا لحظة، أين هانا؟ نام وهي بقربه لما لا يجدها الآن؟ نهض بقوة عن السرير وعيناه مفتوحتان على مصرعيهما يصرخ باسمها في كل مكان
-"هانا، صغيرتي، أين أنت؟" صرخ بقوة متأملا أن تجيبه "فقط تعالي إلي صغيرتي، سنحل كل شيء، كل شيء سيكون كما تريدين، إني أعدك بذلك" لكنه لم يسمع أي رد، برغم كل ذلك الصراخ، كل الأمل الذي كان بصوته صار ألما ليحاول مناداتها لآخر مرة "صغيرتي، فقط تعالي، لن أوذيك مجددا، أقسم أن كل شيء سيكون كما تريدين" واللعنة ما هذا الصمت المخيف الذي يحيط به، يعلم أنه حتى إن أرادت الهرب فلن تتمكن بسبب الحراس والغابة الكثيفة المحيطة بهم من كل الجهات إلا إذا.. تم تهريبها
*توقفت السيارة أمام ذلك القصر الفخم، والذي كان جحيمها من قبل، وما يزال كذلك لحد الآن، لاحظ جدها تجهم وجهها وخوفها ليبتسم جانبيا
-"هانا، تعلمين أني قد أكون أقذر شخص بالكون، لكنك تعلمين أني لم أخلف وعدا طيلة حياتي، وأنا أعطيتك وعدا أنه لن يؤذيك أحد، لذا لا داعي للقلق" قال ويده امتدت لشعرها تلاعبه، فبرغم ادعائها القوة إلا أنها لاتزال مراهقة في السابعة عشرة من عمرها، عكسه هو الذي أشتعل الشيب برأسه يدل على خبرته بالحياة
-"لما تفعل هذا الآن؟" سألته بصوت هادئ والدموع تجتمع بعينيها "أنت لم تحبني يوما، لم تعتبرني كفرد في عائلتك اللعينة"
-"قد أكون وحشا هانا، لكني لست مسخا كالعاهر الذي كنت رفقته" أجابها وقد حرك إبهامه لعينيها يمسح دموعها "صحيح أني لم أحبك يوما، لكني لا أكرهك كذلك، فأنت في النهاية تحملين دمائي اللعينة" أمسك يدها ليسحبها خلفه "أين تلك القوة التي فاجأتني بها سابقا؟ كنت سأبدأ الثناء على الداعر الذي كنت معه لكني غيرت رأيي" قال بسخرية واضحة
-"هو ليس داعرا، توقف عن ذلك" صرخت به وتبعته لتشعر بالخوف بعدما رفعت رأسها نحو الباب، لقد كان هناك، يقف بهيبته المعتادة، دانيال اللعين، والدها الذي دمرها، ينظر نحوها بنظرة لم تفهم معناها
-"مرحبا بك في بيتك، آنسة ميرايس" قال ببرود وقد أولاها ظهره متجها للداخل، ما اللعنة التي حدثت للتو؟ هل ناداها بلقبه؟ بالتأكيد هم يحيكون لأمر خطير، وهي مركزه، شعرت بيد نثانيال تحتوي يدها يسحبها خلفه، توجها إلى الداخل، كل العائلة مجتمعة، حسنا أيا ما يخططون له، سيكون أخطر أمر ستشهده بحياتها، شاهدت تلك الابتسامة الساخرة على وجوه أغلب الجالسين أمامها والشفقة بعيون البعض، والاحتقار بملامح البقية، لكن لم يهمها غير تلك النظرات التي شعرت أنها تخترقها، واللعنة من يكون ذاك؟ لا تذكر أنها رأته بعائلتها اللعينة من قبل
-"جهزت لك غرفة، يمكنك الذهاب الآن إن أردت أن ترتاحي" أومأت له لينادي إحدى الخادمات "مينيا، خذيها لغرفتها واهتمي بها" قال بصوت ثابت لتومئ له تلك الخادمة وتسبق هانا، تبعتها في هدوئها المعتاد، حقا تحتاج للراحة
-"آنستي، أتريدين أن أحضر لك الحمام؟" قالت مينيا باحترام بالغ
-"لا ، أريد فقط أن أنام" أجابت لتخلع حذاءها وتتمدد بعدما سحبت الغطاء عليها تحاول النوم، استحضار عالمها الأسود الذي ترتاح فيه
*فتح الباب بوحشية كبيرة، جعلت القابعين خلفه يقفون رعبا، تلك الهالة التي طالما أحاطت به تبث الخوف في قلوب كل من قابلهم
-"هل لكم لعنة في الأمر؟" صرخ بقوة وهو ينظر نحوهم
-"عما تتحدث؟ سام" رد والده نيكولاس والارتجاف واضح في صوته، هم لم يفعلوا شيئا مؤخرا
-"يبدو أنكم لن تتكلموا بسهولة" قال بكل ذرة شر موجودة في روحه، ذلك الشر الذي حاول كبحه وعدم إخراجه للنور، كي لا يتحول إلى ظلام، سحب نيكولاس اللعين من ياقته خلفه وقد أمر رجاله بإحضار البقية نحو القبو، فتح الباب بقوة ليرى تلك الدماء، يبدو أن أصدقاءه حظوا بحفلة دونه.. قيده على ذلك الكرسي وقد ثبت عنقه جيدا بينما رجاله رموا البقية عشوائيا على الأرض.. ما جعل جاك وآزر ينزلان بسرعة ليريا سام بتلك المخيفة، واللعنة لم بروه هكذا منذ دخول هانا لحياته
-"سنلعب اللعبة المعتادة بما أن جاك هنا، كما أنها اللعبة الوحيدة التي يمكن لعبها في هذه اللعنة" قال وقد أومأ لجاك أن يقف قرب ذلك المولد الضخم "لديك عشر ثواني لتخبرني بأمر ما، وإن لم يعجبني فسيمر بجسدك 75 فولطا من التيار.. مبدئيا" أنهى كلامه بكل هدوء، فهو لم يهمل قط التعذيب النفسي للضحية
-"أنا لا أعلم عما تبحث بالضبـ.." انقطع كلامه بسبب اهتزاز جسده القوي ليبتسم سام جانبيا، "فقـ.. فقط أخبرني ما.. ما الذي تريد معرفته" قال نيكولاس بتقطع بسبب لهاثه
-"أتعلم ماذا نيكولاس؟" قال سام بعدما حمل قنينة أسيد قوي وجدها موضوعة بإهمال في ذلك القبو "فقط أعطني سببا يجعلني أبقيك حيا" نظر مباشرة في عينيه ليبتسم نيكولاس وكأنه يملك مفتاح نجاته
-"هي حية، ولا دخل لها بالأمر" قال نيكولاس بسخرية ليشعر جاك بالقلق وهو يلاحظ انفراج عيني سام وانقباض جسده
-"ما العنة التي تفوهت بها للتو؟"..
*شعرت بيد تمرر على خصلات شعرها بهدوء لتنزل لعنقها تدريجيا، شعرت بالانزعاج لتفتح عينيها بكسل، أنه ذلك الغريب الذي رأته سابقا يرمقها بنظرات لن تفهمها، حاولت الاعتدال بجلوسها ليوقفها صوته
-"أتعلمين يا صغيرة، إني أشفق عليك"
-

---------------
هللاااو ڨايز❤❤ رجعب بپارت جديد💙 هو الصراحة كان المفروض نزلو البارحة لكن الانترنت فصلت🌚 المهم لا علينا😅 شو رأيكم بالپارت وشو بتتوقعة يصير؟👌 وشو عم بيخططو عيلة هانا؟👊👊 وشو راح يسوي سام؟ وعن شو كان نيكولاس يحكي؟؟✌🙊 ومين الراجل يلي شافتو هانا؟😅😅
وكالعادة يلي يجيب توقع صحيح كل ما إكتب جزء راح ابعثلو ياه❤❤ وكمان لا تنسو تصوتو على الپارت لو حبيتوه وتتابعوني لو حبيتو الرواية

عشيقة الديابلو/ Diablo's Lover 🔞 (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن