#شريعة_العشق
#الاخير....
نورا ناصر
كان قد وعد زوجته فجراً بأنه سيصل مساءً إلى بغداد ليروي عشقه منها ، بالذكرى السنوية الأولى من زواجهم بعد سنين طويلة من مقابلتها لحبه لها بالرفض والعناد لكن بالنهاية رضخت العنيدة المملوحة لشغفه وتكلل عشقهم بالزواج لكن القدر قلب نيران الحب الدافئة في صدورهم إلى نار حارقة جمّرت أفئدتهم.
.... العراق جار عليهِ الزمان والناس...
الزمان إلذي سمح بإعتلاء الجبابرة الخونة الحكم وجبروتهم على الضعفاء ، طغاة باعت ضمائرها لدول تكره ان ترى العراق شامخا ...
بواحدة من أعظم المجازر التي حدثت على ارض العراق وسالت منها آلاف الدماء الطاهرة والمغدورة دماء أجمل وأطهر الشباب البريئة ..
لم يكن يعلم بان الغدر تربص به ، لم يكن يعلم بان القدر غير مخططاته ، فاحت رائحة الغدر والخيانة حتى كادت ان تزكم الانوف ، حيث غادرت القيادات المقر في الصباح ، رائحة الغدر تخللت انفاسه ، كانت الفرصة سانحة له لكي يغادر معهم كما خطط له ، الا انه رفض ان يترك جنوده وابى الا ان يبقى الى جانبهم حتى الرمق الاخير .
انه زمان الغدر والظلم والجبروت نعم تركوهم لقمة سهلة لجنود الشيطان العابثين بالارض والعرض كما حدث في سبايكر و السجر والصقلاوية ، حيث يتركهم القادة قبيل الهجوم وهذا ما اكده العديد من الناجين من تلك المجازر .
لا والله لم يكونوا لقمة سهلة ، فقد قاتلوا قتال الابطال قتالا مستميتا حتى اخر قطرة من دماهم الفوارة التي تجري في عروق نشأت على حب الوطن وعلى التضحية والفداء ، من اجل ارض تعشق دماء ابناءها
ولاتنفك ان تشبع منها او ترتوي قط .
وتحققت شكوكه اخيرا ، حيث حاصرهم جنود الشيطان "داعش" من كل حدبٍ وصوب ، قاتلهم مع جنوده قتال البواسل لساعات متواصلة ..طلبوا الدعم مرارا وتكرارا ، لم يجدوا اذانا صاغية لهم
انها والله خيانة عظمى .
احس ان الموت اقترب وحان موعد الفراق ، مرر اصابعه المليئة برائحة دخان الاسلحة وصدأ البنادق
على رقمها هي لبة قلبه التي عشقته اخيرا ، بل امتلأت روحها بهيامه وفاض عشقه منها ، تلك القاسية الباردة
و العنيدة التي رفضته مرارا ، اصبحت متيمةً به وكيف لا تعشق رجلاً مثله ، كان يعاملها كأبيها ، كطفلة لم تولد من صلبه بل من لب قلبه .
اعتلى مكانا غير ابهٍ بأزيز الرصاص من فوقه ، فقط ليسمع صوتها ليقترن بقلبه ، ليطلب السماح منها انه ذاهبٌ للموت لاولائك الجرذان لن يسمح لهم بقتله
بل سوف يقضي عليهم بشجاعته ورجولته .
اتاه صوتها الانثوي ، شعر بنياط قلبه تتقطع انها المرة الاخيرة ايتها الحبيبة ، سامحيني واطلبيني بالجنة .
