Part 3, Ch 81: ناويا

1.6K 113 367
                                    

__Part Three: كلمة محبوسة__
__Chapter 39: ناويا__






بحذر وهدوئ أطبق باب غرفته ثم ترك المقبض ببطئ من دون أن يصدر أي صوت، جرجر ساقيه يعرج في الممر ولم يشغل أي الأنوار وتجول في منزله خلسة كمن يخطط للسرقة كما يفعل منذ توفي خاله.

يبحث في الأرجاء متجنباً أصدار جل صوت لعلمه للألم الذي تسببه الضوضاء لذلك الرجل، لطالما كان ناويا مشاكساً يصفع أبواب الغرف ويركض في الأرجاء ويرفع صوته في الحديث جاعلاً اوسامي يتجنب الجلوس معه.

كثيراً ما كان ناويا يغضب وينزعج تصرفات الرجل الباردة وأرشاداته الكثيرة المملة وكم هو سهل أغاضة رجل تتسبب له أكثر أصوات أنخفاضاً بالصداع.

كما في كل ليلة، يأس ناويا من البحث والتفتيش، يعلم أنه لن يعثر عليه مهما بحث وفتش عنه في هذا المنزل، اوسامي لم يعد هنا ولن يجده مطلقاً بعد الآن.

أنتهت رحلة بحثر في المطبخ فسحب أحد الكراسي ببطئ ثم زحزح نفسه للجلوس على مائدة الطعام الفارغة خافضاً رأسه بخيبة وشرود، وضع كوعيه على الطاولة وغرس أصابعه متفرقة في شعر رأسه.

ظل جالساً عنده لساعتين لا يفكر في شيءٍ البتة، كان رأسه فارغاً تماماً.

ثم دفع الكرسي ونهض تاركاً الظرف في مكانه، عرج متجهاً لغرفة اوسامي التي في الطابق الأسفل... فتح باب غرفة خاله ببطئ شديد متجنباً أصدار أي صرير ثم مد رأسه وفتش المكان بعينيه، دخل الغرفة وبحث في كل مكان، فتش السرير وأسفله... في خزانة الثياب والجرارات.

ألتف حول نفسة مراةٍ عديدة حائراً فيما عليه فعلُه حتى أنتهى به الأمر راكعاً جنب السرير متمسكاً بأغطيته ودافناً رأسه فيه مستشقاً الكم الضئيل العالق فيه من رائحة خاله.

يلبس سترته الشتوية التي يصل طولها للركبتين تلك الكبيرة جداً عليه غامساً نفسه ولو قليلاً في الخيال حيث يقعد إلى جانبه، يفرك رأسه برفق ويبتسم له تلك الأبتسامة الحنونة المتعبة.

نزلت دموعه بتسارع فأمتصها السرير كأنه يتستر على ضعفه وبؤس حاله، شعر بقلبه ينكمش ويذوب أحس بعينيه تكاد تغادر محجراها، لو رآى اوسامي في حالته هذه لأخذه معه.

"أما كفاكَ بُكاءاً"

ألتفت ناويا بعيون مُحمرَّة وشاهد ناومي تقف عند الباب، لقد أستيقظت لتتفقده وحين لم تجده في سريره أتت مباشرةً لهذه الغرفة.

أقتربت منه حافية القدمين ثم قعدت، مدت يدها وبرفق مسدت شعر أخيها المتواجد على يمينها، سحبت ملابسه وذراعه ففهم أنها تُريدُه أن ينام على فخذيها فلم يتردد لفعل ذلك، ملتحفاً بتلك السترة المهترئة ذات الرائحة التي تجعله يشعر بالدفئ بطريقة ما أستلقى وترك رأسه المصدوع يستريح على فخذيها.

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now