Part Three: كلمة محبوسة_
Chapter 1: طالب جامعي_أوراق الخريف تتساقط بتتابع كالعمّال الذين يرمون أنفسهم فوق الأسرة بعد يوم شاق وطويل، تلك الأوراق صمدت كثيراً وها قد حانت ساعتها الآن، لقد ملأت كل مكان، الشوارع، الحدائق، تلونت طوكيو بالأصفر والبرتقالي ولم يتمكن سكانها حتى هذا اليوم من الأعتياد على الجمال الذي يكسوها خلال تلك الأيام، من الخسارة كنس تلك الأوراق الجميلة.
تقدم ليخطو بسقانه التي تعرج يمناهما داخل شقة البناء المهجور بعد تردد طويل، تمشى في تلك الشقة شديدة البساطة ذات الغرفتين والحمام والنصف المطبخ حاناً إليها كأنه عاد من سفر دام عقود، الحنين والذهول متوزعان يترتيب في وجهه لم يكن يعتقد أن شقته القديمة ما تزال موجودة.
أعتقد أنها هُدِمت من زمن...
في الثاني عشر من أكتوبر...
عرج متجولاً في ذلك المكان الصغير كأنه يستكشف كوكباً آخر منتبهاً على كل تفصيل من هذه الشقة الفارغة، تلمس الجدران ثم دخل الغرفة الفارغة التي كانت غرفة النوم، خارت قواه ووقعت العصى من يده،أتكأ على الحائط وأنتهى به الأمر ضاماً نفسه، بدأت الدموع تنساب مجدداً فمسحها وأبقى يديه تغطي عينيه وكوعيهما على ركبتيه المرتفعتان.
توفي السيد اوسامي...
"ناويا؟"
دوى صوت أنوثي دوياً خفيفاً تبعه دخول لفتاة تبدو في بداية العشرين، أقتربت وجلست متكأة على الحائط جنبه ثم مدت ذراعيها كي تسحبه إليها معانقة إياه، ألصقت جانب رأسها بجانب رأسه ومسحت دموعه دون أن تنظر لوجهه.
"أنا هنا إلى جانبك، لستَ وحيداً"
لم أكن وحيداً، كنتُ منعزلاً وحسب...
أمسكت يمناه بيسراها بقوة ووزعت أصابعها بين أصابعه، لم يكن هناك ما تستطيع فعله، لم يكن أحدٌ يستطيع أعادة ما خسره هذا الشاب أو تعويضه عنه.
في عامي الثالث والعشرين، شعرتُ فجأة أني أكبر بخمسين سنة، لا أعلم كم بقيتُ أنتحب في تلك الشقة لم أشعر بالوقت ولا أي شيء...
بأستثناء الفراغ والألم في صدري، لم أشعر بجلِ شيء، لا شيء على الإطلاق._2015/4/1_
_07:43 AM, Monday._كان مخيفاً بعض الشيء، لم أدري لمَ لكني كنتُ خائفاً من سبب أجهله حتى، ربما كنتُ خائفاً من التغيير، دائماً ما كان تغيير روتيني يؤثر علي نفسياً وصحياً قد أمرض اذا غيرت مدرستي وحسب، أنا من النوع المتأثر جداً بمحيطه، متلِق جداً بما يألفه ولا يحب التغيير.
YOU ARE READING
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...