Ch 15: أخيراً وجدتها

1.3K 167 48
                                    

_Chapter 15:
_أخيراً وجدتها






فتح عينيه بذعر وفتش المكان ببصره، شعر بالخوف وأربكه صراخ والدته الذي صخب المنزل بأكمله، زحف على الفراش وأنزل قدمه الضئيلة عنه ثم تبعها بالأخرى، أقترب من الباب وأختبأ خلفه يراقب المنظر أمامه من شق الباب الرفيع.

كانت تحرك كامل جسدها بجنون رافضة أن يمسكها الرجلان ذو ملابس البيضاء، لمَ يجبرونها على الذهاب معهم وأين يأخذونها؟

حرك عينيه اللامعتين التي ترطبت بالدموع الى الجانب الآخر من رؤيته، شاهد ذلك الرجل الغريب عليه الذي قضى معه ليلة البارحة يقف بلا حراك، فقط يراقبهم وهم يجرونها مضطرين للقسوة عليها مما تفعله من حركات جنونية وترفس بجميع أطرافها.

"لن أذهب! لا أريد الذهاب!!، لوزين سيرجع لأخذي معه لن أذهب معكم!!"

صرخت وصرخت بلا جدوى ودموعها تنهمر قطرة فوق قطرة على أرضية المطبخ المُغبرة ذات اللون الباهت "لااا!! اوسامي!، أوقفهم!! أجعلهم يتوقفون!! أخبرهم أن يتركوني وشأني!!"

عاود ناويا النظر إليه متأملاً منه أن يوقف هؤلاء الرجلان عن أذية والدته، لكنه لا يتحرك، واقف في مكانه مهدود الكتفين ويبدو أنه لا ينظر إليها.

"اوسامييي!!"

ربما يشعر بالعار من تصرفات شقيقته المخزية وربما يشعر بألم حارق يعتصر قلبه ويمنعه من النظر اليها وهي تُذَل، لا أحد يعلم ما شعوره الآن.

جلست على الأرض محاولة منعهم فرفعوها من أسفل كتفيها وأخرجوها من المنزل غير راضية باكية بصراخ جعل الناس تتجمهر حول المنزل.

أقترب اوسامي من باب الخروج يتشبث بالجدران أثناء سيره، وعند وصوله الشارع كان يقف بشكل مائل.

"أنتَ بخير؟"

رفع رأسه لمن حدثه، بفم شبه مفتوح تمتم قائلاً بلا وعي "لم يبقى لدي ما أكون بخير لأجله"

"شقيقتك في أيديٍ أمينه، لا تقلق عليها"

حاول الرجل طمئنته لكنه لا يستجيب بالكاد كلمات الرجل تدخل عقله، عقله أصبح فارغاً تماماً، أفكاره التي لم تكن تتوقف ودماغه الذي أعتاد العمل حتى في نومه، أصبح كل شيء راكداً بتأدب داخله.

وكما أعتاد رؤيته، لا شيء حي بتاتاً، لا شيء ملون، كل ما يراه بالأبيض والأسود، رفع نظره الى سياره المشفى التي كانت تحتجز سايكو، الشخص الذي قد يمنحه قلبه ليصبح سعيداً، راقبها وهي تضرب النافذة الخلفية تناديه بصوت منخفض.

ماذا فعل لأجلها؟، ماذا سيفعل لأجلها؟، ماذا يستطيع أن يفعل لأجلها؟، سيفعل أي شي يستطيع لكن لا شيء يمكن فعله كما يقول لنفسه.

"هل... هل ستكون شقيقتي بخير؟"

"جسديا أجل، لكن نفسياً وعقلياً..."

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now