Ch 76: ليلاً

620 67 27
                                    

_Chapter 34:_
_ليلاً_






"لو كانت كلمتي قد تقف حاجزاً بينهما وبين السعادة، فسأصمت إلى الأبد، لستُ أنا أو والدتها أو حتى أنتَ من يتخذ هذا القرار، بل هي وحدها... وإن كانت ستقبل بك، فسأعدك فرداً من عائلتي منذ تلك اللحظة"

"سيد ناويا، ألا تعتقد أننا أبتعدنا أكثر من اللازم ؟.."

ممسكةً يده بل معانقةً إياها سألته يوي بقليل من القلق بينما تنكمش كل قليل بسبب الرياح التي تفزعها، في الوقت الذي كان ناويا متوتراً أكثر بسبب كلمات السيد تاكاغي كان مطمئاً أنه منح يوي الخيار التام بلا تدخل.

هذة الفتاة مازالت تجهل كل ما خطط ناويا له ويكاد يقدم على فعله الآن، بدون أن يبرر لها شيئاً أخبرها غفلة أنه يود أخذها للشاطئ مع أصدقائه في رحلة للمتعة والمرح.

وهاهو يكرر الأمر نفسه ويسألها التمشي معه على الساحل بينما يلتزم الصمت بريبة، الأمر ليس جديداً عليها فناويا يُكثر من الخروج مع أصدقائة ودائماً ما يطلب الأنفراد بها تاركاً مجموعته في نهاية الأمر.

وبذلك كان يقوُّي علاقته بها وعلاقتها مع رفاقه، وقد نجح بإمتياز في كِلا الأمرين، حين يتعلق الأمر في أمور كهذه، ناويا هو الأبرع.

"لم أكن أنوي أخبارك بهذا في وقتٍ قريب، لكن بناءاً على ما جأتَ تطلبه مني الآن، أنتَ لا تقل أهمية عنا لمعرفة ذلك"

توقف ناويا عن السير فتوقفت معه ترسم الأستغراب والحيرة بينما تحدق في الأمام بلا شيئاً تنظر إليه، راقب ناويا تحريكها المضطرب لعينيها وتحسس رعشات البرد الخفيفة التي تمر بجسدها.

"هناك أمل يا غيو، لا يعلم الأطباء كم سيطول الأمر وهل سيأخذ وقتاً طويلاً أم قصيراً، لكن هناك أمل بإستعادة يوي لقدرة بصرها، وأود من كل قلبي، أن يكون الشخص الذي تختاره هي أن يكون أول من ستراه"

"سيد ناويا؟"

نسمات الخريف قليلة البرودة تهب بترتيب وكأنها أتفقت مع القمر لتشكيل هذا الجو الخلاب، تلك المسطحات الهائلة من المياه التي تصفع الساحل وتعكس أنوار الأبراج المنتشرة في البحر وضوء القمر.

في ساعة تجاوزت العاشرة مساءاً وسط تلك الأجواء التي أُختِرت خصيصاً لهذا، كان هناك عبارة على وشك أن تُطرح لتغير كل شيء.

"لا يهمني"

قال ناويا ثم ألقى زوج أحذيته وأحذيتها جانباً، أمسك وجهها بيديه وخاطبها بعيون بدأت الرطوبة تكتسحها "لا يهمني، سواءٌ علي أستعدتِ بصركِ أم لا، لا يهمني لو كنتِ في أشد حالات المرض أو في أشد الصحة"

زحفت يده من وجهها المتعجب المنصدم لكتفيها وتابع "لا فرق عندي يا آنسة يوي، حتى لو كنتِ في مثل حالة السيد اوسامي الآن"

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now