_Chapter 22:_
_أريد رؤيتها_
بعيداً كل البعد عما يحصل حوله، قضى ناويا كامل يومه شارد الذهن، عقله في الفراغ يحاول إيجاد الطريق للواقع الذي يعيشه غير متواجداً فيه، بذل كل من نانا وريوزاكي جهوداً لشد أنتباهه أو جعله يفصح عن هذا السر الذي يشغل باله لكنه لم يتحدث عنه، سر هو نفسه لا يعرفه، ثقته بخاله أصبحت، في غضون يوم واحد، غير صادقة زائفة، شعر فجأة أن من رباه يخفي أسرار الدنيا بأكملها عنه، لم يكن يعتقد يوماً أنه قد لن يشعر بالأرتياح من الجلوس إلى جانبه، من الحديث معه.
"ناويا، الحائط!"
ألتصق وجهه بالحائط فأيقظه الألم من شروده فتآوه دالكاً أنفه وجبهته بيديه، وهل هو بحاجة للمزيد من الصداع؟
"أنتَ بخير؟" سألت نانا وهي تدفع يديه عنه متفقدة وجهه، لاحظت الضياع في زرقاوتيه، تمتم ببضع كلمات أخيراً "نعم"
مر كل شيء نفسه منذ بداية النهار، وحتى نهاية الدوام المدرسي، سار الثلاثة ليبلغوا البوابة الخارجية تلك التي كانت مُقبِلة على سيارة رياضية سوداء اللون بشكل رهيب، حدق الفتيان بها بأعجاب، حتى لاحظ ناويا الرجل المتكئ مكتف الذراعين عليها ومجدداً أراد الهروب لكن صديقه هتف.
"ناويا لو كان خالك يملك كهذه لأستحق كل المديح الذي تمدحه به!"
فرفع الرجل بصره الذي كان مثبتاً في هاتفه ثم أقترب منهم وهو ينزع نظارته الشمسية حتى أستقام مرفوع الصدر أمام ولده وأصدقاءه، قال بشيء لا يقل عن حنان اوسامي "مرحباً"
فأجابه ناويا بتوتر "طاب يومك"
فسأل ريوزاكي متعجباً "أنتَ تعرف هذا الرجـ؟-"
"يا إلهي!" صرخت نانا بعد أن أنتصب كل شعرها القصير واقفاً "لوزين ڤلاديسلاف!، هل أنتَ حقاً هو؟!"
ألتفت الرجل إليها ورماها بأبتسامة لطيفة لتعرفها عليه "هو بعينه آنستي، يسعدني تعرفكِ علي"
بشيء من الوقاحة ونسان الذات دفعت نانا كتف ريوزاكي وناويا معاً لتصبح أقرب منه وجمعت يديها وهي تضحك غير مصدقة ما ترى "أنا معجبة جداً بتصاميمكَ سيدي كما ترى أنا أرتدي أحدها!، أشتريتُ هذه البلوزة من راتبي الخاص الذي جنيته من عملي في دوام جزئي!"
قهقه الرجل بهيئته الرجولية المهيبة التي حاول أخفائها في ملابسة البسيطة قدر المستطاع، تبادل مع الفتاة الشابة بضع كلمات والفتيَان صمٌ بكمٌ.
- لووين؟.. فولاســ.. داف؟...
لاحظ ناويا أنه للتو عرف أسم والده الذي كان غريباً جداً عليه فأكد له هذا أجنبته، يطبق فمه منصتاً لكلمات الموضة والأزياء وأنواع الأقمشة التي أقتحمت حياته غفلة.
YOU ARE READING
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...
