Ch 66: حيرة

690 86 82
                                    

_Chapter 25:_
_حيرة_






"نينا، أبتعدِ عن التلفاز"

"ولكن دادي كيف علمتَ؟!"

"الآباء يعلمون كل شيء دائماً"

في الواقع هو قد ألتفت وشاهدها تلصق تحدق بالتلفاز بينما تجلس قريباً جداً منه مما دفعه لتنبيهها، لا تتفرج هذه الصغيرة إلا ووجهها ملتصق بالشاشة وقد نبهها مرات عديدة لخطورة ذلك.

تأكد من أنها تراجعت وجلست على الكنبة ثم عاد لأكمال غسل الصحون، بدأ بعدها بأعداد العشاء وعندها سمع صوت جرس الشقة يرد وطريقة الرد هذه يميزها جيداً.

"سأفتح الباب!"

قفزت أبنته بينما جفف هو يديه ولحق بها، وكما توقع، كان رفيق سكنه السابق هو الطارق فتأفف بضجر وضيق.

"مرررحباً!"

هتف آياسي وقبل أن تقفز تلك الشقراء الصغيرة لحضنه بسرور كبير كي ترحب به صفع والدها الباب في وجهه فصرخت ودفعت ساقاه "دااادي لااا!!"

تأفف من لم يبدو عليه أنه والد بتاتاً، لا يبدو حتى أنه يكبر آياسي الجميع يعتقد أنه طالب جامعي بسبب نعومة وصغر جسده، ترك أبنته تفتح الباب وتهرع لتعانق آياسي "مرحباً بكَ أخي الكبير!، لماذا لم تزُرنا منذ مدة؟!"

"ألا ترين كيف قام والدكِ بطردي للتو"

ألتفتت لوالدها ووبخته "لماذا طردتَ أخي الكبير أنا لا أحبك!"

"نعم نعم، للمرة السبعون لهذا الشهر نعم" أشار لآياسي بسبابة الأتهام "هذا الغر لا يأتي إلا ومئة مصيبة معه"

ضحك آياسي وأنحنى مُربتاً على رأس الطفلة ثم أنتصب وخاطب والدها ببسمة واسعة "كيف حالك؟"

"كنتُ بخير قبل أن تأتي بقليل"

تذمر آياسي "ألا يمكنك الأدعاء بأفتقادي على الأقل"

"أنا لستُ مثلك، لا أُزيف سعادةً لا أشعر بها"

زفر آياسي بيأس ثم أعترف "لدي مشكلة بهذا الحجم!" قوَّس سبابة يسراه فوق أبهامها دلالة على الصغر ثم أردف "وجأتُ لأنقاشك بها"

أغلق الأب الباب وتراجع للمطبخ فلحق آياسي به بينما هرعت نينا لغرفتها التي في الأعلى بسرعة لتأتيه بشيءٍ ما، فتح آياسي الثلاجة وأخرج لنفسه مشروباً غازياً وبدأ التجرع منه ثم قعد على المائدة، ليس عليه التصرف بأدب أو أستحياء فهذه الشقة كانت منزله ذات مرة وصاحبها لا يجد مشكلة حقاً في زيارته لها بين الحين والآخر بالرغم من أنه يدعي عكس ذلك.

"لقد رفضتُ أحدهم قبل قليل"

باشر آياسي فرد عليه وهو يقلب اللحم المشوي للجانب الآخر "ليست أول مرة"

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now