Ch 21: كلَ شيء

1.3K 158 25
                                    

_Chapter 5:_
_كلَ شيء_






هرع الى داخل المنزل وأنفاسه في تسارع، ما إن تركت يده الجدار الذي كان متكئاً عليه وسار خطوتين حتى تخبطت خطواته وتعثر فسقط أرضاً متعجباً مما حصل معه، رفع نفسه بذراعيه مثبتاً ركبتيه على الأرض وقشعريرة رعشت جسده جعلت أسنانه تصطك وجبينه يفرز العرق، جلس معتدلاً يثني ساقيه أسفله وشعر فجأة أن عاصفة ثلجية غزت منزله وتركته مهتز البدن لا يقوى على الوقوف، لكنه لم يكن يشعر بأي برد، ولا الخوف من أرتعد جسده لأجله، بل هناك علّة في رأسه في دماغه تُنَقّص عمره وتجعله يعد ساعاته ودقائقه يوماً بعد يوم تسبب له هذه الرجفة، مرض لا علاج له.

"تباً"

أقتلع علبة حبوبه من جيبه وأبتلع حبتين دون رشفة ماء، أسند جسده ووقف متجاهلاً الرجفة التي تهدده بالسقوط، زحف يجرجر قدميه ووقف عند الدرجة الأولى وصاح منادياً باسم الفتى، مرة ومرتان وثلاث، لا رد، أرتعش جسده برعب هذه المرة وتراجع ممسكاً بقطع الأثاث والحائط كي لا يتعثر فيقع مجدداً، أمسك مقبض الباب وغادر المنزل مقطوب الحاجبين فحدسه يخبره أن شيئاً فضيعاً قد حصل لفتاه وهو بأمس الحاجة إليه الآن.

يستحيل أن يخرج الفتى من المنزل أو يتجه لمكان آخر بعد المدرسة من دون طلب الأذن، ربما ما كان على اوسامي السماح له بالذهاب للمدرسة اليوم فقد سقط مُغشاً عليه كليوم السابق، كان اوسامي يسير هائماً في الشارع، لم يخطر بباله مكان يسأل فيه عن ضالته غير المدرسة، دخل أبوابها وكانت ممراتها وقاعات الدروس فيها فارغة تماماً من أي مخلوق، شعر بخيبة ورعب عنيف يتوسعان سريعاً في داخله، أين ناويا في مثل هذه الساعة؟، حتى أن مراسيم مغيب الشمس تكاد تنتهي، الجو يزداد برودة، وهطول الثلوج لم يتوقف منذ الصباح، يجلب معه أمواجاً من البرد القارص لأشد أيام الشتاء قساوة، همَّ مغادراً حين لم يعثر على أحد لكنه لاحظ شخصاً ما يسير قبالته.

"يا فتاة!"

أستدارت إليه فتاة ولم تبدو خائفة أو مستغربة من وجود رجل بالغ من مدرسة للمرحلة المتوسطة، تساءلت عن سبب وجده وحسب "كيف أساعدك؟"

لم يترك أي مجال للمقدمات "غيو ناويا، أتعرفين أين أجده؟"
"آسفة، لا أعرفه"

خاب ظنه، وصفه لها مثبتاً يده بعلو مئة وستين سنتيمتراً تقريباً كأمل أخير له "فتى بهذا الطول، عينيه زرقاء متفاوتة الغمق بين اليسرى واليمنى"

فصرّحت مستوعبة "آه عرفته، أسمه ناويا؟، هذا لطيف"
"أهناك أحدٌ في مكتب التمريض في هذه المدرسة حتى الآن؟"

Life in Gray || حياة بلون رماديNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ