Ch 32: في الخلف

1.2K 146 40
                                    

_Chapter 16:_
_في الخلف_




ملأ لنفسه قدح ماء ثم شربه في جرعة واحدة، صعد السلالم والتوتر ملحوظ عليه كان يتلفت حوله بأستمرار حتى وصل غرفته، أقفل الباب على نفسه وجلس على مكتبه محاولاً التركيز على دراسته لكن عبثاً حاول ذلك، مسح وجهه ثم أغلق أذنيه الصمت المسيطر يجبره على أستذكار بعض الأصوات من ذلك اليوم، كصوت ضرب العصى على الجسد، صرخات مكتومة، جُمل لن يقدر على نسيانها ما دام حياً، لا يشعر بالأمان في منزل كبير كهذا خصوصاً واوسامي ليس معه فهو في المشفى حتى الآن ولن يخرج قريباً، أرتطم شيء بنافذته بفعل الرياح فأنتصب واقفاً مطلقاً صرخة قصيرة، لم يجرؤ على دفع الستار كي يتفقد الشباك.

"أبن العاهرة"

أغلق أذنيه قوياً وهو يتمتم مترجياً ضوضاء عقله أن تتركه وشأنه، نزلت دموعه فمسحها، هو بحاجة لحضن اوسامي ومجدداً لا يجده بقربه.

"أثبت!"

من قال أنه فرَّ من ذلك المكان بلا أصابات؟، لقد تم تخويفه حتى فكر بهجر خاله والهرب، ثم تنكيل ذلك الخال الغالي وجعل ملك الموت يزوره حتى تهيأ له أنه مات بالفعل، الآثار الجانبية العديدة التي تركها الأغتصاب في جسده ونفسيته، تلك الذكرى التي لا يستطيع أسترجاعها، فجوة سوداء صمَّاء، لكنه يعلم جيداً ما الذي قاساه خلالها، لقد أمسك به ذلك الرجل الضخم وهدده بالقتل ما لم يكف عن الصراخ والبكاء، في ليلة مبيته في المصنع جرده من بنطاله وخان شروط الأتفاق الذي عقده مع مؤجره من دون أن يشهد أحد والمؤلم في الأمر أن اوسامي كان متواجداً.

لكن ربما كان من الأفضل ألا يستيقظ ليشاهد ما حل بفتاه.
بعجل ضبَّ كتبه المدرسية ودسها في حقيبتيه مع بعض الثياب، أرتدى معطفه وأنتعل حذائه وهرع يركض مغادراً المنزل مسبباً لنفسه ضيقاً في التنفس، وأثناء تزوله درج البناء شعر بيد تسحب ذراعه فأطلق صرخة فزع وأرتعب حتى خانته أقدامه فخر واقعاً.

"ناويا أنتَ بخير؟، آسف إن كنتُ أفزعتُك، ناديتُكَ ولم تجبني"

تنفس الصعداء وعاود الوقف بسيقان ترتعش وتلكأ مجيباَ الرجل "آنا آسف..."

حين شاهده ماساتو يعانق حقيبته كأنه يخاف أن تُسلب منه بالقوة عدل عن أقتراح حملها عنه، رعب الفتى أجبره على الأسراع بقول ما جاء لأجله محنياً صوته القاسي قدر المستطاع "كنتُ سآتي لأسألكَ أن تمكث معي حتى لو لم يطلب مني غيو ذلك، لكن يبدو لي أنكَ متوجه لمكانٍ آخر"

"الآنسة ناتسومي..."

"هذا أفضل، دعني أوصلكَ لمنزلها"

أمتثل ناويا وسار بطيئاً خلف الرجل، يتشبث بما بجانبه يحاول جاهداً أخفاء الألم الذي يقاسيه بسبب السير، لم يتمكن من الجلوس مرتاحاً في السيارة ولم يكف عن رسم التوجع في وجهه، شعر بقليل من الأمان حين أُحيط بالناس لكنه ما زال يظن نفسه مُراقباً، الليل قد أقبل والجو يبرد كما رعبه يزداد، خطر له فجأة أن المبيت مع ريوزاكي كان ليكون أسهل وأقل عناءاً، لكنه كان بحاجة لشخص بالغ يحميه من مخاوفه.

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now