_Chapter 3:
_تذكار
المساء، وقفت أمام باب شقته تحدق بها وتقول في نفسها.
- يا لها من شقة صغيرة..
سبق ورنت الجرس وهي تقف الآن منتظرة إياه ليفتح لها الباب وحين فعل أبتسمت له بوسع "مساء الخير!"
فرد عليها ببروده المعتاد "أهلاً، تفضلي"
أفسح لها المجال فدخلت وخلعت حذائها مُخفية تفاجأها من شقتة الرثة الصغيرة "أين ناويا؟"
"نائم"
فنظرت الى ساعة يدها وتعجبت "أليس الوقت مبكراً جداً على النوم؟، أنها الثامنة مساءاً"
"إنه في الرابعة"
همهمت وهي تدخل الممر الذي كان المطبخ حتى وصلت لغرفة الأستقبال، غرفة صغيرة تحتوي القليل من الأثاث وكنبة بالكاد تتسع لشخصين. قال اوسامي بلا أكتراث "هل كان علي أن أذهب لمنزلك لنقوم بهذا؟"
أجابت بتلكأ "آآه لا!، لا مشكلة" عبست محدثة نفسها
- كنتُ أعلم أنه فقير لكن لم أتصور لهذه الدرجة..
درَّسها الكثير من النقاط التي لم تفهمها ووضَح لها من أستوعبتها بشكلٍ خاطئ، ناتسومي ليست غبية ولكن مستواها أقل بالطبع من الخريج الأول على الجامعة في سنته الدراسية، وبينما هما منشغلان تسلل ناويا دون أن يلاحظاه ووضع رأسه على فخذ اوسامي وأنَّ أنينه الطفولي الناعس كجرو صغير، ففاجأ الأثنان.
راقبه اوسامي بتعاطف مسح رأسه بتفهم فسألته ناتسومي "ألا يستطيع النوم بمفرده؟"
"لا، كلما أستيقظ ولا يجدي بجواره ينهض مباشرةً للبحث عني أو يبدأ بالبكاء"
نهض اوسامي ورفع ناويا حاملاً إليه الذي وضع رأسه على كتفه في محاولة منه للعودة إلى النوم، ألتفت اوسامي لناتسومي وقال "أقرأي ما شرحته لكِ حتى أعود"
"حسناً"
مازالت عاجزة عن تصديق معامله هذا الرجل لذلك الطفل، خال لها أنه يكره الأطفال لكنه في الحقيقة يعشقهم، ثم تسائلت مجدداً عن مكان تواجد والديه.
درست ما قام بشرحه لها حتى بدأت تشعر بالملل فقد تأخر لما يقارب ثلث ساعة، أخذت تلعب بالقلم بين أصابعها ذو الأضافر الطويلة المصبوغة بلون أحمر، مرت أكثر من ثلث ساعة وهي تنتظر عودته.
حين عاد أخيراً وأرخى جسده على الكنبة بجواره سألته "هل غفى؟"
"تقريباً"
"ربما السبب هو أنكَ تددله أكثر من اللازم، لمَ لا تجرب أن تكون صارماً معه قليلاً"
قال وهو ينظر أرضاً "لا أستطيع"
"ما السبب؟"
"ناويا...، أنه لا يملك أحداً غيري" قال بحزن واضح في صوته "وأشعر أني لا أمنحه ما يكفيه"
أنت تقرأ
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...
