_Chapter 5:
_كنزي الصغير _
سار ناويا بتملل ممسكاً يد خاله الذي يحدّث تلك الشابة الجميلة مموجة الشعر البني بأمور لم يفهم منها شيئاً ولم يدرك أنها متعلقة بعملهما كطبيبين، في يد ناتسومي البيضاء الناعمة التي كانت على يمينه مباشرةً وجاءته رغبة كبيرة في أمساكها ففعل، تفاجأت هي من فعله لكنها سرعان ما أبتسمت مستلطفة إياه مدخلة الأطمئنان إلى قلبه ومُملِئة شعور النقص فيه، أمسكت يده الصغيرة بقوة كي لا تنزلق منها.
توقف ناويا ثواني عن السير ثم ركض قليلاً للأمام وتعلق بذراعيهما وكرر فعلته كثيراً حتى بدأ يضحك، رفعت ناتسومي يده وأشارت لأوسامي لفعل الشيء ذاته، أبتعدت المسافة بين قدمي ناويا والأرض، من يعلم من أين تعلم تلكَ، الأرجحة.
"كيف فعلتِ ذلك؟"
"فعلتُ ماذا؟"
"كيف جعلتِه يتقرَّب منكِ؟، كيف تمكنتِ من جعله ينام بمفرده والكثير من الأمور المشابهة؟"
"ببساطة، منحتُه ما لم تمنحه إياه أنت"
صمت اوسامي منتظراً منها أن تكمل حديثها ومستمعاً بأهتمام، قالت بأبتسامة قوية وهو تلتفت له "أنه حنان الأم، اوسامي"
بدى مستوعباً، فَكر في والدة صغيره التي لا تتحسن حالتها في المشفى ولا يبدو أبداً أن ناويا سيحضى بوالدته من جديد، قال ممتناً "أشكركِ، بالفعل لا أملكِ غيركِ أعتمد عليه"
فأفتخرت بنفسها مازحة "لا تشكرني قمتُ بواجبي كأنثى في هذا العالم هيهي!"
سارا وناويا يقفز بينهما ويتعلق بيديهما بمرح وضحكاته مرتفعة، حتى خرَّب اوسامي تلك المتعة بتعثره وسقوطه على الأرض في الشارع جاعلاً ناتسومي وناويا يفزعان.
"هل تأذيت؟"
أندفع ناويا معانقاً خاله كأنه يمده بالطاقة ليعاود النهوض، وقف ونكت بنطاله بصمت وناتسومي تحدق به، كأنه لم يكن بحاجة لسبب جديد كي يبدو أكثر بؤساً، شعره الرمادي المبعثر رغم نعومته يزيده كِبراً لغرابة لونه خصوصاً مع تلك الهالات السود حول عينيه كمن تلقى لكمة على كل عين، وثيابه الرثة تلكَ قصة أخرى.
هو وسيم أجل...
شكله لا يقل بؤساً عن الشحاذين، تلك السترة البيجية الطويلة ممزقة الأطراف، تعرفها ناتسومي جيداً فهو لا يمتلك غيرها ويلبسها منذ أيام الجامعة، هو وسيم أجل... لكن تلك الوسامة مدفونة تماماً خلف الفقر والتعب النفسي والجسدي.
قررت ناتسومي التوقف عن الشعور بكل هذه الشفقة تجاهه، لم تسمعه يتحدث عن ذويه من قبل وهي شبه متأكدة أنه لا يمتلك قريباً غير ناويا.. هذا الطفل الذي يتضح من هيئته أن اوسامي لا يقصر في حقه بجَورَب.
واصلا منعطفاً فقالت ناتسومي مشيرةً إليه "منزلي في تلكَ البناية شكراً لتوصيلي"
"لا مشكلة"
أنت تقرأ
Life in Gray || حياة بلون رمادي
General Fictionشيئاً بعد الآخر، شقيقتي، صحتي، حبي، رغبتي بالحياة... بعدها صديقتي الواحدة الوحيدة، وظيفتي، قدرتي على القيام بأي فعل آخر، خسرتُ شيئاً بعد الآخر حتى بتُ فارغاً. لكني لم أشكو من فقدان أيٍ من تلك الأمور، ذلك لأني حصلتُ على كل ما كنتُ دوماً بحاجة إليه، ا...
