Ch 34: ماذا تُريد

1K 149 46
                                    

_Chapter 18:_
_ماذا تُريد؟_




السيد اوسامي كان هادئاً طوال الوقت في المحكمة، لم يعطي لبلبلة الناس ولا حتى القليل من أهتمامه فحاولتُ أن أفعلَ المثل، أختلس النظر له بين الفترة والأخرى، على عكسه كنتُ متوتراً ومرتعباً وشعرتُ أن المكان يضيق بي فور دخول تندو... السيد تندو الى القاعة، كل شيء ركد وتوقف الجميع عن التهامس ولم يُسمع غير صوت القاضي والمحامي والمدعي العام.

السيدان تندو واوسامي بالكاد قلا بعض الكلمات، شعرتُ بالخوف والحزن في الوقت ذاته، شعرتُ بالخيبة لجهلي من يكون هذا الرجل ولماذا أختطفني حتى الآن، تحدث عن شيء كقتل السيد اوسامي لولده والأهمال وأكثر ما بقي في ذاكرتي هو تلقيبه المستمر لي بـأبن العاهرة.

"ناوو"

همس سيد اوسامي لي، فرك رأسي بلطف ليخفف من توتري، هدأتُ فوراً وشعرتُ بالحزن مجدداً لأني لستُ سوى هذا الكائن الضعيف الذي يحتاج للعناية المستمرة، من المفترض أني أنا من أخفف عنه الآن غهو من تعرض لعدة أصابات، ذراعه معلقة برقبته وأكثر من آلمني ونخر قلبي هو تلك العكازة التي كان يستند عليها ويبدو كمن لا يقدر على الأستغناء عنها.

أنتهت القضية بالحكم على السيد تندو بالسجن لأربع سنوات، عندما خرجنا كان في أنتظارنا صف من الناس والصحفيين يسألون عن تفاصيل الحادث وهل نحن بخير، أمسك السيد اوسامي يدي وسحبني بلطف مجتاحاً الحشد متجاهلاً كل كلمة قالوها، ببروده المعتاد ونفسّه الغير مسموع أخذني لنهاية الشارع وهناك طلب سيارة أجرة، ناولني العكازة ودخل قبلي فدخلتُ بعده وجلستُ محتضناً عكازته والحزن بادي علي.

"ناوو؟"

ألتفتُ له فقد زحف لجنبي وفرك رأسي مجدداً مميلاً إياه نحو كتفه "ما الأمر؟"

"لا شيء" تصنعت البراءة وأبديتُ له أبتسامة واسعة "كنتُ أفكر في عملك، كيف ستمسك بأدوات الجراحة والعكازة معاً، ماذا لو فقدتَ توازنك في إحدى العمليات"

وها قد بدأتُ أقلق من شيء آخر الآن، قال لي "قدمتُ أستقالتي من قسم الجراحة وحولتُ لآخر"

"ماذا؟، ولكن لماذا؟!" لماذا؟

"قُلتَها قبل قليل، لم أعد قادراً على القيام بأي عملية جراحية"

"ولكن هذا ليس عدلاً!، قضيت نصف عمركَ تدرس الطب!"

"هناك عشرات الأقسام غير الجراحة"

"ولكن هذا ليس عدلاً!" أعدتها شبه صارخاً فأغلفتُ فمي وألتفتُ للنافذة حزيناً جداً لما سمعته.

"ماذا تقترح؟"

ألتفتُ له صامتاً ولم أنطق حرفاً، فأردف "أترى، لا تحصل دائماً على ما ترغب به" فرك رأسي مجدداً وهو يمنحني أبتسامته الدافئة المعتادة "العالم أسوء بكثر مما تتصور"

Life in Gray || حياة بلون رماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن