Ch 48: إعادة تفكير

866 117 71
                                    

_Chapter 7:_
إعادة تفكير_





هل فكرتَ بالموت من قبل؟، ربما أجل، فكما يفكر المرء بالحياة والمعيشة قد يفكر بالموت أحياناً، لكن غالباً من يفكر به لا يكون شخصاً في مراهقته بل البالغين وكبار السن.

لكن هناك أستثناءآت وحالات شاذة لكل شيء، المرضى من هم في أوج شبابهم قد يفكرون بذلك، الفقراء، من يعيشون الحروب، الوحيدون.

عن نفسي لم أفكر مطلقاً،وتسائلتُ هل يفكر السيد اوسامي به أم لا، لكن بعد أن أخبرتُه بقراري، ربما بدأ التفكير.


كان ماساتو يهم بمغادرة مكتبه لمقابلة أحد المرضى الذي أدعى أن المشفى لا تمنحه العناية الكافية وهدد برفع قضية، الرجل قفز من درج منزله كي يُري ولده خطورة ذلك فكسر ساقه وهو هنا منذ يومان.

"صباح الخير دكتور ماساتو، أيمكننا التحدث معك قليلاً"

باغتته ناتسومي لمكتبه قبل أن يخرج، إن كان ذلك المريض يشكو من سوء معاملة، فليحصل على القليل منها، رد "بالطبع"

لم تكن قد لبست سترتها الطبية بعد وهذا أمر لم يعجبه لكنه لم يعلِق عليه، قالت "هل تعرف بأمر تلك المريضة التي يُشاع أن اوسامي يواعدها؟"

"نعم"

"هي مصابة بالسرطان أليس كذلك؟"

"حالتها مستعصية، أخذت جرعة واحدة من العلاج الكيميائي ثم ودت الموت بسلام"

بأسف وشفقة سألته وهي تعقد حاجبيها بأسى "لا أمل؟"

"لم يبقى لها غير أيام معدودة"

"هل يعلم اوسامي بهذا؟"

ألتقط ماساتو ملف المريض مكسور الساق مجدداً وأقترب ليفتح الباب ويغادر مكتبه "كِلاهما يعلم"

كانت يوريكو تجلس على السرير في غرفتها تقرأ كتاباً فلسفياً، بظهر أصابعه طرق الباب الزجاجي ثم دخل دون أنتظار الإذن فأراحت يوريكو عينيها من القراءة وألتفتت لاوسامي بأبتسامة صامتة، أقترب ووضع باقة الزهور الحمراء في مزهرية بيضاء مستطيلة الشكل على الطاولة بجانبها.

"أنتَ تُسلِّم باقات الزهور بطريقة مُروِعة"

"هكذا أضعها في غرفة سايكو كل مرة"

قعد على طرف السرير وأمسك يدها النحيلة الشاحبة بارزة الأوردة والشرايين، حالتها تسوء وأصبح غير مصرحاً لها مغادرة المشفى فلم تعد قادرة على السير أكثر من عشر خطوات، كلماتها تغادر فمها بتعب وأنخفاض كما أنها باتت تسعل دماً بقوة ملحوظة وبات التنفس مؤلماً وصعباً عليها، أصبح واضحاً للجميع أنها تعيش أيامها الأخيرة ولا يمكن لأحد أن يخفف عنها ما تعانيه مهما كان عدد الزيارات التي تحصل عليها، أشفق الجميع عليها بأستثناءه، الشخص الوحيد الذي كان يشاركها ما تعانيه.

Life in Gray || حياة بلون رماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن