Ch 14: لم يكن أنا

1.3K 167 66
                                    

_Chapter 14:
_لم يكن أنا





أمام المنزل الذي أعتاد الصخب عديم الحديقة وموقف الكراج، ذو الألون الباهتة والقديمة التي لم تُجدد منذ زمن بعيد، في مغرب الشمس الذي يصبغ المكان بلون برتقالي مُحمَر، لا يمكنكَ أن تراها، الشمس، لكن يمكنكَ أن تفتقدها كون الجو بدأ يزداد برودة.

وقف هناك، أمام هذا المنزل الذي لم يعد منزله، المكان الذي غادره مختاراً كما طُرِد منه المكان الوحيد الذي لن ينسى موقعه والذي كان يتوق للعودة إليه لست سنوات.

أخرج يديه من جيوب معطفه، أقترب من الباب حتى صار الفاصل بينهما كطول قلم، رفع يده وبعد أن شهق بتهيأ وزفر بأستعداد، ضغط على زر الجرس فرن ثم طرق الباب طرقتين.

من يعلم ماذا ستفعل له، من يعلم ماذا ستقول له، من يعلم كيف حالها أصلاً، كان خائفاً ومشتاقاً لرؤيتها في الوقت نفسه.

لكنها لم تفتح.

ضعط زر الجرس مجدداً وتأكد أنه رن لأنه سمعه، نبضات قلبه بدأت تتسارع وسبق ومسح عرق وجهه وجبينه، أشتياقه سيجعله يحطم الباب ويدخل وخوفه سيجعله يترك كل شيء ويهرب من لقائها مجدداً.

سمع أصوات من خلف الباب فرجع خطوة للخلف ثم هيأ نفسه وتقدم خطوته مجدداً، أبتلع ريقه، وقع أقدام يخطو نحوه، تحرك الباب مسحوباً عنه ومن خلفه ظهرت سايكو حيث جعلت قلبه يقفز في مكانه.

تركت مقبض الباب وسقطت يديها لأسفل بذهول وقوست حاجبيها بحزن وسعادة في الوقت ذاته، حاولت الكلام بفمها الدقيق لكنها عجزت عن النطق أهتزت شفتيها بتقوس لأسفل كما تجعد ذقنها، تصنم اوسامي يحدق بملامحها الغريبة مترجلاً قدر الأمكان مخبئاً رغبته في أحتضانها وأخبارها بكل المعانات التي ألقى نفسه فيها بعد فراقها.

أما هي، فلا تعلم ماذا تفعل وماذا تقول، هل ما أمامها سراب أم أنها أستيقظت أخيراً من كابوسها الطويل؟، رفعت يديها وتلمست صدره الواسع ثم أحاطته بذراعيها النحيلتين، بدأت تبكي بصوت منخفض يلامس أنينه قلب اوسامي الذي تحطم ندماً عليها وخذلان من نفسه، أنحنى ليدفنها في صدره يمسح رأسها تارةً ويعصرها بقوة تارةً أخرى، أنصت لشهقاتها الحزينة بتأنٍ كأنه يخبرها 'خذي وقتكِ'

"أنا آسفة!، أرجوك عد إلي لا أستطيع أحتمال فراقك أكثر!"

نطقت أخيراً بكلمات جعله يتلوى ندماً وكراهية أكثر لنفسه "أنا أيضاً آسف"

تملصت منه ومسحت دموعها بسعادة ورفعت رأسها له تطالع أبتسامته الباهتة في عينيها، أنسحبت للداخل بصمت وسحبت أحد كرسيِّ المائدة وثبتته له بوجنتين محمرتين ثم قالت مرتبكة "تفضل بالدخول!"

دخل متسائلاً عن سبب أحراجها المفرط حتى أنها كانت تلعب بأصابعها بتوتر وتعدل شعرها المبعثر "آ-آسفة على الفوضى، تعلم..."

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now