Ch 52: الحقيقة

857 111 75
                                    

_Chapter 11:_
_الحقيقة_



في الصباح.

ذهب اوسامي لمشفى غير التي يعمل فيها مرتدياً ملابسه ذاتها منذ أيام، لا يريد العودة لمنزله ولم يعد العمل يهمه البتة كان يضيع الوقت ليس إلا، جَرب قضاء الليلة الماضية في العراء، هو لا يغفو على أيةِ حال.

"تفضل من هنا"

تبع الممرضة بصمت، تم تبديل غرفة من جاء لزيارتها مجدداً بسبب تخريبها الهمجي للستائر وأقمشة السرير والوسائد وتحطيم كل ما يُحطم، لم يسأل هذه المرة عن السبب فقد أعتاد سماعه.

"هذه الغرفة"

قالت الممرضة وهي تفتح له قفل الباب، دلف وأغلقت الباب خلفه، تنهد تنهيدة طويلة ثم أقترب ليسحب كرسياً ويجلس عليه بهدوء، سايكو كانت ممددة على السرير، مقصوصة الشعر قصة قصيرة، لم يكترث للتفكير برد الفعل الذي كانت ستفعله ومد ذراعه ليفرك رأسها حيث كانت تدفن وجهها في الوسادة، لفت رأسها نحوه وظهرت عينيها المنتفختان من البكاء، لقد قضت الليلة الماضية بالصراخ والنحيب، لقد كانت ليلة صعبة على كِلا الشقيقين.

"لوزين لم يأتي البارحة أيضاً"

أشتكت له، كانت المرة الثالثة والثلاثين التي تكرر بها شكواها لهذا الشهر، جعلها تنهض فقعدت مثنية رجليها على جانبيها، كانت متعبة من الصراخ والبكاء الهستيري لذا كانت هادئة، قرّب كرسيه منها ومسح وجهها بيديه المرتجفتين، جفونها ووجنتيها وخديها ثم صعد ليلغلغل أصابعه في شعرها بتلك الأبتسامة الشفافة.

"معـ..ـي هديـة لــكِ"

زحفت مقتربة منه حتى مددت قدميها من السرير وأظهرت له السرور، وضع مكعب الخاتم في راحة يدها ففتحته ببهجة ثم أبتسمت له بوسع "أنه جميل جداً، شكراً لك" قالت ليسعد كثيراً لكنها خيبت ظنه حقاً بالجملة اللاحقة "أوصل رسالتي هذه للوزين"

المهم أنها سعيدة، هذا ما أخرس عقله به، كل ما أراده هو التخلص من هذا الخاتم الذي يستمر بتذكريه بيوريكو.

"مهلاً" تنبَّهت، نزعت الخاتم وأرجعته في العلبة ثم مدتها إليه "لا يمكنني قبول هذا"

"لــماذ..ا؟"

واجهته بعيون حزينة وحواجب مُقوَسة "اوسامي لم يعد بعد، لا يمكنني فعل هذا دون علمه"

كيف يمكن لها دون قواها العقلية أن تسبب كل هذا الأضطراب والفوضى في داخله، ما الذي جعلها تذكر شقيقها فجأة، لماذا كلماتها دائماً ما تدمِرُه؟ "لا تقـــلقي، هـ..ـو لا يــمانـع"

"ولكنه أخي"

"قـد يكـو..ن اوسامــي وغـداً، لكـ..ــني واثــق من أنه لـن يـ..ـمانع، أنه يفــكر بـ..ـكِ طوال الــوقت ويود زيــ..ـارتكِ لكنـه خجِلٌ مـ..ـما فعل، هو نــادم كثــير..اً"

Life in Gray || حياة بلون رماديKde žijí příběhy. Začni objevovat