Ch 67: أبقِ هنا

702 89 73
                                    

_Chapter 26:_
_أبقِ هنا_






لم اوسامي يتصور أنه سيجد نفسه بهذا الفراغ المطلق يوماً، لا شيء حرفياً ليفعله، لقد أُفرِج عنه لكن لا عمل لديه ليذهب إليه وقد نسي كل ما كان يرغب بوقت الفراغ لأجله فجأة.

شعور غريب وغير مألوف بتاتاً...

خرج لشرفة غرفته وتمسك بالحاجز محدقاً بالمشهد الذي أمامه، كل شخص من الأشخاص الذين يراهم في الأسفل منشغل بشيء، نظراته للأمام شاردة وساعده الهواء البارد المنعش بالإسترخاء.

"سيد اوسامي!"

ألتفت للخلف فجأة لكنه لم يجد أحد، بات يسمع هذا الصوت يناديه كثيراً في الأونة الأخيرة، ذلك الصوت الذي أدمن سماعه في تلك الفترة ذلك النداء الذي كان يصدع بكثرة كل يوم.

ذلك النداء الذي لن يتكرر مجدداً.

"أقرأ لي هذا الكتاب!"

شعر بعينيه تثقلان وتغبشت الصورة في نظره بسبب الرطوبة التي أجتاحتهما فسهَّل عليه ذلك تخيل ناويا الصغير ذو الرابعة يركض في الأرجاء ويناديه كل قليل.

لقد أفتقده... أفتقده حقاً لكنه لن يحضى بفرصة لقائه مجدداً ما حيي.

ببساطة لأن ذلك الطفل الصغير لم يعد طفلاً، لم يتواجد في المنزل دائماً كما في تلك الأيام ولن يتشبث به ويخشى مفارقته كما في صغره، ناويا في موعد الآن، أنه يبتعد أكثر وأكثر إن حاجته لخاله في نقصان بينما هذا الخال والوالد البديل محبوس في المنزل لا شيء عنده ليفعله.

كلما نضج ناويا أكثر كلما قلت حاجته إليه، كلما كبر أكثر كلما أبتعد عنه، وهذا يقتله بالتدريج بطريقة أبشع من مرضه.

- أريده... الطفل الذي أبقاني حياً كل تلك الفترة، أريده بشدة...






"كم مرة علي أن أخبرك، أنتَ لستَ كفوءاً بأبنتي"

سار ناويا في الممر شارد الذهن وهادئ تماماً، محدقاً بالأرض حيث قدمه متألماً بشدة من الكلمات التي قليت له من والد من يحبها بصدق.

"لا تأتي إلي مجدداً ولا تتعب نفسك بالتوسل أكثر من هذا، لا ترغمني على تهديدكَ صدقني لن يعجبكَ الأمر"

حتى وصل غايته فسكن أمام باب منزله يعبث في جيبه لينتزع المفتاح فيحشره في القفل وعلى الفور توجه لغرفة خاله كي يطرق الباب ويفتحه.

"لقد عد-"

فجمد في مكانه مصدوماً مبتلع للسانه، نقل نظره من خاله لناتسومي اللذان توقفا تماماً عن الحركة بدورهما، لمَ اوسامي يدفعها بهذا الشكل على السرير ويقبض على ملابسها ويحاول تجريده منها بهذه الشكل الغير لائق؟

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now