Ch 44: فتاة صبيانية

809 103 11
                                    

_Chapter 3:_
_فتاة صبيانية_




قاعة ضخمة مُزَينة بطريقة أنيقة جداً كأنها تعود لأحد الملوك من العصور القديمة، مطلية بلون ذهبي ومؤثثة بثُريات عملاقة مُعَلقة في السقف شديد العلو، المكان شاسع بحيث يتسع لعدد كبير جداً من الحضور، الطاولات العديدة مملوءة بأشهى وأغلى أنواع الأطباق، الملابس الأنيقة والحلي ورائحة الغنى والفخامة تملأ مكان.

"أعيروني أنتباهكم"

وقف زعيم الحفل ليصمت الجميع ويتوجهوا بأنظارهم للرجل كبير السن الذي أنتصب في مكان مرتفع قليلاً عن باقي الحضور، تحدث بصوت رخيم "جميع حضراتكم متواجدون هنا اليوم أحتفالاً بتسليمي ولدي الأكبر شركتي التي توارثتها عائلتي لأجيال"

دب صوت تصفيق مرتب فأتنظر الرجل المسن أن ينتهي الحضور من التصفيق وحين بقي القليل رفع يده كي يتوقف الجميع ثم تابع.

"كُلي على ثقة بقدراته وأعلم أنه لن يخيب ظني ويحرجني وأنا وأجدادي، ولهذا إني أرفع كأسي الآن، لشركة ڤلاديسلاف"

صفق الجميع مجدداً ووجهوا بصرهم لـلوزين الذي كان عليه الأبتسام والرد بحُلم وأرتزان لكل من قَدِم ليهنئه من الحضور، بالذات النساء اللاتي طلب الكثير منهن رقصة معه، لم يكن سعيداً مطلقاً كان مستاءاً كون الوقت لم يمر كثيراً بعد فراقه عن سايكو وما تزال تلك البسيطة تحجز حيزاً كبيراً من قلبه، لم يكن بإستطاعته شيء فالعائلة وشرفها قبل كل شيء خصوصاً لعوائل كهذه، يُعَد محظوظاً لأن والده سَلَمه رئاسة الشركة خصوصاً وهو في هذا السن الشبابي ولم يحرمه منها وتبرأ منه ليتشرد في الشوارع للفضيحة التي جلبها للعائلة.

لم يكن أحدٌ يعتقد أن رب الأسرة سيسامحه لكن الأمر مر على خير كما لم يتوقع الجميع، الزلة الوحيدة، كما أسماها رب الأسرة فلوزين قد أثبت كفاءته في العمل بالإضافة لكونه الأكبر سناً بين أخونه الأربعة.

"أرجو المعذرة آنستي"

أعتذر من الآنسة الرابعة التي طلبت يده للرقص وراح يتجول في القاعة مبتسماً وشاكراً كل من أمتدحه وهنئه لرئاسة الشركة، بحث عنها حتى وجدها تحدق بأعجاب حتى كاد لعابها يسيل بتلك الكعكة العملاقة.

"ناومي"

ركضت إليه بفستانها كثير التفاصيل أصفر اللون ذلك الذي صممه لها بنفسه بالرغم من أنه ليس متخصصاً بتصميم ملابس الفتيات الصغار، بقلمه وورقته، شدت يده وأشارت للطاولة التي كانت الكعكة تتوسطها وحدثته بالروسية "بابا!، أريد قطعة من تلك الكعكة"

"عليكِ أن تطلبي بأدب ولا ترفعي صوتكِ صغيرتي"

نبهها فوقفت منحنية قليلاً وفردت فستانها ثم قالت بنبرة مُهَذبة "لو سمحتَ هل يمكنني الحصول على قطعة من تلك الكعكة أيها الوالد الطيب؟"

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now