Extra Chapter: لوزين

398 28 21
                                    

_Extra Chapter:_
_لوزين_





"لا، لن أسمح لك، لن أسمح لكَ بأخذه مني ما دمتُ حية!"

"سايكو، حالتُكِ النفسية والمادية لا تسمح لكِ بالإعتناء به"

دامعة العينين ومتألمةً من كل قلبها أرتعش صوتُها قائلاً "ستأخذ ناومي مني، أليس هذا كافياً بالنسبة إليك؟"

أقترب منها كي يمسح الدموع عن وجهها لكنها دفعته بقوة وصرخت في وجهه "ناويا بحاجةٍ إلي!، لن تعرِف أي أمرأة كيف تتعامل معه غيري أنا والدتُه!"

"كلامكِ يقول أن أمر ناومي لا يهمكِ من جهةً أخرى"

دفعته بعنفٍ هذه المرة ثم وجَّهت إليه صفعةً ندِمت كثيراً بعد توجيهها لكنها أصرَّت على موقفها "كيف لكَ أن تقول لي شيئاً كهذا، ناومي ليست... أقسم أني كنتُ سأترككَ تأخذ الطفلين، أعلم أن كوني أمهما هو كل ما يمكنُني منحه لهما وأدرك جيداً أن هذا ليس كافياً، ولأن ناومي طفلةٌ قوية يمكنني أأتمانُكَ عليها وأثق أنكَ ستعوضها عن مفارقتي، ولكن ناويا..."

أنهارت على الأرض تنتحب بشدة وتمسكت ببنطاله تتوسلُ إليه "ناويا بحاجةٍ إلي لأنه ضعيف، لا ينام الليل إلا بجانبي، لا يريد لأحدٍ أن يطعمه غيري، لا يستحم إلا معي، لا يقبل أن يداريه أحدٌ عند مرضه إلا أنا، لا يفارقني حتى للعب إلا كنتُ في مرمى نظره، لا يمكنه أن يطمئن من دون رائحتي محيطةً به"

أنحنى إليها ممسكاً كتفيها ومانعاً إياها من ألصاق وجهها بقدميه، يعرف هذا، يعرف كل هذا جيداً، يعرف كم سيكون التفريق بين سايكو وناويا مؤلماً وصعباً، كان مدركاً لدرجة لم يتمكن من أتخاذ القرار الصحيح.

"أرجوك... لا تأخذ ناويا مني، أرجوك... لا تدَعني أفتقد ناومي وإياه، هذا كل ما أطلبه يا لوزين، أتوسل إليك..."

"حسناً"

أقعد ركبتيه على الأرض بدل قدميه وتجرَّأ على إمساك وجهها ومسح الدموع التي بللته كاملاً عنه، نادِماً على منحها الشفقةَ والتعاطف بدل الحب والثقة.

بكت سعيدة، ثم ممتنة، ثم حزينة... ثم أستمرت بالبكاء عاجِزةً عن إطلاق أسمٍ على السبب فضمَّها بين ذراعيها وخاطبها "سأرسل المال الكافي لكِلاكما شهرياً، وتعلمين جيداً مقدار حبي لناومي وعزتها عندي لذلك ليس عليكِ أن تقلقي عليها، لذلك كفِ عن البكاء"

"أنا آسفة جداً"

آسفة على حرمانه من أبنه، أم آسفة على حرمانه من نفسها، لم يعرف لوزين ما الذي كانت تعتذر عليه، وبالرغم من أنه قرر عدم مسامحتها قط على إجباره على الإنفصال عنها، لم يتمكن من عدم ذلك.

ملأت الدموع عينيه حين عانقته وشكرته العديد من المرات للسماح لها بالإحتفاظ بناويا، منع نفسه من مبادلتها، لم يسمح لدموعه أن تنساب على خديه.

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now