Ch 51: صفعة

892 121 96
                                    

_Chapter 10:_
_صفعة_




الساعة لم تتجاوز العاشرة صباحاً، في منزل اوسامي عجيب الهدوء كعادته.

ناويا يغفو في غرفته بغير أرتياح، عدة أشياء تحرمه من النوم الهانئ كحرارته المرتفعة ووجع رأسه الذي تضخم بالألم، أنفاسه المضطربة وقطرات العرق التي تملأ جبينه وأجزاء عديدة من جسده، حتى لحافه الذي يُتغطى به يزعجه لثقله.

كانت ناومي معه منذ الصباح الباكر، لم يكن بوسعها فعل شيء غير مسح العرق عن وجهه ورقبته ووضع الكمادات له، هي لا تعرف شيئاً عن الأدوية فلم تحتحَجها في حياتها لذا قلقت عليه من الأعداد الكثيرة التي أخبرها أنها ستجدها في الصيدلية في المطبخ.

حليبٌ دافئ وشطيرة مُربى الخوخ الجاهزة هو كل ما أستطاعت تحضيره له كفطور فهي لم تدخل المطبخ في حياتها، عاد للنوم فور شرب نصف الكوب وتناول لقمات من الشطيرة وأخذ الأدوية، أخبرها أنه سيكون على ما يُرام عمّا قريب.

من جانب آخر يُعد محظوظاً لأن جسده تحمل الشفاء من المرض لأربع أسابيع متتالية، عليه أن يكون يكون مستعداً لأستقبال الحرارة المرتفعة وألم الرأس وأحياناً كامل الجسد والسُعال والأختناق الذي يشتد كثيراً ليلاً كل ثلاث أسابيع على المدى البعيد في العادة.

من قال أن ناويا يعيش حياةً يُحسد عليها.

رفعت الكمادات عن جبينه وغمستها بالماء البارد وعصرتها ثم وضعتها مجدداً ففتح عينيه، أعتذرت بحزن عليه "آسفة أيقظتُك"

"لا بأس لم أكن نائماً"

حتى صوتُه قد تغير، صار أكثر ثقل والغلضة بسبب المرض، تكلم بغير أدراك تام لما يثرثر به "يقول السيد اوسامي أن الكمادات على الجبين لا تخفض الحرارة، لأن الجبين لا يحوي عدداً كبيراً من الأوعية الدموية"

طاوعته "إذاً ما المكان الصحيح لوضعها؟"

"الفخذان والأبطان و... نسيت"

زفرت بأبتسامة ولم تفعل شيئاً، رمش ناويا عدة مرات كي يفتح عينيه جيداً ثم ألتفت لها وسألها بصوت يشبه صوت طفل يسأل عن أمه.

"ألم يعد السيد اوسامي بعد؟"

"آسفة، ليس بعد"

لا تنكر ناومي أن قلبها نبض كأنها شاهدت جرواً صغيراً لطيفاً، حتى أنها أبتسمت له وسمعته بصمت يثرثر ببلاهة وهذيان حتى غط في النوم أخيراً.

"أنا أكرهه..."

نصبت ناومي ظهرها كي تمدد فقراتها من الجلوس الطويل ثم أطلقت زفيراً عميقاً، لا يمكنها الخروج لأستكشاف المدينة وتركه بهذه الحال لذا قررت أستكشاف هذا المنزل.

Life in Gray || حياة بلون رماديWhere stories live. Discover now