Ch 18: منزلنا الجديد

1.4K 160 81
                                    

_Chapter 2:_
_منزلنا الجديد_





ليستحق البطل هذا اللقب، عليه أن يمتلك قدرة خارقة كـسبايدرمان، أو ثياباً رائعة كـباتمان، أو مظهراً قوياً جباراً كـسوبرمان، الأبطال ينقذون من في خطر ويساعدون الضعفاء، يتمتعون بقوة جبارة، لا يستسلمون أبداً، يقاتلون لتفوز العدالة دائماً، يحمون الكون من الأشرار الذين يخططون للسيطرة على العالم!

الأبطال فعلاً رائعون، أحببتُهم كثيراً وكنا نشاهد أنا وريوو الكثير من البرامج لهم ونتوق دائماً للقائهم يوماً ما.

"ماذا عنكَ يا ناويا؟"

واحداً تلوى الآخر، بدأ الأطفال يصِفون أبطالهم بأروع ما يستطيعونه من كلمات، تحمس الجميع للدرس حين قررت معلمة الروضة مشاركة آراء الأطفال بشأن أبطالهم المفضلين.

ولكن أنا...

"وأنتَ يا ناويا، من هو بطلُك المفضل؟"

أذكر أني تلكأتُ قبل البوح لكن المعلمة سألتني عن هوية بطلي المفضل، ومن بينهم جميعاً بطلي المفضلً دائماً وأبداً هو "السيد اوسامي"

أنا ناويا، شخص صادق، مُثبِت لذاته، مُصِلح، هذا ما تعنيه كلمة ناويا، لا أعرف من الذي أسماني بكلمة لا يليق أي معنى من معانيها بي كهذه فأنا مجرد فتىً مسبب للمتاعب لكن هذا ما وجدتُه يناديني به، دون أن أعرف من يكون، ما علاقته بي وماذا أفعل معه ولمَ كل هذا الحرص علي، وجدتُه بجانبي متى ما أحتجتُ حضناً دافئاً، الفرد الوحيد في عائلتي المفقودة.

كثيراً ما تساءلتُ أين والِداي وماذا يفعلان الآن ولماذا تركاني هكذا، لكن خوفاً من تشكيكه في مسؤوليته وواجباته التي أجبر نفسه عليها تجاهي، لم أسأله ولا مرة واحدة عنهما، أما من ناحيتي أنا، فقد كنتُ خائفاً من الجواب.

هل هما متوفيان؟، هل هما منفصلان؟، أهما يعيشان بسعادة معاً متناسيين أمري؟، كان الجواب ليقهرني مهما كان، وليس وكأن سؤالي سيغير شيئاً، ليس لدي والِدان، هذا ما أسكتُ نفس به، بقدر رغبتي بمعرفة أي شيء عنهما كنتُ خائفاً من حقيقتهما، كل ما أعرفه أن والِدتي هي شقيقة الرجل الذي يهتم بي، لم يخبرني أحد بمعلومتي الصغيرة هذه فقد سرقتها بنفسي عن طريق الصدفة.

هذا فقط، وهذا كافي، لطالما أعتبرتُ من رباني كوالِدٍ لي، رجل عظيم بكل ما تعنيه الكلمة، ولسبب أجهله مشاعره تجاهي لا تقل عما أكنه له من خاصتي، بل وأشعر انه شاكر وممتن لي، دون أن يخبرني لمَ كل هذا الأمتنان لعاجز ضعيف مثلي بقي يدللني قدر ما يستطيع ويبذل جهده لتلبية حوائجي.

لذا أغلقتُ عينيَّ عن منظر ظهره الضخم الذي أمامي وسرتُ حيث يجرني ممسكاً بيدي، كلما فتحتهما لأسترق النظر يلتفت إلي ويبتسم لي أبتسامته الدافئة المُطمئِنة لقلبي الصغير الضعيف، مطمئنٌ بالسير خلفه أنا وسأسير مُغمض العينين إلى الأبد.

Life in Gray || حياة بلون رماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن