Part 1:, Ch 1: يدان صغيرتان

10.3K 385 137
                                    

_____Part One: بجانبي _
_______Chapter 1: يدان صغيرتان _






_2000/12/8_
_07:05 PM, Saturday._

جاء الشتاء ذو الجو البارد والهواء الجاف محملاً بالقليل من الغيوم التي تحارب الهواء المُحرِك لها لتبقى ساكنة، لم تسقط أي ثلوج بعد، لم تُغطى تلك العمارات والشوارع والحدائق بطبقة بيضاء قطنية حتى الآن.

كل هذا البرد والجو السكين يحتضن ذلك الجسد الصغير، يقف محدقاً في الشارع من خلف سياج المبنى الذي يسكن شقته يضع كلتا يديه الصغيرتين التي صبغها البرد بالحمرة على سياج، تتوسع عينيه الزرقاوتين بشغف وهو يراقب الناس يسيرون في الشارع أسفله.

هواء خفيف يعبث بشعره الأسود تارةً ويصفعه بقوة تارةً أخرى، أنتظر طويلاً بالنسبة لطفل صغير نصف ساعة وقت طويل جداً لينتظر فيه، بدت عليه ملامح الحزن فضم ذراعيه ووضع ذقنه بينهما ثم قوس حاجباه لأسفل لقد مل الأنتظار.

- تأخر السيد اوسامي...

ردد ذلك كثيراً في ذهنه بملل مختلط بالحزن، فجأة رفع رأسه وأرتسمت على وجهه أبتسامة واسعة فقفز من على الصندوق الذي كان واقفاً عليه ليتمكن من الرؤية من فوق السياج، وركض مسرعا نازلاً من درج المبنى وهو يقفز من السعادة لحين وصوله الرصيف فجرى فيه بشوق حتى أحتضن ساقا رجل كان يسير مقترباً من المبنى.

شعر بأرتياح كبير ودفء حوط جسده بالكامل حالما ألتصق بالرجل، قال بنبرة بريئة مطمأنة "مرحباً بعودتكَ يا سيد اوسامي!"

نظر اليه الرجل بتفاجئ قليل ثم أبتسم له بحنان وقال بصوت هادئ تميزه بحة طفيفة "لقد عدتُ، ناويا"

نظر الرجل إليه للحظة منتبهاً لثيابه الثقيلة التي لبسها بنفسه ثم جلس على ركبتيه وأمسك يديه الطفل الصغيرين العاريتين وقال بقلق "هل أطلتُ انتظارك لي؟، يداك باردتان للغاية"

لم تفارق الأبتسامه وجه الطفل الذي أجاب "لا بأس!"

فأبتسم له الرجل مجدداً بعطف ووقف على قدميه تاركاً إحدى يديه التي أمسكها وبقي ممسكاً الأخرى قائلاً "لنعد الى البيت"

"أمم!"

حين تملك شخصاً عزيزاً على قلبك وتكون مستعداً للتضحية بأي شيء لأجله وتشعر أنه يملئ فراغاً وشوقاً عظيماً في داخلك، لربما ستعلم لمَ أعطي هذا الشخص كل ما أملك من حب وأهتمام.

شقة صغيرة متواضعة جداً التي يسكنانها، مهترئة بالية لا تحتوي سوى على مطبخ وحمام وغرفة نوم وجلوس جميعها غرف صغيرة الأبعاد كصناديق قديمة مرصوصة جنباً إلى جنب.

أنحنى اوسامي ليخلع حذائه في بابها بعد دخولها مع الصبي "سأعد العشاء، أخبرني هل هناك شيء معين تريدني أن أعده لك؟"

Life in Gray || حياة بلون رماديDonde viven las historias. Descúbrelo ahora