عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)

86- فكي الأسد

"إذا فقد قُرر الأمر؟"

الصوت كان خشنا, ذو لهجه انجليزيه, لكن العديد من اللهجات الأخرى كانت موجودة هناك. اختلست نظرة من فوق أحد الصناديق ورأيت الهيئه القويه لقبطان السفينة يقف بجوار الهيئة الارستقراطية للورد دانيال يوجين دالغليش.

امسكت يد طوق قميصي وجذبتني لأسفل. فجأة, شعرت بجسد صلب يضغط عليّ من الخلف.

"لو انك تنوي التجسس عليهم من فوق تلك الصناديق.." همس السيد امبروس في اذني قابضا عليّ بقبضة من الجرانيت "فأنا اقترح عليك ان تنزع تلك القبعة الزرقاء قبل القيام بذلك. فهي تبرز من فوق الصناديق."

اوه, لم افكر في هذا. باحراج, نزعت القبعة الزرقاء من فوق رأسي. وأدركت أنه كان قد نزع خاصته بالفعل. ياللخسارة, فقد كانت تناسبه بحق.

"اجل." ذلك كان صوت اللورد دالغليش.

"و ما هو القرار الذي توصلت إليه, إذا جاز ليّ السؤال, يا جلالتك؟ لا اريد الظهور بمظهر المتغطرس, انها ببساطة مسألة تخطيطـ..."

"الملف يغادر هذا المبنى, يا قبطان. عليه الخروج إلى جزيرة ماربو."

ادرت رأسي إلى السيد امبروس. الملف! هل سمع هو أيضا الحديث؟ اجل. بإمكاني رؤية هذا. فقد كان إصبعه الأصغر ينقبض.

"إذا لا تمانع سؤالي, يا جلالتك..." كان صوت القبطان مترددا "..لماذا احتفظت به هنا من البداية؟ أليس هذا...محفوفا بالمخاطر قليلا؟"

نظرت من فوق جدار الصناديق مرة أخرى في نفس الوقت لاري اللورد دالغليش يوجه ابتسامة ودودة الي قبطانه. انها نفس الابتسامة الودودة التي توجهها سمكة قرش إلى فريستها.

"مخاطر؟" سأل بهدوء "لماذا تعتقد ذلك؟"

"امم, حسنا, هذا يعني أن الوسائل التي حصلت بها على الملف لم تكن بالضبط..كما تعلم..."

"لا, انا لا اعلم, ارجوك أنر بصيرتي."

قابلت عيون القبطان عيون الفولاذ الزرقاء للحظه فقط..

"لا شيء" قال علي عجاله "انا لا اقصد اي شيء, جلالتك."

أومأ اللورد دالغليش برأسه "أنا سعيد لسماع ذلك. كنت سأكون حزينا للغاية اذا وجدت ان طاقمي لا يفكرون بشكل جيد بيّ وبوسائلي. انت تفكر بيّ بشكل صالح, يا القبطان, أليس كذلك؟"

"بالطبع, يا سيدي! انا اقدرك بشدة, جلالتك."

"كم هذا جيد! اذا, انا اعتقد, أنه يمكننا مواصلة علاقة عملنا بطريقة مفيدة لكلينا. أين كنا..."

فتح القبطان فمه ليتذكر كلماته, لكنه فكر بعد ذلك جيدا من مخاطره التحدث ليغلق فمه مرة أخرى.

"اه, اجل!" رفع اللورد دالغليش إصبعه "كنت تساءل عن لماذا لم أُخرج الملف بعيدا عن هنا من البداية" تقابلت عينيه مع عيني القبطان "لا شك أنك كنت قلقا لوجود الكثير من اللصوص والمحتالين في لندن, واملاكي الشرعيه وجودها هنا في خطر, هل انا محق؟"