58- الخِطاب

109 15 4
                                    

"هدوء."

لم يصرخ بالكلمة ... لم تكن عاليه حتي, لقد قيلت ببساطة بهذا الهدوء والروعه, مع الكثير من القوه من خلفها, ليصمت الجميع على الفور. الحشد, الطيور, المتحدثين الآخرين من بعيد, وحتي – وهذا لم أستطيع تصديقه – باتسي التي اغلقت فمها ونظرت للأعلى إلى السيد امبروس. عندما نظرت الي طوله الذي يبلغ ستة أقدام.... بالاضافة الى ستة اقدام أخرى من البؤس والقسوة والرجوله, لوهلة كادت ان تُسقط لافتتها, لتصبح لافتة "التصويت للنساء الأن!" مقلوبة رأسا على عقب.

مال السيد امبروس للإمام واضعا يديه على الدرابزين بارتفاعه الشاهق من فوق الحشد.

"اللوردات, السيدات و السادة." اعطي ايماءه مقتضبة "لا ازعم اني ضليع في المعرفة العلمية مثل صديقنا الأستاذ هنا." وبحركه ساخطة من رأسه أشار إلى سِلفه محمر الوجه الموجود على المنصة, والذي بدأ الآن في التراجع وهو يعتصر بقايا خطبته إلى صدره. "انا لست عالماً. انا رجل اعمال بسيط والذي جعل عمله هو امتلاك أكبر جزء ممكن من العالم."

ارتفعت الضحكات المكتومة من بين الحشد. لقد ظنوا أنه ألقي مزحه للتو, لكني اعرف ما يقول جيدا.

"اسمي..." تابع قاطعا الضحكات كالسيف في الحرير "...السيد ريكارد امبروس."

توقف الضحكات فجأة ... توسعت العيون ... فُتحت الأفواه. تراجع بعض الناس خطوه الى الخلف. في ذعر شاهدت التحول بين الحشد. يبدو واضحا انه كان معروفا للغاية وأن ثروته اسطوريه أكثر مما كنت اتخيل. جميعهم يعرفونه ... فهو بالكاد قال اي كلمه وها هو الآن قد حصل على انتباههم. فكل ما يحتاجه هو جبل من المال ممزوج بحضوره الجذاب.

"حتي الان..." قال لجمهوره المُنصت عندما تأكد أن كلماته قد أثرت بهم بالكامل "لقد قابلت نجاحا لا يُذكر في هذا المشروع لتوسيع سلطتي, وهذا هو ما اريد التحدث عنه اليكم اليوم, لورداتي, سيداتي, وساداتي: إنهما النجاح والقوة. ثقوا بيّ, فأنا خبير في هذا الموضوع."

مرت نظراته البارده علي الحشد, واخيرا استقرت على باتسي كما لو كان يتحداها في معارضته, لكنها لم تفعل..

"سأكون آخر من يُنكر, لورداتي, سيداتي و ساداتي, أن لو تساوى النساء و الرجال, سيستحقون الحقوق المتساوية."

جاءت الشهقات من بين الحشد بينما ابتسمت باتسي.

فجأة رفع إصبعه "ولكن..."

لتختفي ابتسامتها..

"لكن هذه هي المشكلة. النساء أضعف من الرجال."

يدي التي كانت قد ارتخت قليلا عادت وأُحكمت من جديد عند هذه النقطة. شعرت برغبة شديدة في إيجاد هدف للتدرب عليه, اعتقد ان الرجل النحيف ذو الملابس السوداء الموجود في مقدمة المنصة مغري بشكل لذيذ لهذا الهدف, فكلا من نظراته البارده ووجهه الرائع يتوسلان ليتم لكمهما.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now