64- نابليون وجميع الخنازير الصغيره

125 16 3
                                    

"...كان هناك هذا الرجل العجوز المخمور, كما تعلم, يمكنك معرفة هذا من الطريقة التي يتحث...يتدحث....يتحدث بها."

استمع السيد امبروس لقصتي بتعبير وجهه المعتاد – أو وجهه الذي لا يوجد به أي تعبيرات. لقد استخدم السيد امبروس الاثنين في الواقع, كما لو أن هناك اثنين منه في هذه اللحظه. وفي بعض الأحيان كان هناك ثلاثه, لكن اغلب الوقت كانوا اثنين فقط. كانوا يتمايلون قليلا ويدخلون و يخرجون من حيز التركيز.

"...و خدعته تماما! فقط مثل هذا! وبدأ يثررثرر...يثرثر...و...ما الذي كنت اتحدث عنه؟ نادل الحانة؟ مع دوره اخري من أنف الخنزير...لا...عيونه...؟ اوه, فليذهب للجحيم! إذا, جعلته يتحدث و..."

تحولت الصورة الضبابية الحجرية للسيد امبروس الواقفة أمامي إلى اثنين مرة اخرى, ولا يبدو أيا منهما سعيدا. في الظروف الطبيعية, لربما كنت سأشعر بالرعب – أعني مع وجود اثنين من السيد امبروس يلاحقاني طول اليوم ويحاولان دفعي للجنون؟ بالله عليك! كل فتاة لديها طاقتها! لكن الأن, كان لدي ذلك الشعور الدافئ, الغامض – المتوهج – الهائل – المتذبذب – المرتعش – الرائع بداخلي, ليس وكأن فكرة وجود اثنين من السيد امبروس للتعامل معهما دفعة واحدة هي ما كان يزعجني.

لماذا سأشعر بالانزعاج على أى حال؟ فأنا امرأة قوية! قويه وذكيه واملك كل القوه! ها! دع كل الرجال يرتعدون امامي! الان, اعرف انه بامكاني دهسهم كالحشرات وسأقهر العالم – حتى لو كان العالم امامي ضبابيا.

"...وقال انه تبعه إلى هناك." انهيت عبارتي "ورأه هناك, لأنه ذهبت إلى هناك وتبعه. أليس هذا رائعا, يا رفيق؟ امم, أعني...يا سيدي؟ نحن نعلم الآن ما أردناه. بالرغم من اني لا استطيع التذكر لماذا اردنا هذا بالضبط من أجل الملف. سحقا! حسنا, انا واثقه من اني ساتذكر هذا بمجرد أن أقهر العالم. هل تعتقد أن يجب عليّ البدء بأسبانيا او فرنسا؟"

تعبير وجهه لم يتغير. فلا يزال الرفض البارد يشع منه بشكل مضاعف الان "سيد لينتون؟"

"أجل يا سيدي!"

"لقد أهملت ذكر المكان الذي ذهب إليه هذا الرجل الذي كنت تتحدث معه بالفعل."

"اوه. حقا؟ كم هذا غريب...اممم..حسنا..."

"اجل؟"

حاولت البحث في عقلي الضبابي لايجاد اجابة هذا اللغز. لم يكن الأمر سهلا. اخيرا, ظهرت الاجابه من الضباب.

"طريق البط!" صحت "لقد ذهب الى طريق بط في لندن, مبنى رقم 97!"

"سيد لينتون, لا وجود لمكان بإسم (طريق البط) في لندن."

"بالتأكيد هناك طريق بهذا الاسم! ليس الأمر وكأنها بطه محلية. قد يكون نوع من البط الأجنبي...اعتقد انه موجود فى الناحيه الشرقيه." فرقعت أصابعي, او على الاقل هذا ما حاولت فعله, ففي بعض الأحيان كانت اصابعي الاثنين و السبعون يتشابكون معا " طريق الهند الشرقية طريق البط! لقد ذهب الى منزل ضخم في طريق الهندي الشرقي طريق البط! رقم 97!"

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now