56- أهمية أن تكون لطيفا

125 15 2
                                    

"رجاءً, سيد لينتون." أشار ليّ السيد امبروس بالدخول و تلك الابتسامه العريضه لا تزال على وجهه "رجاءً, لا تبقى واقفا هناك. اغلق الباب خلفك واجلس رجاءً."

ابتسامه.

هناك ابتسامة على وجهه.

ريكارد امبروس لديه ابتسامه على وجهه, و لقد قال رجاءً! حاولت تذكر ما إذا كان قد قال ليّ رجاءً من قبل, لكني لم استطع تذكر حاله واحده حتي. بالاضافه الي انه قالها لثلاث مرات على التوالي حتى الآن.

ربما انا لا زلت نائمه. ربما يكون هذا حلما و سأستيقظ منه قريبا.

"هلا جلست رجاءً؟" أعادها وهو لايزال مُظهرا تلك الابتسامه المبهرة.

لا تكوني حمقاء, ليلي! النمور تبتسم ايضا – لكن هذا ليس سببا للجلوس بجوارهم!

لكن ابتسامه السيد امبروس تلك....لقد حولت وجهه بالكامل. في السابق لم يكن على وجهه سوى القسوة, لكن الآن هناك تلك الروعة والعظمة. لقد سرقت انفاسي تقريبا. إذا كنت سابقا اعتقد انه وسيما, فهذا لا شيء مقارنة بالمنظر الموجود امامك الان.

أشار للكرسي يدعوني للجلوس مرة أخرى.

لا تفعلي! لا تفعلي هذا!

كنت على وشك اخذ خطوه للوراء, حينها اقترب السيد امبروس مني ونظر بعمق في عيني وامسك بيدي. عند الشعور بلمسته, ضربت الصدمة ذراعي. لم تكن لسمته قاسية كما توقعتها, ولم تكن لطيفه. فقط لقد كانت جيده. استقرت يدي بين يديه كما لو انها خُلقت لتكون هناك.

استمعي الى نفسك! فأنتِ تبدين مثل إيلا!

"تعال" قالها أمرا, لكنه لم يكن من نوع تلك الأوامر التي يعطيها ليّ في العادة, ليست مثل "احضر ليّ الملف XYZ!" صارخا بها بصوت يشبه صوت رقيب في مهمة يقوم بها في القاره القطبيه الجنوبيه. لا, هذه المره كان صوته مليئا بشيء من الظلمه و العمق التي لم استطع فهمها.

بدأت قدمي تتحركان دون اخذ استشاره من عقلي.

اوه حسنا, إذا كان هذا حلما, فعليّ الاستمتاع به حتى نهايته. ففرصه الجلوس في حضرة قوه السيد امبروس القوي البارد فمن الممكن ان لا تأتي المشاكل سريعا مرة اخرى, حتى في عالم الاحلام. تركت نفسي انقاد بطريقة غير نسويه بشعه الى احد المقاعد الفارغة, غير قادرة على ابعاد عيني المرتابة عن وجهه المبتسم. حين جلست, لم يجلس على المقعد المجاور, لكن بدلا من هذا ظل واقفا هناك, ممسكا يدي محدقا في عيني.

"هل...هل انت علي ما يرام؟" سألته بحذر, ربما يكون الأمر حقيقيا بعد كل شيء وأنه فقط أصيب بحمى دماغية.

"اجل, انا بخير تماما, سيد لينتون. شكرا جزيلا علي اهتمامك."

انها "شكرا لك" الرابعة في صباح واحد! من الواضح ان هناك خطب ما به!

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now