15- الامر يصبح عاطفيا.

174 21 1
                                    

"أوتش!"

"ما كان هذا, يا عزيزي؟ هل اذيت نفسك؟"

"لا يا حبيبتي إيلا. لما تسألين؟"

"أقسم أني سمعت احدهم يصرخ."

"لابد أنه كان قلبي يصرخ من سعاده لرؤيتكِ يا محبوبتي, يا جميلتي إيلا!"

قلبه يصرخ؟ يا للهراء! وضعت يدي على فمي كاتمه صوت صرخاتي وانا اقفز على قدم واحدة خلف الشجيرات, لكني تمسكت بشجرة و ثبت نفسي. كنت مختبئة خلف الشجيرات وعلي بعد امتار قليله استطعت سماع صوت حفيف ناعم لثوب ينزلق عبر العشب الرطب, وصوت اقدام اختي الصغيره وهي تُسرع في الحديقه.

"إيلا!"

"إدموند!"

إدموند؟ إدموند؟

نظرت عبر الشجيرات ورأيت اختي تقف عند السياج الحديدي الذي يفصل بين حديقتنا و حديقة الجيران ممسكة بأشكال الحديد المعقدة للسياج كما لو أنها قضبان سجن تفصلها عن كل ما تريد في العالم. ومن وراء هذا السياج يقف إدموند كونواي, ابن الجيران, وهو ينظر الى اختي مع تعبر على وجه لا يمكنني وصفه سوى أنه...مُغرم.

مقزز!

"إيلا" قالها مرة أخرى.

"إدموند"

"يا حبيبي."

"يا حبيبتي."

ألم يقولوها منذ ثانيتين, أليس كذلك؟ لماذا يعيدون الكلام؟ ماذا بهم؟ حدقت من خلال الشجيرات محاولة الحصول على رؤية أفضل لهم. ربما هم مرضي؟ حسنا, فكلاهما يبدو مجنونا بعض الشيء مع تلك الابتسامات سخيفه المرتسمه وجوههم وهم ينظرون الي بعضهم البعض كما لو أنه لا يوجد حديقة جميلة مع أشجار وطيور والكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام من حولهم. بالنسبه لإدموند انا اتفهم هذا – فأختي الصغيره ملفتة للنظر, لكن لا يوجد هناك أي عذر حقا لنظرات إيلا الصارخة.... فأبن الجيران يمثل عينة ذكورية عادية تماما: شعر بني, عيون بنيه, ساقين, قدمين, رأس واحد على كتفيه. لا يوجد أي شيء به يبرر هذا التحديق.

"لقد اصبحتِ سيدة حقيقيه, إيلا" قال بصوت ممتلئ بالعاطفة "كنت اراقبكِ من المنزل عندما غادرتِ في عربتكِ الرائعه."

لقد راقبها؟ هذا الحقير كان يراقبها؟

"اوه, انه لا شيء" قالت محمره من الخجل. هل هذا معقول؟ فهي تبدو سعيده حقا! "انها ليست عربتنا كما رأيت...إنها عربة السير فيليب ويلكينز. لقد دعي عائلتي بالكامل الى حفلته الليلة."

"حفلة؟" تنهد ادموند منفعلا كممثل شيكسبيري "كم اتمنى الذهاب الى حفل والرقص معكِ... كم اتمنى ان اضمكِ بين ذراعي لمرة واحدة, لكن هذا الحاجز الشيطاني يبقينا منفصلين دائما!"

ابعدت نظراتي عنهما لتستقر على السُلم الخشبي المائل علي الحائط حظيرة حديقة كونواي والذي لا يبعد العشر اقدام حتى عنهما. أردت حينها أن أقول شيء ما لكني اغلقت فمي بحكمه.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن