12- فعل وقح

163 24 3
                                    

اتسعت عيناي ونظرت للأعلى, رأيت رجلا عسكريا مُسن ذو شارب ضخم يقف امامي. ليس السيد امبروس.... بالطبع لا. انه الكولونيل ريمنجتون, أحد القباطنة والعقداء الذين عرفني عليهم السير فيليب.

لماذا بحق الجحيم كنت افكر في السيد امبروس؟ هو ليس هنا حتى!

سعل الكولونيل معتقدا اني لم اسمعه.

"هل تمنحيني شرف الرقص معكِ, آنسه لينتون؟" قالها معيدا.

"ارر...لا"

تحول لون وجهه للون الاحمر قليلا ثم ذهب بعيدا... يبدو أنه تعرض للإهانة إلى حد ما.

همم... ربما ذلك لم يكن ذلك من الاتيكيت؟ عصفت ذهني بقوة محاولة تذكر دروس خالتي...ألم يكن هناك اي شيء يخص السماح للفتاة برفض عرض الرقص ما لم يكن لديها رجل آخر ترقص معه؟ حسنا, إذا كانت هذه القاعدة موجودة, فهذا الأمر هراء تماما, يجب أن يكون لديّ الحق في اختيار عدم الرقص إلا مع من اريد بحق اللعنة!

نظرت من الفجوة بين أوعية النباتات واستطعت رؤية الكولونيل ريمنجتون ينضم إلى عدد قليل من اصدقائه العسكريين ومعظمهم من الضباط الأصغر سنا. كان يومأ لهم بقوة, لا شك كان يحدثهم عن أمر مهم.

ضحك احد الشباب وقال ساخرا "ربما فقط لم يعجبها مظهرك".

سقط فمي مما سمعت...انهم يتحدثون عني....عني انا! حسنا, على الأقل هذا سيضمن ليّ أن لا يزعجني أي أحد بأي دعوة من دعوات الرقص تلك الليلة, فستنتشر أمر فعلتي كالنار في الهشيم, وبالتأكيد سيثور كل هؤلاء الذكورين و يُصدمون من الأمر حتى النخاع ولن يزعج الرجال أنفسهم بالنظر إليّ مره اخري بعد هذا الأمر.

"أريد أن ألقي نظرة على تلك البغيضة" تابع الضابط الشاب حديثه مع غمزه, لينفتح فمي قليلا... "هل كانت جميله؟"

لم استطع سماع رد الكولونيل الهادئ على هذا, لكن الضابط الشاب قال مرة أخرى "تعال ايها الفتى العجوز, لابد انها كذلك! وهي تعرف هذا, فالآنسه مغروره تماما لإحباط ضابط مثلك."

غمز الي باقي الشباب الواقفين حوله وخرج من بينهم, لا يمكنني تصديق أنه سيقوم بفعل ما ظننت أنه سيفعله.

ومع ذلك, عندما انتهت الرقصة وكانت الثانية على وشك البدء, رأيته يتقدم نحوي بخطى مبتهجه للغايه لدرجه تُمكنك من معرفة أنه ضابط حتي ولو لم يكن يرتدي ملابسه الرسمية من ميداليات. جاء برفقة احد اصدقائه الذين قد تعرفت عليهم بالفعل.

قاموا بتفحصي بشكل لا يختلف عن تفحص قطعة لحم على طاولة الجزار. تجاهلتهم بهدوء وانا اتناول قطعه اخرى من الشيكولاته الصلبة من الطبق المجاور ليّ.

"آنسه لينتون؟" قالها السيد الجندي المألوف ليّ مع انحناءة مهذبة, ليقلده السيد الجندي الأخر الغير مألوف ليّ.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now