97- رجل و امرأه

247 24 23
                                    

للحظة تجمدت في مكاني. وهو ما كان مثيرا للسخرية بطريقة ما. فأنا كنت أعتقد دائما أن السيد امبروس باردا و متجمدا, لكن الآن كنت أنا المتجمدة. سار تجاهي و أمسك بذراعي.

"قلت انهض, سيد لينتون! الان!"

بشكل نصف راكض و نصف مسحوب بواسطة السيد امبروس تعثرت و أنا أخرج من المقصورة منها الى سطح السفينة. سطح السفينة؟ لا. هذا لا يبدو كسطح السفينة الذي اذكره. هذا يبدو أكثر لكونه هرج ومرج. كان كل ما رأيته, قبل أن يضرب حائط من المياه وجهي, هو حركه غريبه باللونين الابيض و الاسود, من رجال, نساء و اطفال متجمعين فوق السفينه مثل الجثث الحية ينتظرون موتهم, وجوههم كانت في تباين كامل أسفل وميض البرق.

ثم جاءت الموجة من فوقي, و كان النور قد رحل. رئتي امتلأت بالمياه المالحة لاصطدم بجدار المقصورة. ولكن فقط اليد التي لا تزال تقبض على يدي هي ما ثبتتني في مكاني. يد السيد امبروس.

"ابقي ثابتا. كل شيء على ما يرام. فأنا ممسك بك."

سعلت وأفرغت بعضا من الماء المالح على سطح السفينة, وقطعه من كبد الاوز نصف المهضومة. بالكاد أدركت الرائحه الغير مألوفة التي تنبعث من فوق سطح أورنيا. رائحة الظلام, رائحة البرد.... رائحة اعماق البحر تتصاعد.

"ارجوكم, سيداتي و سادتي! ارجوكم, لا داعي للقلق! اهدأوا, ارجوكم!" كان ضابط يتقدم نحونا من على الجسر ويداه مرفوعتان في محاولة لتهدئة الحشد المذعور. حتى لو كان يملك عشرة أذرع, فانا اشك في ان الامر سيجدي "نحن نفعل كل شيء نستطيعه السيطرة على الموقف. ارجوكم, سيداتي و سادتـ...."

"وكيف.." قاطعه السيد امبروس, و البرودة الفولاذية في صوته "تخطط للسيطرة على عاصفة؟ هل انت القديس بطرس؟ هل يمكنك اغلاق بوابات السماء و ايقاف البرق عن ضربنا؟"

فتح الضابط فمه, لكن لم يخرج اي صوت. عينيه الخائفتين تحركت من السيد امبروس الي باقي الحشد المذعور المتجمع على سطح السفينة, ثم إلى البحر الهائج من حولنا.

"كم عدد قوارب النجاة الموجودة على قطعة الحطام اليائسة هذه؟" كان صوت السيد امبروس لا يزال باردا قاتلا.

"ارجوك سيدي, عليك أن تهدأ. القبطاـــ..."

"يبدو واضحا ان القبطان لا يستحق حتى أن يقوم بأداء مهمة مسح سطح السفينة, لأنه هو من اوصلنا الى هذا الموقف في المقام الأول. الآن – كم عدد قوارب النجاة على هذه السفينة؟"

رفع الضابط رأسه "ليس كافيا للجميع.." كان صوته همس خافت. لكن لا يهم, فقد سمعه الجميع, بالرغم من انه منذ لحظة كان يصرخ بصوت اجش ولم يفهم اي احد كلمه منه. انفجر الحشد من الذعر وطالب الجميع بالركوب في قارب النجاة اولا, يتراشقون بالاهانات, يندفعون لرؤية القبطان. كما لو أن ذلك سيساعد.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Donde viven las historias. Descúbrelo ahora