87- نمسيس

112 15 2
                                    

بشكل غريزي حاولت الألتفات, لكن ذراعيه امسكت بيّ من الخلف.

"واصل السير!" همس السيد امبروس بها "قد يكونوا يراقبوننا من السفينة, حتي لو أننا لا نستطيع رؤيتهم. فقط واصل السير."

"لكن...انت تعلم اسم السفينه. انا اعرف انك كذلك. ما الخطب؟ ما المميز بها حقا؟"

"قلت استمر في السير! او انك تريد لكلينا أن نفقد رؤوسنا الليلة؟ اجل, انا اعرف السفينة, او على الاقل سمعت تقارير عنها. لو أنها تلك التي افكر فيها, فهي احدث واكثر السفن الحربية تدميرا في العالم."

حدقت في الهيئة الضبابية السوداء النحيفة للرجلين بخليط من الخوف والشك. تلك؟ أكثر السفن الحربية تدميرا في العالم؟ انا لا اعرف الكثير بخصوص السفن, لكن أغلب السفن الحربية الملكية التي رأيتها تأتي وتغادر الميناء كانت أضخم من هذا الشيء, مع عدد كبير من المدافع والصواري.

لابد انه يمزح.

ثم, وقعت عيني مرة أخرى على الهيكل الأسود المهدد, وتذكرت ان السيد امبروس لا يمزح ابدا.

"لماذا؟" سالت بهدوء "ما الذي يجعلها خطيره للغايه؟"

"إنها أول سفينة حربية صُنعت بالكامل من الحديد. بينما السفن الأخرى تتحطم وتسقط من إطلاق نيران المدافع, لكن هذا الشيء سيستمر في الابحار بكل بساطة. انها احدث مساهمة من اللورد دالغليش لامبراطوريتنا البريطانية العظمى. الرائدة في اسطوله. الجميع سُر عندما أعلن عن المشروع. ياله من انتصار كبير لتفوق البحريه البريطانيه, الخ. حتى الملكه نفسها هنأته."

"هل يعرف اي احد في اي غرض سيستخدم من أجله سفينته الرائعه؟ هل سيستخدمها في السرقة و التهريب؟"

"لا اعتقد هذا. لو أنهم فعلوا ذلك, لكنت اعتقد ان الملكه ربما قد تمتنع عن تهنئته."

كنا قد أصبحنا تقريبا اسفل الاحرف الحمراء الكبيرة مباشره. نمسيس تلوح من فوقي كالعنكبوت في منتصف الشبكة, مستعد للانقضاض.

"لورد دالغليش يهتم بالتجاره في هذا الوقت" قال السيد امبروس بقتامه "لا أحد سيكون غبيا كفايه ليعترض طريقه بينما هو في قلعة الفولاذ العائمة تلك."

ارتجفت. كل اعداء السيد امبروس يسافرون عن طريق نمسيس... انه مناسبا بطريقه شاعريه. لكن كم هو مؤسف اني دائما ما كنت اكره الشعر.

فتحت فمي لاطرح سؤال آخر, لكن سريعا, قبض السيد امبروس على ذراعي من الخلف وضغط عليه. حمدا لله اني فهمت الإشارة! لابد أنه سمع شيء ما, بعد لحظه اخري, ظهر من فوقنا شخصا ما مرتديا عباءة داكنة على سطح السفينة. من اسفل العباءة الداكنة, استطعت رؤية خيط رفيع من الضوء الأحمر. جندي آخر من جيوش الرئاسة.

قام الجندي بحركه سريعه لاعلي بيده الممدودة. أومأ السيد امبروس. انه تواصل غير لفظي – وهو شيء خبيرا فيه. بعد لحظه اخري, اُنزل سُلم من السفينة أمامنا.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن