62- لقد ثملت

137 15 2
                                    

"هذا هو؟" نظرت إلي المبني الموجود اخر الشارع الذي اشار اليه كريم, هذا لا يصدق "هنا حيث يخفي اغني رجل في المملكه البريطانيه مستند شديد الأهمية لدرجة انه يقتل أشخاصا من أجله؟"

"ثاني أغنى رجل" علق السيد امبروس بهدوء "انا اغني رجل في المملكه البريطانيه وليس ذلك الشخص البغيض الذي يُلقب نفسه باللورد."

"حقا, ومن يهتم!"

"انا افعل."

ادرت عيني والتفت الي كريم متجاهله رئيسي "هذا هو؟"

أشار بكلتا يديه تجاه المنزل. كان مبني من القرميد مكون من طابقين, مائل قليلا, مع بقع داكنة على الحائط الأمامي. صوت موسيقي بيانو رخيصة قادمة من الداخل, وأعلى الباب عُلقت لافتة مشيرة إلى حانة المحراث و السارية.

لم يجب كريم ولكن فقط هز كتفه. يا إلهي, لقد جئت الى هنا مع رجال لا يمكنهم فتح أفواههم لاعطائي اجابه مباشره!

نظرت حولي مره اخري, وحصلت على انطباع كامل عن الموجود. قد لا يبدو المكان مثل ما كنت اتوقعه عن المقر الفخم للورد دالغليش, لكن المكان يبدو بالتأكيد يبدو شريرا كفاية ليكون عرين قائد عالم الجحيم الاجرامي. البيوت من حولنا متداعية. دخان أسود يلف المنطقة, بالرغم من ان ولا واحده منها قادم من مداخن المنازل, والتي كانت فارغه بارده. حبال الغسيل متقاطعه بين الأسطح, او علي الاقل افتراضي انها كانت حبال غسيل. فالأشياء التي تتدلى منها لا تبدو كثيرا كالملابس بالنسبة ليّ, فانا لا اعتقد ان لا أحد سيزعج نفسه بتعليق الخرق البالية تلك حتى تجف.

في مدخل باب ليس بعيدا للغاية عن نهاية الشارع جلس شخص ما, ملتحف في قطع من الخرق دون اي حركه. ما إن رأيته حتى ارتجفت.

"اين نحن؟"

لم يكن صوتي قويا كما كان من قبل.

نظر السيد امبروس حوله, وعيناه الباردة تفحص ما حوله. لا أحد يملك عيون أفضل في تفحص الأمور أكثر منه.

"شارع نورفولك" قال أخيرا مشيرا إلى لافتة شارع قذره والتي لم اكن لاتمكن من فك شفرتها طوال حياتي.

"اين يقع هذا, سيدي؟ فانا لم اسمع عن هذا الشارع من قبل."

"من الطبيعي انك لا تعلم بأمره. فهو بالقرب من الموانئ في إيست إند"

إيست إند.

كل طفل في لندن يعرف ذلك الأسم. فمن أسوأ المخاوف بالنسبة لكل مواطن ثري في لندن هو ان يُضل طريقه وان ينتهي به المطاف الى هنا: هنا حيث كبد لندن المتعفن القذر, هنا حيث يتم التخلص من كل القمامة التي لا يريد قلب لندن التعامل معها فيتم القائها هنا حتي اشعار آخر. كانت متاهة من الشوارع الصغيرة والمنازل القذرة حيث يتكدس بها الفقراء لأنهم لا يملكون المال للذهاب الى اي مكان اخر. إنهم يبحثون عن عمل في الموانئ أو في أحد المصانع العديدة. حيث الدخان, والاشغال القاسية التي لا تنتهي والطعام الملوث يقتلهم ببطء واحد تلو الاخر.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now