2- الشرطي القرد

341 35 1
                                    

بحلول صباح اليوم التالي لم اعد اشعر بالمزيد من الغرور. ربما كان لهذا علاقة بقضاء ليلة في زنزانة السجن, أو بحقيقه إني أحدثت فوضى تامة في خطتي, او بحقيقة انني لم اعد قادرة على تهدئه نفسي بما يكفي لأنام حتى منتصف الليل.

واخيرا حين تمكنت من النوم علي السرير الصلب الغير مستوي في زنزانة السجن, حلمت بعشرات من رجال الشرطة, مُعززين بكتيبة كاملة من التماثيل الاغريقية القديمة, يطاردونني في شوارع لندن المظلمة, يصرخون: "اوقفوها! أوقفوا النسوية! عليها أن تكون في العمل يوم الاثنين! في تمام الساعة التاسعة! إلحقوا بها!" لست متأكده من ما هو الاكثر ازعاجا, المطاردة المرعبة أو حقيقة أن تلك التماثيل القاسية تبدو بشكل مثير للشك مثل السيد ريكارد امبروس.

استيقظت في حوالي الساعة الثالثة صباحا, قلبي ينبض بسرعة كبيرة لأعلم أني لن أستطيع النوم مرة أخرى.

بدلا من ذلك, قمت بعمل فحص سريع للجناح الفندقي الفاخر الذي وضعني فيه الشرطي اللطيف خلال الليل: فهو على مساحة ستة أقدام مربعة من أفضل ما يمكن أن تقدمه مراكز شرطة لندن. كانت حوائط منزلي المؤقت مزينة بنمط معقد من العفن والخربشات. منظر النافذة – التي يبلغ ارتفاعها حوالي اثنان قدم مربع مغطى بالقضبان المعدنية الجميلة – يُطل منظره الخلاب على مِزراب واحد من افضل ازقة لندن المظلمة. أما الباب مزين بالتأكيد ليلائم معايير النافذة مصنوع من نفس مجموعة القضبان الجميله. أما السرير الذي شهده ظهري, مصنوع ايضا ليلائم اعلي المعايير, و القادر على تقليل عضلات ظهرك إلى تشابكات من العقدات المؤلمة في غضون خمس دقائق. بشكل عام, هو مكان خاطف للأنفاس مع هالته الساحره. حتى أن المستأجر القديم قد ترك ليّ هدية صغيرة في صوره بركة من ماده لزجه في الزاوية, تنبعث منه رائحة رائعة مُقلبه للمعدة ليكتمل هذا الجو من البؤس بشكل متكامل. كما أن ضوء القمر الشاحب المتسرب للغرفه من النافذه الصغيره لم يجعل المشهد أكثر بهجة.

علي الاقل لم يكن هناك اي احد اخر معي في زنزانة السجن. لقد وضعني الشرطي في الحبس الانفرادي. كنت سأفضل الأمر لو كان هذا من اجل حمايتي, لكن الحقيقه تُقال, ربما هم ظنوا أن هذا سيكون آمن للمساجين الآخرين. فهم علي كل حال لا يريدون هؤلاء اللصوص الفقراء القتلة الذين اُسيء فهمهم أن يكونوا في نفس الزنزانة مع امرأة مجنونة مختلة مرتدية مثل الرجال وبالتالي هذا دليل على حقيقة أنها لا تملك أي أخلاق علي الاطلاق, هل يمكنهم ذلك؟

بدأت ائن وارتعش وانا جالسه على هذا السرير القاسي مستنده بذقني على راحة يدي في وضعية فلسفية حقيقية, مناسبة بشكل مثالي للتفكير في مصيري. ماذا سيكون عقابي على حيلتي الصغيرة؟ هل سيتم ارسالي الى السجن لتجرأي على تحدي قوانين إنجلترا؟ او سيتم نفيّ؟ او سيتم نقلي إلى أحد المستعمرات مثل بقية اللصوص؟ هذه الفكره الاخيره اسعدتني بشكل كبير. لقد سمعت أن بعض المستعمرات اكثر تحضرا وتقدما عندما يتعلق الأمر بإستقلال المرأة أكثر من بلدنا العزيز. بالإضافة إلى ذلك, سأكون بعيدة عن خالي وخالتي آلاف الأميال.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Où les histoires vivent. Découvrez maintenant