96- امواج متصاعده

95 12 15
                                    

قادنا الشاب الصغير المساعد لأحد أفراد طاقم الانتظار الي مقصوراتنا. لا اعرف ما الذي فعله السيد امبروس بعد اختفاءه داخل مقصورته. ربما سيقف في الزاوية ويحسب بهدوء مقدار الأموال التي سيحصل عليها من قناته الجديدة؟ انا, من ناحيتي, ارتميت على ذلك الشيء الذي يشبه بشكل غامض السرير المثبت في الحائط. مسطبه, او سرير, أيا كان – فأنا لم اهتم كثيرا بتسميته أو معرفة الغرض منه. لقد كان ناعما نسبيا. وهذا هو كل ما احتاجه.

أيقظني طرق خافت على الباب ولكنه كان حازما. رمشت و تثائبت. منذ متى وأنا بالخارج؟ لم أهتم بالأمر حقا. كانت ملابسي قد جفت, إذا فقد مر بعض الوقت.

مره اخري, جاءت طرقه من الباب. رفعت رأسي بنعاس. هذا لا يبدو مثل غرفتي في منزل خالي. ما كان هذا؟ اوه اجل, السفينة! عاد إلى كل شيء حينها: الجزيره, المنجم, السباق, الصعود على متن السفينة...

ما كان اسمها مرة أخرى؟ أورانيا. اجل. هل تمكنا من الهرب حقا, أو كان كل شيء حُلما؟ هل لازلت احلم؟

جاءت طرقه ثالثه من الباب. يمكنني القول ان صوتها وحده يقول انه ليس السيد امبروس الموجود على الجانب الآخر منه.

"اجل؟"

"مسيو؟ العشاء جاهز في قاعة العشاء."

لقد تقرر الأمر. لقد حصلت على بعض الأحلام الغريبة في حياتي, لكني لم احلم ابدا بنادل فرنسي يناديني بالـ "مسيو". اشياء مجنونه كتلك لا تحدث إلا في الواقع – واقعي مع السيد ريكارد امبروس.

قلت وانا ائن دافعه بنفسي عن المسطبه وتعثرت ذاهبة الى الباب وناديت "انا قادم, انا قادم."

"جيد جدا, سيدي. ها انت, امم, اذا؟ لقد بدوت شاحبا قليلا من قبل."

حسنا, ماذا عليَّ القول؟ تعرضي لإطلاق ناري هو ما فعل هذا بيّ.

"لا, لا, كل شيء على ما يرام. شكرا لك."

"ممتاز. عليَّ العودة الي قاعة العشاء. فرفيقك ينتظرك هناك."

بعد فتره وجيزه, خرجت إلى سطح السفينة واغمضت عيني للحظه وتنفست هواء البحر المنعش. كان باردا, خشنا و مملحا – وهو ليس بأفضل مزيج لفتاة محبة للمدينة مثلي تحت أي ظرف من الظروف. لكن الأن, فانا مستمتعه به, مستمتعه بحقيقة أنه لم يعد هناك المزيد من هواء المنجم الرطب لاتنفسه, مستمتعه بحقيقة انني لا زلت أستطيع التنفس لاني علي قيد الحياه.

فتحت عيني مرة أخرى ونظرت بالجوار. وقفت عند الطابق العلوي من الطابقين الموجودان على متن أورانيا. كانت الهياكل الخشبية تدعم السطح, وكذلك حوائط الكبائن التي كانت مطلية بلون أصفر مشرق والتي عملت على إعادة تأكيد النقطه السابقه: لقد خرجت من الظلام. انا بأمان. نحن في أمان.

سرت تجاه الدرابزين, اخذت نفس عميق آخر ونظرت للخلف حيث المكان الذي جئنا منه. مرت سحب من الدخان الآتية من المحرك الذي يدفعنا الى الامام, تسابق المياه المتدفقة من خلفها, استطعت رؤية الشكل الضبابي لجبل في الأفق, يرتفع من فوق الأمواج البعيدة. جزيره ماربو. لقد بدت من هنا وكأنها لا شيء سوى تله صغيره. وبغض النظر عن كم كان غضب الجواسيس هناك الان, بغض النظر عن مدى تشابهه غضبهم مع الأسد, نحن الآن بعيدا عن متناوله, لأبتسم.

عاصفه وصمت - الجزء الأول (مترجمة)Where stories live. Discover now