〚جمره』⁹⁹◒

159 6 0
                                    

اريد اجابة دون اي احتمالات وتفكير مطول ..
هل فكرت مرة في الانتحار؟
" كثيرًا"
"هل لديك اوجاع وآلام متنوعه ومجهولة المصدر؟"
" اجل لدي الكثير"
"هل تفرط في النوم في كثير من الأحيان؟ و تعتقد أنك تنام قليلًا جدًا وربما تعاني من الأرق؟"
" نعم، واظن انه خوف من النوم وليس ارق "
" مالذي يخيفك؟"
" ابي "
" هل لاحظت تغيرًا مفاجئًا في وزنك؟"
" وزني تناقص بشكل كبير "
" هل انسحبت من أصدقائك وعائلتك؟"
" انعزلت بشكل مفرط"
هل من المستحيل التركيز في أمر معين؟
" في السابق كنت اظنه مستحيل فالمشتات في كل مكان لكن الان استطيع التركيز في راحتي وحسب"
"هل تبدو الحياة بلا معنى؟"
" هي تميل للظلم اكثر من انعدام المعنى"
"فقدت الرغبة ،و المتعة في ممارسة امور كنت تحب فعلها سابقا؟ "
" نعم كالرسم وقراءة الكتب وحب الارجوحه "
" هل تشعر بالمودة تجاه شريكك؟ ام انه كان اختيار عقلي "
" كان اختيار قلبي .. انا احبه حقا "
" ماهي السعادة بنظرك"
" الا تفيق على وجع والا تنام على الم "
" ماهي الحياة المثاليه بنظرك"
" عائله سعيده وبيت دافء"
" اترين بك نقصًا ؟ "
نفت برأسها "ارى انني كامله "
ابتسم وقال بينما يشابك يديه " حسنًا ماهي الصفات التي تحبينها بك والتي تودين تغيرها"
" احب بي .. امور كثيرة اظن انني لا احصيها لكن انا احب ذلك النقاء بي لا اراه كذنب بقدر ما اراه لطف واكره بي سرعة البكاء وكثرته"
" عليك اختيار شيء واحد بشريكك تحبينه ماهو؟
" عينيه .. انها جميله جدا"
" لمن ستقولين افتقدك؟"
"امي واخي "
اتعانين من مشاعر انعدام القيمة واليأس؟
" نعم .. لكن ليس دائمًا "
" لديك تراجع في مستوى ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك؟"
" نعم احيانا "
الشعور بالتعب والشعور بالإرهاق وانخفاض الطاقة؟
" نعم"
اختتم الجلسة بهذا السؤال واقترح عليها تمرين تفعله في اي يوم تظنه مناسبًا .. ان تبقى في مكان هادئ وتحبه وتشعر فيه بالامان وتحمل ورقه وقلم ..وتجلس ارضا في وضعية مريحه وتبدأ بكتابة مايؤلمها مذ كانت طفله لغاية عمرها هذا .. ثم تحرق الورقه بعد ذلك وتحاول التحرر ومحادثة ذاتها الداخليه في الطريقه الاكثر فعالية لمعالجة ذلك الشعور وكيفية التخلص منه
اخبرها انها تعاني من صدمة كبيره وعدة صدمات جراء فقد والدتها وبما حدث مع عائلتها والخطف وشرايقز ولكنها لاتعاني من اي اكتئاب او تبلد او اي مرض اخر تعالجت تقريبًا من كل ذلك واصبح الامر اخف وقابل للتغير للأفضل ،  انها صدمه فحسب وعليها العمل لتحريرها
ولكن ليس لانها صدمه فالامر بسيط انه معقد وصعب ومليء بالكثير من الاوجاع والاحزان مثل ان تزيح صخره ضخمه بيدين مبتوره ..!
صدمة
كلمة بسيطة لكنها مليئة بالكثير فهي ليست سهله اطلاقا وقد تخلد في داخلها العديد من الخيبات المواليه
الحجز والكبت ، الظلم والفقد ،الاستبداد والتجبر، الانهزام والخساره ، الحسره واللوم ، الاسى والحزن، الخطف والاذى ، الخيبات المتواليه ، عدم التأقلم ، الظلم مرة اخرى ، السعادة المتلاشيه ، المرض ، التأرجح مابين الوجع والحزن ، الغم والكمد ، عدم الراحه ، الاتزان ، التعود ، الامان ، الصدمه مجددًا ، البهجه السوداء ، ديجور ، سنا ، ابلق .. ارتياح .. تخبط وسكينه، مقت الذات وحبها ، الكمال والنقص ، الذهاب العائد ، السير الواقف ، والان تبقى التخطي والتشافي ..
وماتبقى هو الاصعب ولكنه الاجمل !
ان تبدأ من جديد وتتخطى وتبدأ مجددًا وتولد بإرتياح جديد
يصعب عليها تخطي كل الحزن والهم والغم واليأس والبؤس والاكتئاب والذكريات .. السعيده والسيئة
يصعب عليها تخطي ومعايشة كل ذلك
وان تتشافى ..
ان تتقبل موت والدتها
ان تتقبل مالا تستطيع .. رغم مرور الكثير هي لم تعتد على فقدان عائلتها اطلاقًا ولازال هنالك شيء صغير يخبرها ان لربما هم على قيد الحياة
وان ذلك الباب ستدخل منه والدتها بعد قليل
وهي لم تذهب سوى للعمل وستأت قريبًا ..
ان تعيش بوهم الامل الزائف والجزع ..
لم تستطع تقبل فكرة موتهم تمامًا وانهم كالمغادر الذي لايعود وان اتى سيأت في حلم قصير فقط
وان تعد كل الذكريات من الماضي وسيبدأ عام واعوام اخرى وستعيش المستقبل دونهما .. دون اخيها ووالدتها !
الامر مؤلم للحد الذي لا يمكنها تصديقه
-
نام غائبي طويلاً وفاض الشوق بي وارتوى
وقلبي من الحزن قد بات منطوى
وعقلي من زحام الافكار تلوى
قلب صغير .. لا يريد الا ان يتمنى
وخان التعبير المراد فلم يصل
ولكن الشوق في قلبي شقٌ و كانهُ نصل
اوجعتني الذكرى .. مكانكما خالي
ومنظره للقلب قبل العين دامي
فأنا اشتقت وهنا جئت انثر احزاني
ليت الموت لم يكن منقطع لقانا
ليتنا سويا يا امي حتى العمر بقينا
حينما حلمت بك تمسكين يدي
وتزوريني في حلمٍ ليته ابدي
تخبريني عن مدى شوقك لي
وتارة تحزنين وكأنك تشعرين بي
اني اتذكر كل التفاصيل
ورغم الغياب الطويل
محفوره في قلبي كلها
ادق التفاصيل وجلها
ولازلت انتظر قدومك
رغم علمي بعدم رجوعك
-
شعور الحرقه التي غزاها تحول الى نار وجع ساخنه احرقت القلب واحرقتها حاولت مسح دموعها مجددا لكنها خارت مرة اخرى وبعد عدة محاولات بائسه حاولت كبت الغصات والعبرات المنفلته كتبت في قلبها قبل الورق ان موت عائلتها اكثر مايؤلم وحينما حاولت ان تعرف طريقة تخطيه انخرطت في بكاء عميق لم ينتهي الا بنومها دون شعور ..
واقسى ماعاشت هو شوركين ..
ليته لم يأت ليته لم يتزوج بها وينجبنا ليته لم يقتل ليته مات قبل ان يولد .. لما احزن؟ يفترض بي ان اسعد!
همست بذلك بوجع فعانقتها سام وعلى وجهها تعابير متألمه بينما انظار بولا الحزينه مرتكزه حول دمية اخيها كين ومعطف والدتها الذان تحتضنهم آيلا وتبكي بإنهيار
اليوم هو موعد حفل الخطبة ..
الجميع سعيد وكان الامر سريعًا وذا تفاصيل رقيقه جميله باهره والعلاج والترتيبات كل شيء يسير كما متوقع واروع مما هو متوقع
ذلك القصر مزين والحضور سعداء يتراقصون على الموسيقى الهادئة واخرون يتذوقون المقبلات ويثنون على جمال المكان كان حفلاً بسيطًا لكنه رائع بشكل كبير وقد كان مثاليًا ! فرحه بلا سوء وبلا اذيه ولا نقص وبلا مسببات للحزن .. وبلا خطايا تفسد ريعان البهجه
انهى تعديل ربطة عنقه واستدار لتاكادا الذي يتذمر منذ وقت :انتظر لحظه اانت ذاهب لعزاء ام خطبة؟ .. ضع بعض الاضافات الحيويه وغير تسريحه شعرك انها كئيبه بل انت تبدو كئيب كليًا ابتسم واضحك ياصاح من يراك يظنك مختطف او مهدد بالقتل !
عاد الى المرآه لينظر الى ذاته وامال رأسه بتفكير..
شعره الطويل مبعثر بشكل جذاب ويرتدي بذلته ولديه ابتسامه ساحره ويبدو كأي شخص كما ان بذلته السوداء تلائمه اين الخطأ؟ استدار ونظر إليه : اتحاول ان تكون بدور امي ام انك تغار مني؟
رفع اصبعه واكمل نقده: لايوجد شخص طبيعي يرتدي بذله سوداء قبيحه في يوم ميلاده وميلاد حبيبته ولايوجد شخص سوّي يُقم خطبته بذات اليوم!
ببساطه اجابه : انا لست شخص طبيعي على اي حال واضف الى هذا انه اقتراح آيلا ماذنبي لتصرخ بي وايضا انت غاضب لانني لم ارتد تلك البذله التي اقترحتها رغم انها سوداء ايضا لكن قبيحه للغايه وتفاصيلها لم تعجبني ذوقك رديء وذات اكمام مزينه اخبرتك لا اريدها دون اضافات لكنك تحب التفاخر بكم كونك ثري قم بشراء نظارة تحجب بصرك عني افضل من انفاقها في شيء لافائدة منه ايها العجوز !!
تكتف تاكادا المشاحنات بينهم لا تنتهي في كل لقاء يتشاجران لكن هذه العادة تعد من الطف العادات التغير الذي طرأ عليه والشخصيه التي بات يعيشها تليق به كما انه اعترف بإسمه الحقيقي شرايڤن والان يعيش على هذا الاسم وهو يخطط لحياة مثاليه جيده وعيش بسيط مثالي مع من يحب
ان ترى الشخص الذي عاش تخبطات وآلام يعيش بسلام الان انه لمن المريح رؤيته هكذا على الدوام !
ابتسم بدفء وربت على كتفه قبل ان يعانقه : اتمنى لك السعادة دائمًا
اضطرب لوهله وحاول كبت رجفته التي تداهمه كلما رأه او اقترب منه ليس حذر بقدر كونه شعور عديم التفسير لربما كان فرحه مخفيه او بهجه ؟، لكن هي شيء دافء لم يعد يشعر بإرهاق كلما رأه بات يتقبل كل منهما الاخر وعادت الايام الازل مع من فرقتهم الحياة ..
بادله العناق وشكره وامتن اليه وبعد دقائق حاول ان يبتعد لكن تاكادا شد عليه بإصرار محب: انه العناق الاول لنا بعد كل ذلك الفراق ڤين دعه يطول والا ينتهي
تبسم بخفوت واومأ برأسه ..واسند راسه على كتفه: لاتفسد شعري انت تغار لانك اصلع بينما انا لدي شعر رائع
ضرب كتفه وضحك : يالك من نرجسي وانا لست اصلع الا ترى؟
تاكا وڤين .. عكس لوسيفر والنمر وهنالك تضاد وفرق شاسع بين العلاقتين رغم انها لذات الاوراح

〚جمّره 』◒Where stories live. Discover now