〚جمّره 』◒

〚جمره』◒⁷⁶

ماهو السلام؟
عندما نقول سلام ..
ماهو اول مايتبادر في ذهنك؟
عالم وردي ابيض ام عدل يجول الارض بإنصاف؟
شخصيًا لا اؤمن بالسلم ..
واراه مزيفًا كما الأمل ..
السلام لا موضع له ولا إعراب
انه غريب وسيظل غريبًا ..
كيف ستكون الارض مزدهره وبهجه بعد كل ذلك؟
كيف سيتسمر العالم بالبهجه طوال المدى ؟
الن تعاود الحرب التكرار؟ الن يتمرد البعض؟
كيف سنتحد ونحن جميعا عكس بعضنا
بإختلافات ومنطق .. وافكار .. ومعتقدات ....
لايوجد مايسمى سلم انها كذبه
انت سلبي  ..
كلا انا منطقي !
-
بشأن استكمال مراهقتي مابعد الهرب ..
هربت حينما اخبرت جين
لم يعارض
وقف امامي وصاحفني كوداع اخير
ولم يقل " سأتي معك"
ظل يتأملني لحينما اختفيت من امامه
لم اعرف طريق الخروج لكن ذكائي ارشدني
خرجت من النافذه .. لم اتجه للباب لم احتج لأي لغز
تجنبت الكاميرات ، نجوت بشكلٍ ما !
تسلقت وهبطت .. قفزت وركضت
سرت وانا الف وشاحًا عريض حول جسدي
واغطي كفي الايمن بمنديلٍ قد سرقته سابقًا
وعدساتي تغطي لون عيناي ..
وشاح اخر يلتف حول رأسي ورقبتي
وبذلك لم يظهر مني اي شيء
حتى السكين الذي يختبأ تحت سترتي
لا اعلم لماذا اخذته؟
او انا لم اخذه
اباها منحه إلي
انه واثقٌ بي لدرجه انه قدم إلي سكين حاده  لم يخف من ان اغدر به فأطعنه !
وانا قبلتها دون مبرر لذلك واخذتها معي
لم اظن انني سأحتاجها
لكن حينما كنت ارى نظرات الماره القلة اشد على سكيني بحذر
وكلما اقترب احدًا اتراجع للوراء خطوه
حذر تلقائي .. هذا ما اكتشفته !
كنت اسير قاصدًا قريه اخرى
ولم احتج خريطه ..
اضواء القريه الاخره يمكنني رؤيتها من تلك المسافه الحاليه
بينما اسير وصلت لنصف الطريق
وجدت ماء لا اعلم من اين ولم اهتم حقيقةً
ارتشفت القليل .. اخذت سمكه قمت بشوائها
وتناولتها لايهمني الطعم لااعرفه
المهم الا اموت .. وحسب
اكملت سيري .. اتذكر انه كان باردًا ومثلجًا
وجسدي يرتجف ولكن لا يمكنني اشعال النار فالمطر قد هطل !
وحظي لم يركد كذلك سقطت في بركه طين فتلطخ وشاحي وفسد
جرح جبيني وحاجبي مما خلف لي ندبه في وجهي
تركت وشاحي لم يعد نافعًا ..
فصرت اسير بثياب مبلله في اجواءٍ بارده ..
وجبين نازف ..
الدماء تعيق بصري فلفت منديل يدي عليها
وحاولت اخذ قطعه خشبيه وجدتها كحمايه من المطر
لكن
تهجم علي احدهم وحطمها ..
خرج من العدم يهددني
لم اكن املك شيئًا ..
لكنه لم يتركني ..
وبذلك كان
اول ضحاياي شخص حاول أخذي اجبارًا
نواياه سلبيه فقتلته ولا اعرف ماذا يسمى هذا
انقاذ ام جرم؟
شعرت منطقيًا اني متّ معه
لكن شعوريًا لم اهتم فليس اول من يموت
لابأس
سيسعه الجحيم !
اكملت طريقي
اتلفت لاخوفًا ولا حذرًا
اتلفت من ان ارى احدهم فيذكرني بكوني مشؤومًا ..
يذكرني بحقيقة السواد والعدم ..
كان الامر في الليل القاتم السوداوي
كان حالِكًا مظلمًا داكنًا ..
وكليلة مناسبة للهرب كان
حينما لم يكن للارض نورٌ فحتى القمر اختبأ
وفي بلاد الظلم الذي ترعرعت عليه
كان الظلام شديدًا .. وكذلك المطر
حينما وصلت لنهاية القريه عانقت ذاتي من لسعة البرد
والتفت اراقب قريتي التي لم ترحب بي ابدًا
ليس شوقًا لا اتذكر لكن
بالتأكيد لوعَة نكد وشَيءٌ من كمَد
وربما نظرة اسى وحَسرة
دخلت الى القريه الاخرى .. لم اقابل احدًا
ايثقون بالجار ام انه استسلام لأي خطر؟
تسللت اختبأ ليس منهم انما ثوبي الخفيف يظهر وسمي
كانت صغيره اصغر من قريتي فانا تمكنت من ملاحظه قريه اخرى من مسافه بعيده جدًا ...
بقيت هناك لساعات اختبأ وراء احد المنازل واعانق ذاتي لم يتوقف المطر
ولم اعرف هل يواسيني ام يزيدني مرضًا؟
اصبت بحراره وارهاق واذكر احمرار جسدي حينها
لكن رغم هذا لم اتحرك بكيت هناك اسعل وائن بمفردي
حينما توقف المطر استقمت ابحث عن الطعام
ليس تلهفًا لكن كما تقول ضوء القمر الان
انا اكل كي لا اموت .. ليس لأنني مولعٌ بالطعام !
كنت اغطي جسدي قابلتني سيده مسنه
تحاول ان تبدو مثاليه وعطوفه
اصطحبتني في منزلها منحتني طعامًا وثيابًا ومصروفًا وطلبت مني ان ابقى معها
كدت انسى اعطتني دواء ايضا وقامت برعايتي كذلك
بقيت معها لثلاث ايام اتى زوجها المسن ايضا
كان لطيفًا يسأل عن احمرار عيناي بكثره وعن هزل جسدي ينتظر قصه تطفئ فضوله فحسب
لم اجب تظاهرت بأني لا افهم لغته ..
السيدة لطيفه ومراعيه وتهتم بي صحيح؟
انها مثال للعطف والاحتواء
لكن سمعتها تقول لزوجها" لنتبناه بذلك سيكون لدينا مال كثير فكما تعلم شوركين يقدم اموالاً لمن لديهم اطفال وكما ترى انه مريض سنحصل على اموال كثر وبعد ذلك سنرميه خارجًا"
لم تخدمني حبًا مصالح شخصية فقط ..
ايقنت ان العطف ليس دائما حبًا
انه احيانا تصنع وغباء
تعيدني لشيء غادرته؟
هربت مجددًا لكن سرقت مال وطعام اكثر ..
سرت الى القريه الاخرى
ليس بقدمي قدمت اموالاً لشخص يتجه الى تلك القريه بعربته فقبل ولكن قال لي ان هناك اكثر تطورًا وحذرًا اخبرته ان يقول انني ابنه وانا سأتصرف
رفض لكن المال الكثير جعله يوافق
كنت في الخلف مستلقي على بطني
اضع كلتا يدي على وجنتي اتأمل الطريق
اعشاب لافائده منها وفراغ
حيوانات سيتم قتلها
وطيور سيتم اصيادها
كان الصبح في باكورته لكن لم يكن خارج قريتي الجديده مبهجًا كانت تحمله الكآبة والهدوء والصمت تجاهلت كل حديث قاله الرجل
كان صامتًا اخرسًا
وعندما اعطيته المال صار اجتماعيًا فجأة!
دخلت الى القريه
ولكن عندما وصل التفتيش الامني
قال لي اعطني كل اموالك والا سأقول بأنني لا اعرفك
يهددني؟
لم اجب
ليس خوفًا اخبرت الشرطي انه اختطفني قسرًا واخذ اموالي
بذلك سجن هو وانا قدمت إلي اموالي واموال عدة كتعويض وحينما علموا اني يتيم قالو ستذهب لديار الايتام لم ارفض
ذهبت للميتم وكالمعتاد حدث شيء فور مجيئي
وضحايا
هربت فظنوا اني مت معهم ايضًا !
اسير دون وجهات محدده ..
ايامٌ تمر بشكل اعتيادي
اكل
وانام
واقرأ كتبًا
تهجمت علي عصابة اطفال
هزمت قائدهم
فصرت انا القائد ..
اعجب بي الاحمق وقرر ان يكون هو القائد ايضا
انهم اطفال وحسب ..
كذلك انا كنت طفلاً .. او هكذا يقال
جديًا لا اشعر انني طفل ابدًا ولا انتمي للطفوله ولم اعرف المسمى بالصغر ابدًا ولدت وكبرت من جذع المعاناة  ..
-
عصابتي اعجبوا بي وبقوتي فصرنا عصابةً واحده !
نستولي وندمر لم يكن النمر موجودًا والشكر للرب
قتال .. قتال .. ضرب ..صراخ
كان عاديًا ضرب احدهم امامي لكن مرةً جعلني ارتجف
وحينمت رأيت المرآه .. لا اعلم ماذا حدث لي
لكن فقدت وعي وصار القائد الاخر بديلي فأنا متعب
وافقد وعيي دائما ..
علمت حينها ان المرآه لا تناسبني كلما رأيتها جن جنوني
تعسر الامر ..
لكن مجيء اوس انقذني من ترك العصابه والهرب مجددا فالاغماء سيعكر صفوي..
-
حينما اخذني
كبرت
في حال اخر ثراء واب .. وثروة واقرباء
امور افتقدها توالت علي
تقبلت أوس سريعًا وصار مهمًا إلي ..
درست في المنزل هو من اجبرني
لم يتمكن من اجباري لدخول الجامعه
استمررت بقراءة الكتب وتعلم اللغات
والمشاركه في دورات تعليميه
وتوسيع خبرتي معه فانا بدأت اعمل في شركته
وادير اعماله واتخذ بعض من مهامه الحُسنى
قمت بصنع مقهى خاص بي
لا احد يعلم اني مالكه غيره
انا جيد في امور عده ..
اي لم انمو شريرًا فورًا !
-
في اواخر العشرين ربما
صرت لوسيفر
صرت قائد الافاعي..
ظهر سنتياخو الخرف
وبدأت عداوتي مع نمر العداله
وقابلت شرايقز عرفني يقول ان طريقة سيري لم تتغير انه تافه من الجيد انه مات
انجزت الكثير في تلك الاعوام
الثلاثون لم يكن نضجًا
انه بداية شر
وبداية لوسيفر
لماذا لم انمو شريرًا سابقًا وغدوت قريبًا؟
لا تسأل لا يوجد اجابه
هنا تقدم الاسئلة فحسب ..
عموما
والان قابلت آيلا في عام الثاني والثلاثون !
ماذا سيحدث في عامي الاربعون؟
ربما سأموت لست مولعًا بالحياة اساسًا
مجددًا اني سلبي ..
-
-
-