〚جمره』◒⁵

392 17 0
                                    

لاتتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>

راقبها تحاول الجلوس والإعتدال اراد مساعدتها لكن قرر الا يشعرها بعجزها وانها لاتقدر على الجلوس فبقي في مكانه يتأملها كانت تتحرك بصعوبه وبملامح عابسة تحكي له عجزها مضت ثوان عدة حتى استطاعت سند ظهرها اخيرا ورفع انظارها اليه الباردة إليه تجمد من تلك النظرة هي حذره دائما او هكذا خيّل إليه انها تتفحصه وتضع مسافات حتى رغم بعدها عنه تبث شعورًا وكأنه بالفعل سيهجم عليها الان ..
بقيت تنظر  مطولا ..الرؤية لاتزال ضبابيه ملامحه ليست واضحه على الرغم من قربه لا تستطيع اكتشاف ملامحه .. لاحظت انها اطالت النظر فهمست بهدوء استنكره :اانت هو منقذي؟
ظنها ستنهار لم يصدق اذنيه اجاب بسرعه : انا اسف على ماحصل سابقًا .. لم اكن اقصد ان اجرحك هكذا او ان اذكرك بشيء سلبي عانيتي منه انا اسف جدا شعرت بالسوء من نفسي ..لذا اعتذر حقا اعلم انني مندفع للغايه وفي احيان اخرى اتصرف ببلاهه لكن اؤكد لك لم انوي اذيتك اقسم
قاطعته وبصوت هادئ : لابأس .. لم تجبني ..
نفى برأسه وبصراحه وبنبره صادقه : في الحقيقة انا لست انا منقذك في الحقيقه .. زميلي في المنزل هو من انقذك !! لكننا نعتني بك اضافة الى ستيلا !
: اين هو اذاً
اجابها بنوع من الازعاج :اظنه في الحديقه يدخن كما المعتاد ، لايمكنك تصديق كم عدد السجائر التي اجدها في سلة المهملات ! ولاتظني انه شهم لينظف ما يخلفه وراءه انا وستيلا من نلتقط قمامته ذلك القذر
كان يتحدث بالكثير كمن كان مكبوتًا لعقود لكن لم يستطع تدارك صدمته عندما قالت له "خذني اليه "! رفض داخليًا بل واستنكر الامر كثيرًا .. يعلم مامدى سوء رفيقه والذي يشك بنواياه الحسنه اتجاهها
لكنه انصاع لطلبها وجعلها تستند عليه وتسير برفقته كان الامر غريبا .. تنفر منه والان تستند عليه ! بداية جيده وكشخص اجتماعي كمارك الخوض في نقاشات فورا فذلك اختصاصه !
ابتسم وقال منتهزاً الفرصه: غالبا يكون متواجد في الحديقه سيأخذ وقت وصولنا له !فنحن في الدور العلوي والمصعد معطل لذا دعينا نتعرف على بعضنا الى ان نصل .. لازلت لا احبذ مناداتك بكونك فتاة هكذا دون اسم !
اجابته بهدوء : اسمي آيلا ..
ابتسم فورا واتسعت ابتسامته :رائع اسمك يعني ضوء القمر .. انا ماركوس لا اعلم مامعنى اسمي ولكن ليكن
ايلا بعفويه نطقت : مارك افضل وسيكون مختصراً
ماركوس ويكاد يرقص فرحا من كونها تجاوبت معه وبدأ يطيل بسيره متعمدًا لئلا تصمت:تقولين انه اعجبك؟حسنا ساجعل الجميع يقومون بمناداتي مارك من الان فصاعداً مارأيك؟
كان مارك يردد الكثير ولم تستطع ايلا الرد على اي من حديثه! فالتزمت الصمت واصبحت هي الطرف المستمع ! لم تكن كثيره الكلام على عكسه
تنهدت بإرتياح عندما وصلا الى الحديقه اخيراً ستتخلص من ثرثرته ثانيه اخرى وسيخبرها عن قصة حب جده الخامس
لكن المؤسف انهم لم يجدانه !!
ماركوس بنوع من الحزن :انقطع تلك المسافه من اجل لاشيء! لكن لاعليك لربما سيأت
ايلا :لابأس سأنتظر قدومه ..
ابتعدت عنه بصعوبة وجلست على عتبة الدرج
ماركوس :اذاً سأحضر الطعام لنتناوله سوياً لم اكل شيئا كنت انتظرتك !
ايلا وافقت على ذلك وحالما غادر ماركوس اطلقت تأوهات متوجعه حاولت كتم المها امام ماركوس قدر المستطاع رغم انها تشعر بأحشاء معدتها تتقطع وشعور اخر عجزت عن فهمه ! وايضا لم تكن تحب قرب ماركوس منها والتعارف او حتى الذهاب الى منقذها كل هذا كان لتتناسى الالم فقط لكن لافائدة ..الالم لم يغادر انه يتزايد ويتضاعف بشكل قاتل .. قاطع حبل افكارها شعورها بالغثيان المفاجئ .. وقبل ان تدرك اي شي بدأ سائل يتدفق من فمها ... رغم رؤيتها المشوشه استطاعت رؤية السائل كان احمر اللون حاولت ايقافه عبر اغلاق فمها لكنها لم تستطع فظلت تسعل بألم وتشد على ثوبها الذي تطلخ وانصبغ بالون الاحمر
اغمضت عينيها وحينها توقف التدفق وظل طعم الدماء السيئ يملأ فمها ..اختفى آلالم ! وحل مكانه الخوف والقلق
بعين ترتجف ومشوشه نظرت الى ثوبها ويديها والارض ..كل شي احمر اللون .. ظلت لثوان على الارض دون حركه .. استقامت وبتردد كبير تفصحت المكان بنظرها رغم معرفتها بانها لاترى بشكل جيد .. حاولت ان تركز على حاسة السمع اكثر .. لايوجد احد المكان خالي وماركوس لم يعد بعد كانت ترتدي ثوب ومعطف يدفئها .. ابتلعت ماء جوفها بتوتر ونزعت المعطف لتظل بالثوب فقط رغم ان الثوب كان ملطخًا ايضا لكنه لايقارن بالمعطف الخفيف ! القت المعطف على الدماء المتواجده على الارض ثم تراجعت خطوتين للوراء ستعود وتغسل يديها ثم ترتدي المعطف المتواجد في الاعلى !لاتعرف اين يوجد الحمام واي طريق تسلك ..لكن ستحاول ان تعتمد على ذاتها دون انتظار ماركوس .. مسحت فمها بقرف وهي تشعر برغبتها بالتقيؤ تزيد .. عليها ان تذهب فحسب قبل عودة مارك ربما سيرتاع وهي بحاجة لمن يبث الامان فيها لا من ينتزعه او يزيده .. استدارت لتنفذ خطتها لكنها انتفضت برعب عندما وجدته يقف ويشاهدها بصمت .. تراجعت للخلف خطوتين وهمست للطيف الاسود امامها :مارك هل عدت؟ انظر ليس مخيفا لكن ايمكنك اخذي لدورة المياه
لم يجبها ..
ف ابتلعت ماء جوفها وهمست مجددا بصوت مهزوز :مارك ايمكنك مساندتــ...
بترت حديثها عندما داهمها ذات الالم فتهاوت على الارض غير قادره على المقاومه مجددا .. اغمضت عينيها لتكتم البكاء وهمست مجددا :لابأس سيغادر الالم بعد قليل لاتقلقي
ككل مره تخفف عن نفسها بعبارات تشجيعيه وتبث الامل في نفسها وان كان مزيفاً
اقترب اخيرا وجلس القرفصاء بجانبها رفعت رأسها اليه حينها ونظرت اليه بتعجب ! ورغم المها القاتل استطاعت النهوض والابتعاد عنه مسافة امنه واستندت على الحائط واشاحت بوجهها المتألم بعيداً عنه ..
ليس مارك رائحته تختلف ..
امال رأسه وتقدم منها مجدداً كانت ستبتعد مجددا  لكنه امسك كفها وجرها لتسير خلفه قسرًا
ابعدت يده بعداونيه وتراجعت للوراء في حين قدميها خانتها للتهاوى ارضا امامه عاود جرها خلفه... محكمًا قبضته على يدها لم تقل شيئا ولم ترفض وتقاوم توقفت ! ليس له فقط لكبت دموعها وآلمها وشهقاتها انزلت رأسها لتبدأ بالبكاء فورا
تسير معه وتشد كفه .. لم تستطع اكمال الطريق فخارت قديمها لتسقط ارضا ومازال يمسك بيدها بقوه
شدت يدها الاخرى على معدتها وحاولت نزع يدها من يده لكنه ابى ان يتركها
جذبها من يدها اليه بقوه غير ابه بآلمها وعدم قدرتها على السير عاود جرها خلفه بقوه واحتد صوته : لما تستمرين بالبكاء فور رؤيتي؟
احكم امساكها لم تستطع مجاراة خطواته فكانت تتعثر تارة وتارة اخرى تشد على يديه وصل الى وجهته اخيراُ وحينها افلتها لتسقط على الارض وهي تلهث بتعب وآلم .. رفعت رأسها اليه تراقب طيفه يقترب منها وبيده شيء ما لكنها لم تستطع
.الرؤية تزيد ضبابيه .. وهذا ليس لصالحها .. وهذا ليس غريبا هي ترى الاشياء غالبا فلذلك هي معتاده وتعتمد على حاسه الشم والسمع اكثر من الرؤية !
وعندما اقترب منها كثيرا تراجعت للخلف وبحركه غريزيه للدفاع عن نفسها ابعدته قليلا ..لكنه عاود الاقتراب متجاهلا عدم رغبتها بقربه

〚جمّره 』◒Where stories live. Discover now