〚جمره』◒²⁶

118 10 0
                                    

لاتتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>

-
ابتعدت بضع خطوات بعد ان رفعت الغطاء عليه جيداً وتراجعت للخلف بسرعه ..ثم وبخطوات بطيئة .. تقدمت بتردد اكبر وهي تقضم شفاهها مجددا كعادة سيئة
ابتلعت ماء جوفها عدة مرات ثم بإستسلام استسلمت لرغبتها بالجلوس بجانبه بسبب الخوف اللارادي الذي يجتاحها والوحشه التي تستوطن احشائها وتأكلها .. فجلست على الارض البارده بالقرب منه ..
وتكورت على نفسها ... ظلت لدقائق لم تتحرك حتى غافلها النعاس فتقاوم لتفرك عينيها بعدم رحمة لعينيها التي تطلب النوم ولاشيء غيره .. تتأبث عدة مرات
ورغم هذا رفضت النوم وظلت تحاول تشتت انتباهها
لكي لاتنام وتغفل .. خلخلت يديها على شعرها ثم بدأت بشده .. لكن سرعان ما تركته وعضت شفاهها السفليه تبا ذلك مؤلم .. لاتزال اثار يده التي شدت شعرها مرارا وتكرارا .. لايزال كل اثر وضعه فيها .. لايزال متواجد .. لم يختفي وبكل مكان من جسدها ترك بصمه تذكرها بأنه كابوسها الابدي .. كلما غفت هاجمها بالاحلام بعنفه المعتاد ..
هي مهما ادعت انها قويه في الليل عندما ينام الجميع ..
تنهال عليها الاوجاع من كل اتجاه ..
وقلبها المتضرر المسكين!
مررت يديها على الاثار التي سببها السوط لاتزال منحوته هناك ..
وعن ظهرها كان الاكثر وجعاً ..
فهو يحترق من شدة الالم ..
كل موضع من جسدها يشكو من اثر الوجع ..
فلا تدري من تداري؟ هي ام جراحها ..
رفعت جزء من ثوبها لتظهر معدتها واثر الخياطه العريض .. دمعت عينيها لاشعوريا لاتزال تتذكر كيف طعنها دون رحمه حتى كادت تموت بين يديه لم يكن الالم ما اوجعها بقدر ما احزنها انها ستموت برفقته وبين يديه ..
رفعت كفها تغطي عينيها الدامعه ثم تتنهد بضيق موحش
وهي تنزل ثوبها وتقوم بفرد شعرها قليلا ثم تنهدت مجددا وهي تقول بخفوت: اخاف ان اسعى دون نهاية ان اصل الى اللاشيء ان اندفع بكل حماسي واجد السراب مرحبا بي الى طرق العجز ولاشيء غيره .. اخاف ان تكون مقاومتي دون فائدة .. وان يكون ما امضي اليه اقسى مما حدث وينقلب ناراً بدلاً من ان يكون جبراً
بكت دون شعور من خوفها ..التفكير بالامر يحزن فكيف ان كان واقعا؟
هزت رأسها وتحركت لتوقظه لكن توقفت لم تتجرأ على ذلك
لكنه فتح عينيه فور وقوفها امامه لتتراجع للوراء وهي تزيح بصرها عنه ..
اعتدل في جلسته ثم قال : ماذا؟
: اود التحدث ..
اكملت بتردد وصوت مبحوح: معك
تنهد قبل ان يقول بجمود : عليك تجاهل افكار عقلك الحاليه فهي وهم من صنع جروحك .. ليست واقعاً ولم تكن
رمشت لثوان قبل ان تطأطأ رأسها لكونها شفافه لذلك الحد لكنه تابع : لايوجد احد كامل جميعنا ينقصنا شيء .. ولاضير في ذلك ..اليك الشرطه مثلاً ينقصهم العقل ؟
عقدت حاجبيها لتردف فورا: مامشكلتك مع الشرطه؟
تجاهل ذلك ليقول : وانت ماذا ينقصك؟
كان سؤالاً بسيط وعادي لكن اخذ منها الكثير لتحاول الاجابه عنه«ماذا تريد من اعماقها» «ماذا ينقصها » وجدت صمتا عميقا بدلاً من الاجابه ..
لماذا بدا السؤال عميقاً رغم سهولته ؟
اتى صوته مخترقا صمتها: الصمت يعني عدم ادراكك لذاتك .. واستحقاقك لنفسك يساوي صفر .. ارفعي قيمة ذاتك واعلمي انك مبصره لكل شيء عدا ماهيتك الحقيقة !
استرسل وهو يرفع سبابته: الم تخرجي من الظلام؟ فلما تقيمين مراسم العزاء بدل الفرح ؟ لتو خرجتي من الظلام وحادث ماركوس لاشأن لك به !
لم يتغير شي لاتزال تقف كعمود الانارة المظلم
تنهد بضجر منها ..
اما ان تبكي بلا صمت او تصمت بلا حرف
الا تعرف شيئا يسمى اعتدال؟ امال رأسه وهو يقول ببسمه تكلف بها : استخدمت معك حيلة لتفرغي مابداخلك وتبكي وتفرغي مايؤلم قلبك
لم تلتفت اليه حتى فتابع : لم ارى موت ستيلا وحتى مراقبتك ولم اكن اعلم بشأن ايذاءه المستمر لها ..كنت اكذب بهذا الشأن !

〚جمّره 』◒Where stories live. Discover now