〚جمره』◒²¹

135 11 0
                                    

لاتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>

-
توقفت عن الكلام لتصمت للحظات .. ثم تغطي وجهها بيديها وترتجف من مرارة الامر .. وحقيقة ان والدتها توفيت حقاً وان ماحدث لم يكن محض كابوس عاشته حقا ورغم المهدئات وكل تلك المسكنات كان فراق والدتها جرح لا يلتئم ولا يمكن لأحد اخماد لسعاته
كنار تشتعل للأبد .. ولا يطفئها شيء
ابعدت يديها عن وجهها الباكي وقالت بصوت مبحوح : وهكذا توفيت والدتي واستيقظت لاجد انني معه واتضح انه قد  اختطفني انا و ابي
ربت على كتفها وقال ثم قال وهو يميل رأسه : وما السبب بظنك؟
هزت راسها بعدم معرفه وظلت تمسح دموعها وبدأت تسرد له عدة مواقف عاشتها برفقة خاطفها بهدوء ورضى عكس الرفض السابق والغضب..
كان بجانبها تماما لكن لم يفعل شيئا ظل مستند على يديه يستمع بتركيز .. صمت قليلا ثم قال : يُقيد حريتك لسبب مجهول ، ويؤذيك بشدّه .. الم تسأليه يوماً عن السبب؟
ترددت قبل الاجابه وشتت بصرها عنه .. لكن اجابت بصدق التمسه : بلى لكن ..لم يقل ، انه يعطيني اجابات غير صحيحه ..
قاطعها: ربما كان يحبك فعلا !
هزت رأسها نافيه : من يحب لايؤذي .. الحب ليس مبرر للاذى انه مريض وحسب .. ثم الم اقل انه اختطفني ثم بعد ذلك قال يحبني وانا من رفضته؟ لم اكن اعرفه مسبقا لذا ليس الحب سبب اساسي للاذى كنت صغيره!
: ربما احد الاسباب الثانويه ، والاساسي مجهول الان
اومأت بالموافقه ثم قالت :ماعلاقتك به؟
: كعلاقتك به .. تختلف الطريقة لكنها واحده !
لم تجبه بل بدأت تمسح وجهها لتفكر بشيء ما
: حسنا انت الان برفقة قاتل صديقتك لن تأتمنيه على ذاتك .. مالحل الان؟
: ان امكنني السير ربما سأذهب لمنزل والدي
: ربما قد سكن به أناس اخرون
: ذلك مُحال
تنهد هو الاخر ليقول : ولماذا؟
ابتسمت قبل ان تجيب : انه منزلنا ليس للأجره نحن نملكه .. لا اود قولها لكنه منزلي اي انه لي اهداني اياه والدي سابقا
: اوه .. اذاً انت من عائلة ليست فقيره كما يبدو
: ليس كثيراً
: طفله تهدى منزلا اليس ذلك ثراء؟
: لا
تلك اجابة بسيطه قبل ان تقول بجديه : اين دفنت ستيلا
: تلك امور تخص الكبار .. لا تقلقي انها في مكان آمن
لم تجب ظلت تتأمل اللاشيء وتفكر مجدداً ..
: مارأيك بعقد اتفاق؟
: لا لا اريد
: ماذا تريدين؟
: والدي
:ربما مات فعلا او نسي امرك
: لا اهتم سأجده وحسب
: سأجد لك والدك .. بشرط بقائك معي
ارادت قول شيء لكن صمتت وظلت تحدق بالاشيء
هي تشعر بنعاس وتخدر
وقبل ان تتدرك ماحولها غافلها النعاس
-

في مكان اخر بعيد ومختلف و مغلق تمامًا
وفي غرفه سرية تقام فيها اجتماعات سرية وخاصة
احدهم ضرب بيده الطاوله التي امامه بقوه حتى تبعثرت الاوراق من حوله وقال بحده : لماذا اختفى صوتك فجأة؟
وجه ذلك الكلام الحاد للجالس امامه و يشرب كوب القهوه بهدوء مستفز يناقض الموقف .. حتى انه لم يكلف نفسه عناء النظر اليه !! ولم يجبه بينما صمت الاخرون لحظتها بعد ماكانت اصواتهم تصدح قبل قليل ليس احتراما بل خوف مما سيحصل ..
فما بعد الهدوء هذا الا العاصفه !
وبالفعل هاهو قد ترك كوب قهوته واستقام نفض الغبار عن زيّه الرسمي اولاً
ثم عقد يديه خلف ظهره وقال : لقد رفعت صوتك للتو علي .. تُرى ما السبب؟ وتلك النظرات لاتعجبني من انت ترى من تخال نفسك لتتعالى علي؟
مرر لسانه على شفتيه ليقول بغضب مكبوت :الازلت تسأل؟ هل انت احمق ام تتغابى؟ ماركوس كيل .. اختفى فجأة الا يهمك الامر؟
تابع بسخريه: الست تقدر الانسانيه وتسعى لها فلما لا تبدي ردة فعل بشأن اختفاءه
قاطعه بإبتسامه واسعه : دعني اذكرك .. في اليوم الواحد يختفي عشره اشخاص في ظروف غامضه لذا ليس امرا جديداً يجعلك تنفعل لتلك الدرجه .. اضف الى ذلك هلعي وخوفي لايعيد ذلك الماركوس هل يفترض ان ابكي وانتحب وانخرط في نوبة انهيار فقط لكونه اختفى؟ وارتدي الاسود واتخذ ركن ما لأبدا مراسم الجنازه؟ انت لم تنفعل لتلك الدرجه عندما اختطفت ابنة الرئيس بل قلت ان علينا ان نهدأ ومن اولويات القادة تهدئة المكان وليس زيادة قلقه .. فلما لا تطبق ذلك الان؟
اراد الاخر الكلام قبل ان يلقي تاكادا كوب القهوه وينطق بصوت هادئ: ماركوس هذا الذي تدافع عنه مجرم ملفه معبأ بالكامل بسجل جرائم لاتحصى كل ماهو شنيع فعله واساء بالنساء واذى البشر ودمرهم وانت كنت حاضراً عندما تم اعلانه كشخص مطلوب للأعدام اي انه مجرّد من لقب الإنسانيه انه ذو وجهين وكلانا يعلم ما مدى خبثه جيداً !
اردف بعدما مرر لسانه على شفتيه : من يدافع عن مجرم كهذا .. فهو وليّه وحسب وهنالك شيء بينهما حتما .. اليس كذلك عزيزي؟
يوجد ماتحت الغطاء وهو مخفي واعظم
جال بنظره على الحضور وقال : لما لا تجب؟
تراجع للوراء خطوتين ونزع ربطه عنقه يشتت بصره من نظرات الجميع عليه تبا لذلك النمر كيف اكتشف الامر؟
بينما تابع تاكادا بذات النبره : جاسبر .. انت لاتريد مني جعلك اضحوكه للعالم اليس كذلك؟
لم يجبه فعاود الكلام بصوته الهادئ : اليس كذلك؟
اومأ بصمت ..
فقال تاكادا : قدم ورقة استقالتك ولاتريني وجهك ابداً
قال ذلك بكل بساطه ليبدا حينها بطلب كوب قهوه اخر
بينما الاخر انسحب بهدوء يجر ماتبقى من كبرياءه
كان حريص على اخفاء حقيقته لكن تاكادا اكتشف الامر .. جاسبر داعم كبير لماركوس يعني ذلك انه مشترك معه وان تمت محاكمته سيقضي ٥ اعوام في السجن تقريبًا .. لذلك تاكادا اعطاه فرصه اخرى وهي ترك الاعمال السيئة بالعلن والاختفاء .. وترك المدينه كذلك ..
-
-
-

ارتشف قهوته قم ثم تركها وقال :سيد ڤيلاني لايوجد شيء يسمى اختفاء .. ماركوس قتل ان كنت متفرغا ابحث عن جثته لست بتلك التفاهه لأبحث عن جثته التي ربما تم نسفها وابادتها اساسا
اجاب فيلاني بلهجته الغريبه كونه من بلاد اخرى : ولماذا قُتل ان كان منهم؟لماذا هم هكذا
تاكادا ببرود: ملوا منه على مايبدو .. او احدهم اراد قتله .. عموما القتل شيء اعتيادي لديهم لا تقلق
انه روتين يومي بالنسبة إليهم انت اليوم معهم على طاولة الطعام وغدا جثتك تحت طاولتهم .. هكذا الامر ببساطه
فيلاني بعد صمت: ولكن لماذا الصمت؟ يمكننا فعل شيء الست قوي وذكي؟ يمكنك اعطاؤنا مايكفي لهزيمتهم رأينا قبل قليل كيف اوقفت جاسبر دون ان تتحرك من مكانك
اجاب احدهم وكان ذو مكانه عاليه : فيلاني اتحب النمر؟ انا احب الاسد
فيلاني رفع حاجبه وقال بتعجب من ذلك السؤال الغريب: نعم احبه في الحقيقه
هز رأسه نافيا وقال : ان كنت تحبه يفترض ان تفهم شيئا ، ان النمر يتغافل احيانا عن تمرد الفريسه حتى يجد نقطة ضعف لها فيمسكها وحينها يفوز هو
نظر فيلاني الى تاكادا الذي ابتسم وقال: لن نتغافل .. سندعي اننا لا نرى شيئا ولانسمع مؤقتا فقط
بدأوؤ حينها بالنقاش عن المهام والاعمال والخطط وماشابه .. تاكادا مهيب بنظر الجميع لكنه في الحقيقة اكبر وذو مكانه عاليه وذلك مايزيد هيبته فبكلمه واحده يمكنه حسم الامور ببساطه وحتى ترك الاجتماعات وقتما شاء كما الان
رن هاتفه فإستقام دون ان يهتم لذلك الذي يشرح نقطه مهمه ..
تعددت الاشياء المهمه لكن حسناءه تتربع على عرش الاهميه تطغى ولايُطغى عليها ..
اجاب ليقول برقه : سأقول صباحٌ فقط لان الخير هو انتِ
ضحكتها الخجوله الرنانه روّت قلبه
وبعد تبادل عدة احاديث لطيفه ..
قال بلطف : سأنهي اجتماعي ثم سأمر المقر سأقوم ببعض الاعمال بعد ذلك سأعود اليك ولنشاهد فلما او نخرج مارأيك؟
: موافقه ! .. عزيزي اتصلت بك لأخبرك شيء مهم جدا
باصغاء اجاب وهو يترقب مالديها : ماهو حلوتي؟
: انا احبك !
ثم اغلقت الهاتف
يجزم انها تحولت لطماطم الآن !!
ابتسم بإتساع وحب كبير لهذه المخلوقه الجميله ثم ارسل اليها نص يقول فيه
-« تحبيني؟لكن انا لا احبك انا احيَّا بِك »
اغلق هاتفه وعاد الى الاجتماع واضعا ساق فوق اخرى ويطالب بإعادة شرح النقطه التي لم يسمعها ...

-
.. ..
وضع كوب القهوه ليرفع رأسه للجالسه امامه وبيدها كوب تنظر اليه دون ان تشربه..
افاقت للتو ومفعول المهدأ قد تلاشى تقريبًا للاسف الشديد
قال بينما ينظر إليها بلطف: انا سأكون صريح للغايه! منطقيًا ان كنتِ عديمه الفائدة لما احتفظ بك شرايقز حتى الآن الم تفكري بذلك يومًا؟
: يمكنك سؤاله عن هذا ان اردت..
تنهد ليقول : فكري وعليك التيّقن بأن ما ستختاريه لا تراجع فيه .. او الندم !!
دون ان تنظر اليه: لن يكون اسوأ من مامضى لذا لابأس
: اذاً بغض النظر عن فائدتك حاليا انتِ بلا نفع وبجسدك الهزيل هذا يستحال ان تجدين ما تبحثين عنه .. عليك التعافي اولاً ثم اسعي للوصل الى والدك
: الا يمكنني العوده الى منزلنا وحسب؟
: لدي ما يكفي لسد ثقب تساؤلاتك وجدت جثة والدتك محترقه في المنزل مما جعله انتحاراً ووالدك مفقود ولا وجود لإبناء في احواله فبتالي من فعل ذلك سعى لإخفاء وطمّس حقيقة وجودك وظهورك الان ليس بصالحك ابداً
: والدتي لم تنتحر !
: ذلك ما وجد
اردف بهدوء : عموما ستبقين معين لحين تعافيك ستشرف عليك الطبيبة هي ماهره
قاطعته ببرود: لا.. انا لا اثق بقاتل

〚جمّره 』◒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن