〚جمره』◒²⁴

125 10 0
                                    

لاتتنسى تتفاعل بالفوت والتعليقات 3>
-
كان يجلس على طرف السرير ويدخن سيجارته بهدوء ..نقيض المكان كالمعتاد
اتى لكن لم تستدر اليه ابداً
فقال بتساؤل هادئ : الا تذكريني؟ انا بطلك المزيّف
لم تجب ايضا ....
كانت صامت تنظر الى اللاشيء .. ذلك الهدوء المريب لايحبه !
: ماذا يجول في خاطرك؟
تجاهلته ليقول
: مابال هذا الحال؟
قالت فقط بهمس خافت : هل انا مثيرة للشفقه؟
هذه المره هو لم يجب فستدارت اليه ولايزال الدمع يسكب : لماذا لاتجب؟ هل انا مثيره للشفقه فعلاً؟
اغمضت عينيها لتنهمر الدموع بغزاره ثم تستقيم وتقف امامه : لماذا اذاً؟
نظر اليها وهو يمرر لسانه على شفتيه دون اجابه
مدت يديها لتفتح تلك الازرار ويتدلى منها شيء من عنقها وجزء من عظمة الترقوة تلونت بإبشع العلامات علامه خياطه واضحه هناك استدارت لتريه تشوه ظهرها : ماخفي خلف هذه الثياب اعظم .. ربما تلك العلامات هي تأكيد بأنني مثيره للشفقه فعلاً .. اظهرت جزء من كتفها لتظهر علامة الجرح تلك .. وكانه جرح عميق بقي اثره واستدارت لتريه ظهرها حيث نقش اسم شرايقز بخط كبير .. وسمه هو تحت صرخاتها ليصبح وشم ابدي .. لا اختفاء له .. حتى بعد موته سيطاردها كما قال سيظل كابوسها الابدي ..
ابعدت يديها لتظهر له العلامات بشكل واضح جداً
قالت بينما تمرر يديها على وجهها وتضغط عليه : لماذا؟
شدت شعرها وهي تكرر ذات الكلمه عدة مرات قبل ان تقول بصوت محطم : لما انا ولدت اساسا .. ماكان الانجاز الذي كنت سأعمل عليه اتراني كنت سأعيش حياة رغده كما كنت اظن .. لكن لاشيء غير الحبس وقمع الرغبات وتحطيم الامنيات وافساد وهدم الاحلام .. وسلب كل ما اريد
غطت وجهها بيديها وهي تبكي : قال لي الطبيب للتو كلاما لكن لم يؤثر بي اشعر اني عاجزه عن كل شيء وكأن حياتي قد رُسمت من قبل وعلي التأقلم معها .. هل حقا كان علي الاستسلام وحسب؟ اكان سيمحي شيئا من ذلك؟
ابعدت يديها عن وجهها وهي تمسح دموعها : انا حتى اعجز عن قول ما اشعر به ..ماذلك الانطفاء الذي اغرق به؟
اطفأ سجارته بيده ليستقيم هو ايضا ويقف امامها
توسعت عينيها بعدم تصديق .. عندما ربت على رأسها
دون ان ينطق بشيء ..
رفعت عينيها لتنظر اليه بتعجب
: جلبتك هنا للعلاج لم تكوني قادره على الوقوف وانت الان تسيرين بشكل جيد الضمادات لاتغطي كامل جسدك وانت بصحه افضل ان قارنت بسابقها ..وكذلك لم تضعي بقسم الحالات الحاده او مع المرضى الاخرين مما يعني انك افضلهم حالاً فأين المنطق الذي جعلك تظنين انك مثيرة للشفقه؟
طال صمتها فقال : يسمى غباء غالباً تلك العلامات علامات نصرك وعدم خضوعك اولست متفاخره بقوتك فلما الان تخليتي عن شجاعتك؟ وايضا ملاحظة البكاء ليس حلاً .. اظنك تدركين ذلك
: ماذا افعل اذاً؟
: لاشيء اخبرتك انت عديمه الفائدة الان
لم تجبه فقال : اتصالك بالشرطه امر غير مقبول من الجيد اني تمكنت من قطع الشبكات كي لاتتصلي به
اجابت بغيظ بينما تدفعه: الازلت تراقبني؟
قرص وجنتها ليقول : نعم .. عموما ربما ساخذك معي ارى انك افضل من السابق لا اثق بك ستعاودين الاتصال بالشرطه
: الى اين؟
:و ماشأنك؟
-
اخذها معه كما قال ..
بدلت ثيابها باخرى واخبرها ان وجهتمها الان هي المطعم لتناول الطعام لم ترفض ولم تقل شيئا ..ظلت صامته وهادئة
: فور تخطينا المشفى سنكمل سيراً بدلا من السيارة سيكون افضل
اومأت بصمت .. ثم قالت : لماذا انت مهتم؟
لم يجبها قال : سأعطيك اختبار قصير عليك تجاوزه ان اردتي الوصول لوالدك فعلا
قبل ان تقول شيئا قاطعها : اولا تخلصي من هالة الحزن تلك ومراسم الجنازه .. اريد ان ارى كائًنا نشيطا مبتهجا الاطباء سيدعونك عند رفضك لكن انا لا لن امانع برميك من السيارة ان رفضتي اوامري
انه يستغل حاجتها للسيارة لصالحه وقح!! لكن قالت بعدم مبالاة : لابأس ربما اتأذى قليلا او اموت ان دهست من قبل سيارة اخــــ..
لم تكد تكمل جملتها حتى فتح الباب بسرعه وكادت ان تسقط لولا انها تمسكت بأعين متسعه .. ظلت تحاول ان تستوعب ماحصل للتو وجهت نظراتها المصدومه نحوه
: ستنفذين كلامي ام لا؟ تظاهري بالسعادة وانك شخص طبيعي الان !!
ابتسمت فورا
ليغلق الباب ويعود للقيادة :حسنا ماذا ستفعلين ان علمتي اين هو اباك؟
استدارت اليه : سأبتسم حقاً وليس تظاهراً ثم الا يمكنني اخذ موال عائلتي؟
:ولما انت واثقه بانه سيوفي بالوعد؟ربما قد نسي امرك اساسا .. ليس لديك دليل على وجوده ! ربما مات فعلاً وتحللت جثته وتأكلّت والمال لا اظن ان له وجود
طال صمتها ثم نظرت اليه وعضت شفتيها : انت محق! لا دليل لدي .. لكن ! لدي ايماني
بدا يشعل سيجارته وقال :ايمان بماذا؟
تأملته وهو يتناول سيجارته وينفثها بهدوء
اخذت نفس عميق ثم قالت : عندما تحب شخص ايًا كانت علاقتك به .. عليك ان تثق به وتؤمن به ... هذا ما اؤمن به انا لدي ايمان بوالدي وبقدرته على تنفيذ الوعد والوفاء به .. لكن وان مات سأفهم انه غادر بلا وداع ! ولن اهتم لامر الوعد فقط سأودعه وازور قبره .. وان استطعت سأجعل قبر امي وقبر ابي معا.. في المقبره ذاتها .. سيكونان معاً
.. لكن اود لو يكون حيًا فأسأله هل حقا انا السبب بموت امي واختطافه ؟ ام انه كان يتلاعب بي فقط؟
: كان بإمكانتك اختصار الاجابه لكن لابأس !.. صفي ملامحه؟
رفعت احدى حاجبيها لتقول : ولما؟
: ماشأنك؟، صفي وحسب
: ربما كبر كثيرا مذ اخر مره رأيته بها .. لكنه حسن المظهر بمثل جسدك اعني قامتك تقريبا ! ليس لديه شوارب او لحيه .. عينيه عسليه ولديه شامه ولديه شعر كشعري كثيف واسود انه يشبهني قليلا يمكنني ان ارسم لك وجهه ان اردت كنت احب الرسم ..
: تجيدين الرسم؟ كيف كنتِ ترسمين وانتِ مقيده؟
:اتحاول تكذيبي الآن؟ قلت انني كنت احب الرسم اي كان ذلك قبل الاختطاف فكر بمنطق ايها المختل !!
ارتجل من السيارة لتتبعه : لم انته يا ليل
استدار إليها :الم اكن شمسًا ؟ ام انني غربت دون علمي
: انت مظلم اكثر من كونك منيراً اذا سواد الليل اسم يناسبك .. وكما تناديني بضوء القمر ستكون سواد الليل
: تقولين ذلك؟
اشارت اليه بتفحص : كُلك اسود .. وانت مظلم وغامض الا يناسبك الاسم؟ برأيي يليق بصندوق مثلك .. الا ترى؟ البنطال اسود المعطف اسود القميص اسود الحذاء اسود الشعر اسود ..تخال ان تكون غامضًا محبًا للسواد حتى قلبك ربما
توقفت عندما رأته يسير متقدما يتجاهلها
تقدمت اليه : الا ترى جراحي؟ الا يمكنك السير ببطء تقديراً لمشاعري؟
: لكنك ثرثارة كثيرا بالنسبة لشخص مصاب وحزين
: الم تقل لي توا تظاهري بالسعادة؟ والسعيد لايصمت !!
انظر انا احقد عليك وكثيراً ، لن اكون ناكرة للجميل وانسى صنيعك لي ! فانت انقذتني من الظلام ايًا كانت نواياك الانقاذ هو الاهم بالنسبة لي، يتوجب علي ان اكون ممنونه اليك وادين لك بواحده .. او اثنين انقذتني من ماركوس ايضا .. وبشأن ستيلا لن اسامحك ابدًا حقير
: لابأس
عبست وضربت كتفه عندما فهمت انه يسخر منها "لابأس" بذات نبرتها الخافته قالها : ومختل !
: شكراً .. اكملي قصتك
ايلا نفخت على يديها وقالت وهي تضمها الى صدرها : اتريد ان اسرد اليك قصة اجدادي ونسلي ايضا؟
بمسايره : عن جدك مثلاً لدي فضول نحوه
: كان شخص هادئ ولايتحدث كثيراً ولايلقي نكات سخيفه ويعرف الاداب جيداً اقتدي به !
: اوه كان رجلاً جيداً جداً اتسائل عن شعوره عندما يرى احدى احفاده والتي تدعى بضوء القمر .. كيف هي
نظرت اليه تريده ان يكمل لكنه اكمل سيره متعمداً
تأففت وزادت من سرعتها ..
-
وحينها اتخذ الحزن وجهها مرسى له واسدل اوجاعه عليها وعلق على تعابيرها حكاية الم ترويها عينين دامعه كبحرٍ جاف !
السعادة والتظاهر بها مجرد غباء لم يتزحزح الضيق ابداً
ارتعبت من نظرات الماره والناس في الخارج ..
وبينما تتحرك شفتيها وترتجف .. وتضم يديها الى صدرها : فكرت بذلك ايضا
استدار اليها لتكمل :ان يكون والدي قد نسي امري ..
هزت كتفيها لتقول والدموع تسيل : لكن اخرجت تلك الفكرة من رأسي .. كان املي الوحيد للعيش ان مات سأموت .. قاومت لهذه اللحظه فقط لاجله ماتت والدتي ومات اخي .. لم يتبقى سواه فإن مات لماذا اعيش؟
: تعلقين املك على الانسان ولاتعرفين ان كان يريدك ؟ اليس ذلك غباء ؟ واهدار للعواطف يا آنسه
: ولكن اثق به .. رغم عدم تاكدي اثق به
:ذلك يصنف كتناقض ..
غطت وجهها بكفيها دون ان تجيب
داخلها مليئ بالكثير .. هي عبارة عن تراكمات
تملأ داخلها بالكامل .. حتى ماعادت تفهم ماتقول
تناقض بكل حرف تنطق به .. وجع جسيم يتجسد بها تشعر بالعجز والهون .. البعد والقرب .. الحيره والثقه

-
--

تهاوى على الكرسي وارتد ظهره على الكرسي بينما يرتشف من علبة الماء دون ان تلامس شفتيه ثم تركها ومرر كفيه على وجهه بمحاولة الصبر .. مرت دقيقه تليها الاخرى ببطء..
اترشف من علبة الماء البارده مجددا وظل يتأمل الماره بنظرات متملله ويهز قدميه ويفكر بامور عدة .. اهمها ذلك الذي لايغادر تفكيره ... السبب الوحيد لجعله يعيش ان فقده سيموت حياً !.. اغمض عينيه واعاد شعره للوراء بقوه وشده ..حدث الكثير حقا .. واهمها موت شرايقز المفاجئ والغامض والذي تم اثباته كإنتحار واغلقت القضيه وتم دفنه وهكذا انتهى امره لايوجد اثر او دليل على اي شيء او هو لم يبحث .. موت غبي لم يكن يستحقه شرير مثله يالسخرية القدر .. لم يكن متأكداً من فكرة تغيره فهنا الجميع كالافاعي .. اليوم وجه وغداً خمسون وجه
يبدلون جلودهم بكل سهوله كمن بيدل ثيابه ..
سقط واحد ... وتبقى الاخرون .. لم ينته شيء او يبدأ
لازال الامر مخيفا رغم سهولته .. غامضا رغم وضوحه شعر يدين رقيقه تمسك كتفه وتنتشله من افكاره
فرفع رأسه بإبتسامة يعرف صاحبة تلك اليدين الناعمه والرقيقه ..
بقلق واضح جلست بجانب : اانت بخير؟ اسفه لتأخري اعتذر لم اكن اقصد لقد .. وجهك شاحب اانت بخير اسفه
هز رأسه : لابأس ..انا بخير فقط اقاوم النعاس..
بتر كلمته عندما عانقته وهي تكرر اعتذارها بنبره باكيه
بادلها العناق وهمس بحب : لابأس ! تعلمين اني انتظرك دوماً دون شكوى .. لابأس ! لاتحزني انا بخير فقط اصابني خمول .. تعالي لنكمل التسوق .. لنذهب لقسم اخر
حاولت الاعتراض لكنه بعدم اهتمام جرها خلفه متجهه الى قسم اخر
-

:
..»
جلس على الكرسي وارتشف من قهوته ثم قال : انها لذيذه!
ساتو وافقته : اجل .. لكنها ساخنه للغايه ...
تاكادا يتأمل الكأس البلاستيكي الذي تعمد طلبه لهما كي يحطمه بعد الانتهاء: دعيها تبرد لاتؤذي فمك .. اتعلمين؟
: ماذا؟
: احبك
ساتو ابتسمت : تاكادا !! ليس هنا
ابتسم وعاد يرتشف قهوته وهو يفكر بشيء ما
ثم استدار لساتو ليرد على حديثها وينشغل معها بالاحاديث المنوعه .. كانت تتحدث بجديه واهتمام قاطعها بإبتسامة : احبك كثيراً
كادت ان تسقط القهوه لولا انها امسكتها في اخر لحظه ثم ابتسمت بخجل : كف عن ذلك
همس بشوق: الا يمكنني معانقتك؟
ساتو بإعتراض :كلا !!
عبس وقال بإنصياع : كما تريدين جلالتك
ضحكت عندما استدار للجهة الاخرى بعبوس طفولي اسر

-----
سواد :لاتتأملي الماره ستثيري الضجه
انزلت نظراتها الفضولي : اسفه تعلم انها مرتي الاولى لذا .. اشعر بالفضول وحسب
: فضولك سيتعبك .. لاتنظري قلت !
وضعت يديها على عينيها بينما تمسك بيديه : اذلك جيد؟؟
: لا سيتم اتهامي بخطف عمياء الان
: ماذا افعل اذاً؟
مد يده ليبعد يديها عن عينيها ويجذبها من يدها لتسير خلفه : تأملي الاطفال ان اردت لاضير في ذلك .. ففي النهايه جميعكم بذات القامه لن يشك احدٌ بك
: انت تتنمر كثيراً .. الا تلاحظ هذا؟
: عفوا؟ لا اسمعك ايتها القصيره
اشاحت بوجهها عنه ..
تسلل طيف ابتسامه الى ثغرها عندما لمحت طفليين يركضان ويلعبان بمرح .. شعرت ببعض الحزن ينزاح منها منظرهم الايجابي كفيل بجعلها تشعر بتحسن ... تأملتهم لثوان وعندما نظروا اليها ابتسمت اليهم ولوحت بيدها عبست عندما اخرج احدهم اليها لسانه واغمض عينيه بسخريه .. والاخر يضحك بإستمتاع .. تكتفت واشاحت بنظرها عنهم .. كبريائها لايسمح والا لذهبت اليه ولقنته درساً
: بالمناسبه سواد
بترت حديثها عندما انطلقت رصاصه مسرعه بجانبها لتصيب خصيلات من شعره فتساقطت الشعيرات السوداء ارضا .. فتوقف هو ..
بينما شهقت هي برعب وتراجعت

〚جمّره 』◒Where stories live. Discover now