الفصل السابع والخمسون "57" ج1

2.7K 176 25
                                    

- بسم الله الرحمن الرحيم
- استغفروا الله
- لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنْ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ ) والجلحاء : التي لا قرن لها
رواه مسلم.
[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

.......................................................

الفصل السابع والخمسون "57" ج1

حلّ مساء هاديء مليء بالكثير من الأشياء المجهولة، فاح عطر الأزهار الخجلات في الأرجاء، وارتفع نقيق الضفادع وخرير ماء البركة الخلفية، وقفت تتأكد من الطعام الذي أعدته بيدها ووضعت فيه ما يبغض لينالوا قليل من المُتعة والمرح على حد إعتقادها المحدود..
شعرت بدفء يحاوط جسدها فعلمت أنه خلفها، انحنى يحاوطها وقال بنبرة تهفو على أذنها بلمسات عاشقة:-
- بتعملي أيه، بقالك مُدة مختفية!

لذائذ الوصال تُدغدغها، التفتت وجرفته ببصرها في لمحة واحدة قارئة أبجديات الشوق الذي تجأر بها عيناه لتكون كافية غنيّة عن أي كلام، ابتسمت بسمة لم يستطع تفسيرها، مليئة بالشغب وأكدت له حينما ارتفعت أصابعها تُداعب أزرار قميصه العلوية، ثم همست أمامه بإغواء جعله بقمة تعجبه:-
- أيه وحشتك! مش عارف تقعد من غيري..
احمم ما علينا عارفة إن أبو الهول مش هينطق..

قالت جملتها الأخيرة بهمس لم يستطع مؤمن ترجمته، فعقد حاجبها لتقول بصوتٍ مرتفع بنبرة مليئة بالدلال:-
- كنت بعملك الأكل إللي بتحبه يا كَلفي، توعدني إنك تاكل ومش تسيب أي حاجة ومش تكسف إيدي وتقول أيه رأيك .. اتفقنا..

رفرف قلب المسكين طربًا لكونها المرة الأولى الذي يُفكر أحد بطعامه ويصنع ما يُحبه، أشياء بسيطة جدًا قد حُرم منها تستطيع أن تجعله يُحلق من فرط سعادته إذا ما فعلها أحد من أجله .. وليست أي أحد، إنها المرأة التي يهيم بها عشقًا ويرجو عشقها من قلبه..
ابتسم إبتسامة مختلفة تراها أسوة لمرتها الأولى ولا تعلم لماذا توجع قلبها في تلك اللحظة!
تسربل قلبه بحبها وانحنى مُقبلًا جبهتها ثم إحدى وجنتها، وهتف وهو يتوجه نحو المقعد يجلس حول المائدة وهو يرى الكثير من الأصناف التي يُفضلها لكن لا يُدرك أنها مليئة بالسُم الذي سيجعله يتذوق أوجاع الموت..

- ماشي يا عسبرة أما نشوف الأكل إللي عملتيه .. دا إنتِ بقالك نص يوم في المطبخ.

نظرت له نظرة حادة لسخريته وجلست بغضب مُستدعية يزيد الذي جاء من معركة عنيفة مع ألعابه..
- يزيد هدومك مش نضيفة .. يلا قبل الأكل نغير يا زيدو وتغسل إيدك..
ابتسم يزيد لمؤمن وقال:-
- عمو مؤمن هغسل إيدي وأرجع تاني .. استناني علشان ناكل سوا .. أنا جعان قد البحر..
ابتسم له مؤمن وهو ينظر لأسوة رافعًا حجباه:-
- ومين سمعك يا بطل دا إحنا اتذنبنا النهاردة أحسن تذنيبة وأنا كمان جعان جدًا .. أوعدك مش هاكل ألا حاجة بسيطة بس متغيبش..
نمت بسمة شريرة خبيثة على فم أسوة وقالت بلامبالاة:-
- مفيش مشكلة كُل على ما نيجي، بس توعدني هتاكل الأكل إللي أنا عملته كله بإيدي..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now