الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】

3.2K 189 22
                                    

- بسم الله الرحمن الرحيم
- استغفروا الله
- لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

الفصل الخامس والخمسون "55" ج[1]
"الغيرة سعيرٌ حارق"

افترشت الأرض أسفل إحدى الأشجار بقلبٍ مُسهد مهموم، هي من ألقت بنفسها في هذا الجحيم، ضحكت بصوت مكتوم على نفسها وهي تتأمل السماء ثم تقول متضرعة:-
- إنت إللي عالم بالحال، إنت شاهد على كل إللي حصلي وعالم أنا بجاهد نفسي في اليوم كام مرة، عوضني عوض الصابرين وطيب قلبي من كل الجروح إللي فيه، أنا راضية ومتيقنة إن دا قضاء وقدر بس أنا .. أنا بتوجع أووي وحاسه إن وحيدة أووي، أنا يارب مش بنتمي لأي حد، إحساس إن مليش حد أنتمي ليه بيقتل.
يتيمة، لا أب ولا أم ولا عيله .. مجهولة الهوية، مُغتصبة ومهدور حقي.

صمتت تنظر للسماء تُناجيه بصمت وقلبها ناطق بكل ما أثقله، قطع تلك اللحظات صوت حمحمات تقترب منها اعتدلت مسرعة وهي تمسح وجهها، التفتت ترى مَن فوجدت ما كانت تخشاه.

- صفية.

استدارت بقلب متألم تواجهه بظهرها لا تُريد الحنين مرةً أخرى ولا أن يتشبث قلبها بما هو مستحيل وبالنهاية ستكون حِزمة من الأوجاع من نصيبها فور أن يعلم حقيقتها وما حدث لها سالفًا، حينها سيشمئز منها.

ابتلعت ريقها ورددت بصوت خفيض لكنه يحمل كمًا لا بأس به من البرود:-
- نعم يا دكتور مصطفي أنا تحت أمرك.

تعجب مصطفى أكثر من تعجبه من حالها التي تُبديه منذ مُدة، وهتف بعدم فهم:-
- دكتور مصطفى! وتحت أمرك! فيكِ أيه يا صفية ومالك بتعاملني بالطريقة الرسمية الجافة دي ليه.؟

قبضت على ملابسها خفيةً وواجهته ثم قالت بثبات:-
- مالها طريقتي حضرتك وهو كان في حاجة بينا علشان أعاملك بطريقة مش رسمية ولا إنت مين.

توسعت عيناه بدهشة وأيقن أن بالفعل قد حدث شيء لها، اتقدت أعينه غضبًا من تجاهلها واقترب يلتهم الأرض بنفاذ صبر غاضب ثم طلّ عليها وصاح بكَبت التجمه قلبه كثيرًا فقد ملّ الصمت:-
- إنتِ عارفة كويس جدًا يا صفية وفاهمة كل حاجة بس أقولهالك بصوت عالي وأفهمك أنا..
أنا بحبك يا صفية .. بحبك مش من دلوقت، من يوم ما عرافتك وإنتِ عارفة كدا كويس وحاسة بدا..
كنت متحفظ معاكِ لأبعد الحدود حتى النظرة مرفعتش عيني فيكِ وإنتِ مجرد ما كنتِ تلمحيني في مكان تغيري طريقك وتهربي مني قولت مفيش مشكلة، وبدأت أتعامل معاكِ بحدود في إطار الشغل هنا وتعاملنا بمنتهى الإحترام..
وبعد كدا تهربي فجأة حتى لما أنادي عليكِ ماترديش، كلامك جاف وبارد لأبعد حد..
أنا بحبك .. أيوا بحبك وعارف إن غلط أقول كدا دلوقت بس حقيقي إنتِ خرجتني عن شعوري، أنا قلبي مأسورك وعايزك ليه على سنة الله ورسوله وبالحلال.

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن