الفصل الواحد والثلاثون

3.5K 143 46
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الواحد والثلاثون "31"

= شهقت بفزع مستيقظة من غفوتها القصيرة لتجد نفسها مازالت في السيارة وقد هاجمها النوم ..
نظر لها "مؤمن" بتعجب لكن لم يُعلق ..

بعد قليل أوقف السيارة أمام القصر ثم ترجل ثلاثتهم في صمت وهدوء ..

_ ترجلت من السيارة بضعف وهوان ووجهها شاحب شحوب الأموات، فما رأته بتلك الغفوة القصيرة أثار خوفها..
لا تستطيع الخروج من هذا الكابوس المزعج، وتتسائل هل هذا الكابوس تحذير لها لئلا تتمادى بأفعالها وأحلامها كثيرًا ..

نعم نعم .. هو قادر على إنهائها وإيذاء يزيد برمشة جفن ..
ابتلعت لعابها بصعوبة لمرارة الذكرى التي تنهش بعقلها، أمسكت يد يزيد بقوة، الذي قال بحماس: هنرقص سوا يا ماما ..

_ نظرت إليه بعينيها المتثاقلتين بألوان الحزن والهموم، وقالت: أيوا يا حبيبي .. لما ندخل جوا ..

ترك يدها وذهب لمؤمن ممسكًا بيده وقال برجاء طفولي: إنت كمان يا عمو مؤمن تيجي معانا ..

= كان "مؤمن"  يراقب تغيراتها المفاجأة، وشحوب وجهها المفاجىء..
بينما نظرت له برجاء كي يرفض، وقالت ليزيد برفق: يزيد حبيبي.. عمو عنده شغل ومش فاضي ..

راقبها مؤمن بشيء من التعجب، أعينها زائغة وتنظر حولها بتيهة وخوف..
ليست ذاتها من كانت تقف أمامه بقوة وتنشب بمخالبها ..

_ اقترب منها بإصرار وتحدٍ صامت، وقال بقوة: ماشي يا بطل أنا موافق ومش ورايا حاجة... يلا بينا .

هلل يزيد بسعادة بينما هي فإزداد وجهها شحوبًا وقد باتت قواها خائرة وشعور الخوف يُقيدها..

أخذ بيد يزيد وسارت خلفهم بكتفي متدليين وخطوات مثقلة ..
توقف أمام الملحق وسط الأشجار والورود ..
تقدم منها يزيد بحماس ووقف أمامها لتبتسم له رغمًا عنها فلا ذنب له بما يحدث بقلبها ..
أمسكت يده بحنان ووضع يده على الأخرى على أسفل  خصرها بقدر ما استطاعت قامته أن تصل به
تمايلت معه على أنغام حزنها وحسرتها المكنونة بقلبها ..
تحت انظاره المراقبة لها كالصقر والتي يغزوها البرود واللامبالاة التي تُصيبها بمقتل وتُعزز مخاوفها ..

= انتهت الرقصة وتنهدت بعمق، فأخيرًا انتهت
تريد الركض والإختباء خلف الأبواب لتختلي بنفسها وتُطلق العِنان لعبراتها حتى تُنفس عما بداخلها فهي الآن بأشد الحاجة إلى البكاء .. ولا تعلم لماذا؟!
لكن تريد أن تبكي ..
تريد أن تبكي ضعفها وقلة حيلتها ..
تريد أن تبكي قلبها وأيامها ..

هناك ثِقل بجثم على قلبها الذي وقع أسيرًا للمعاناة والأسى ..

_ اقترب منها، وقال ليزيد بإبتسامة مدروسة: إنت خلصت يا بطل جه دوري بقى ..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن