الفصل السادس والأربعون "46"

3.3K 172 48
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

الفصل السادس والأربعون "46"
-"سلطان الغموض"-
-* لـمـاذا يـفـعـل هـذا؟! *-

شعرت بقلبها يَثِبُ إلى عينيها ويسيل دموعًا، ما ذنبها حتى تُسام هذا العذاب؟!
لقد كتب الله عليها أنّ تكون يتيمة الأبويّن؛ إذ مات أبيها فلم يبقَ لها أب ومات ضمير أمها فلم يبقَ لها أم.!

تهالكت جاثية على الأرض خاوية الأمل تُرثي قلبها الأحمق الذي حثها على الركض إليهم وتركِها كل شيء خلفها بعد فعلت والدتها معها وبيعها لمجهول بثمنٍ بخس وبفضل الله استيقظ ضمير المجهول وألهمه الله الحقيقة قبل أنّ ينحدر بالظلم معها أكثر مما حدث..
وما إنّ شعرت أنّ الحياة تلونت بزهاء بوجهها، والأمان جاء يتحالف معها بعدما وقع قلبها لزوجها الذي ألقاه القدر بطريق حياتها الغابرة، وتعهدها هو بالحُب والوفاء وتعويض ما فاتها لتخرج لها فجأة عثرات جديدة أجبرتها للعودة لنقطة الصفر مرةً أخرى..
أكان يحب عليها أنّ تتجاهل تهديدات "بسمة" وتتركهم يعانون لما فعلوه بحقها وتُكمل حياتها وكأن شيئًا لم يحدث؟!
لكن هي ليست بجافية القلبِ ولا مُتجبرة..
تلك والدتها حتى وإنّ باعت ضميرها وجردت ذاتها من المشاعر جما ..
لا تستطيع أنّ تراهم يُعذبون..
لكن هم ألقوا بها بقعر السعير ..
لتُسدد قيمة طيبة قلبها وبِرّها لوالدتها بثمنٌ باهظ..
بل قاضِ على حياتها على الأخير ..

_ سقطت جاثية، وقالت بنبرة تتمزق ألمًا:-
ليه كدا، دا جزائي إنّ جيت جري علشانكم، يعني مكفكيش المرة الأولى.. بتاجري فيا على حسب مصلحتك..
ليه دا كله أنا عملت أيه، دا كُره ولا أيه..
أنا مش هعمل إللي بتقولي عليه أبدًا..

_ رأت أنّ العِناد والعنف لن يُجدي نفعًا معها، فتلبست ثياب الطهر وقلة الحيلة، لتجلس باكية وهي تشهق:-
آآه يا غُلبي ياني وحظي المعدوم، الغلط عليا إنّ عايزة استركم وأحميكم، ما إنتِ شايفه أختك يا كبيرة يا عاقلة هتموت من بين إيدينا ولازم تدخل مصحة وإحنا بناكل بالعافية يوم أه ويوم لا 
والراجل ده هيشتكيني بالوصلات إللي معاه وأروح في ستين داهية .. غير إنّ أختك كاتب عليها بردوه وصلات أمانة هي كمان..
يعني هتدمر وهنروح  كلنا ورا الشمس..
الحل الوحيد في إيدك وأوعي تفتكري لو رفضتي هيسيبك في حالك يا حبيبة أمك..

وارتفع صوت نواحها، وتدخل "سارة" بصدمة أخرى وانسحب لون الحياة من وجهها لتتسابق العبرات على خديها وهي تشعر ذاتها بين المطرقة والسندان..
وقفز عقلها يُعيد، ويتوقع ويتخيل ما يمكن حدوثه.
حياتها تحطمت على الأخير ولا عودة..
جعلت أيامها تكِرُ أمام عينيها كما يكر فِلم السينما، وخطوب الدهر نزلت بها فأحنت ظهرها..

_ شعرت بحلقها قد جف وقالت بأعين تبكي بدموع لا ثقل لها:-
وأنا ذنبي أيه .. حياتي هتدمر، مش هقدر، أنا بحب صالح أيوا بحبه وهو بيحبني .. هو جوزي .. لا لا مش هقدر.
أنا مش هقدر افترق عنه ..
أنا أيوا سيبته وجيت لكم بس مش هعمل فيه كدا..

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن