الفصل الثلاثون ج٢

3.2K 120 65
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
"الفصل الثلاثون" "30" ج2

بمنتصف اليوم كانت "أسوة" قد إنتهت مما تريد ..
ذهبت للجامعة لساعة واحدة وجمعت ما ينقصها، وقد بحثت كثيرًا عن صديقتها "ليلى" لكن لم تجدها ..
تفاجىء الجميع برجعتها بعدما شاع خبر موتها وعللت للجميع سبب إختفائها بأنها مرضت بعض الشيء وطمئنتهم بأن كل شيء أصبح بخير..

خرجت بعد ذلك للعمل عدة ساعات في أحد مخازن الموارد الكبيره المتطلبة عاملات بدوام جزئي ..
وحصلت على ورقة من فئة المائتي جنيهًا كـ أجر ..

ذهبت للسوق وتبضعت بعض الخضروات والحليب من أجل يزيد وأشياء أخرى تصلح للطعام..
ثم عادت أمام الجامعة مرة أخرى منتظرة السيارة الخاصة والتي ستقلها للقصر مرة أخرى ..

قبل هذا بوقت ..
خرج "مؤمن" لحديقة القصر قاصدًا الذهاب ليزيد الذي يجلس وحيدًا أمام الملحق منشغل بأحد الألعاب ..

فور أن رأه "يزيد" ركض إليه بسعادة: عمو مؤمن ..
_ أخذه "مؤمن" من يده وجلس على أحد المقاعد المصنوعه من الخيزُران: إزيك يا بطل .. قاعد لوحدك كدا ليه .. مش بتدخل القصر تلعب وتقعد جوا ..

_ أخفض الطفل رأسه بحزن وقال: هو سر ..
_ داعب مؤمن خصلاته وقال بفضول: ومش هتقولي عليه ..
_ يزيد بحماس: هقولك ..
واقترب منه جالسًا على أقدامه: أنا مش بدخل هنا علشان اتفقت مع ماما أسوة مش هدخل ولا ألعب هناك لأن ده مش بيتنا ومينفعش ندخل بيوت حد .. ودا إللي بيتنا بس ... لأن ماما بتشتغل هنا وبس ..

_ كظم "مؤمن" غيظه منها ومن غبائها، فهي تجلس هنا دون طعام وشراب وكأنها بأحد السجون لتجعل نفسها الضحية ..

_ هتف "يزيد" بسعادة وبراءة: تعرف يا عمو لما ماما تيجي هنروح فرح خالتو سارة ... أنا فرحان أوووي أول مره هشوف فرح ... تعال إنت كمان معانا يا عمو ..

أماء رأسه بشرود، ولم يلحظ أسوة المُقبله عليهم وقد إنفرجت أساريرها عندما رأته جالس مع "يزيد" وستستطيع الإعتذار منه ..
لكن شعور القلق استولى عليها وهى تراه بهذا الهدوء الذي يُثير الريبه ... تلك ردة الفعل لم تنتظرها ..

_ صرخ "يزيد" بحماس عندما رأها وركض نحوها: ماما أسوة...
احتضنته بحب وقبلت رأسه..

بينما "مؤمن" فلم يلتفت ولم يُعيرها إهتمام ..
وقفت أمامه وهي تفرق يدها بتوتر وعينيها تنزلقان ببطء على ملامح وجهه عَلها تعلم ما يُفكر به ... لكن هيهات ..
_قالت بتلعثم: أنا أسفه، مكونتش أقصد أقولك كدا .. الكلمة إللي إنت قولتها وجعتني ومحسيتش بنفسي ألا وأنا بقول كدا ..

إنتظرت ردة فعله، لكن ظل جامدًا لم ينبس ببنت شفه ..
تذكرت حالته أمس والتي سببها كلماتها المؤلمه
أنشطر قلبها من الألم المرتسم على ملامح وجهه والذي فشل في إخفائه خلف قناع البرود لكن قد استطاعت رؤية هذا الألم المتوارى ..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now