الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】

3.5K 204 22
                                    

- بسم الله الرحمن الرحيم
- استغفروا الله
- لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

[قبل ما تقرأي الفصل روحي إقرأي الوِرد بتاعك في المصحف لو لسه ما قرأتي، هاتيجي تلاقي الفصل مستنيكِ يا حلوة🤭]

الفصل الخامس والخمسون "55" ج[2]
"الغيرة سعيرٌ حارق"

تجلت مشاعر عدة على صفحة وجهها حينها كان مؤمن يتفحص الهاتف بقلب مضطرب، تعجبت شذى من تعابير وجه أسوة فاقتربت منها ممسكة بذراعها وقالت:-
- في حاجة يا أسوة، خير يا بنتي وشك اتخطف كدا ليه.!

انتبهت من العواصف التي تأخذها ما بين مدٍ وجزر، تنحنحت وهي تُجبر إبتسامة على الإنبلاج، وهمست بمشاعر فاترة:-
- أنا لا مفيش أيّ حاجة أنا كويسة جدًا، بس حسيت بدوخة بسيطة كدا والحمد لله بقيت بخير.

- ألف سلامة عليكِ يا أُسوة، المهم يلا استمتعوا بقى ولو احتاجتي أيّ حاجة بس ناديني يا قمري.

حركت أسوة رأسها مرارًا وتكرار وهي تبتسم بمجاملة حتى ذهبت شذى وتلك التي معها ظلت تدير رأسها متأملة متبجحة في هذا الماثل بجانبها..

أغلق مؤمن هاتفه بلا اكتراث والغضب يستعير من عينيه وقد رمت به أمواج الأحداث على برزغ الحيرة، لكن ويلٌ لمن يتجرأ ويقترب من دائرته فهم لا يعلمون مدى مكر الصياد وحِيله في إعتقال فريسته..

التفت بجانبه فوجدها جالسة بسكون غريب وعلى وجهها معركة دائرة بين مشاعر عِدة لكن يغلب عليهم الحزن، وكأن أحدهم أمسك ببحرٍ من الحزن وصبه بقلبها صبًا.
مال نحوها قليلًا وقد رجّ قلبه هالتها، همس مستفسرًا دون أن يشعر:-
- مالك يا ملاك، فيكِ أيه، في حاجة حصلت؟!!

رفعت رأسها مسرعة وتطلعت به عن قُرب بأعين ينبثق منها شرارات من سقر، أحسّت بالهمّ يفيض بداخلها حتى بلغ التراقي، تيار عنيف سيُميته ممات لا قيامة بعده!
أدرك مؤمن ما لفظه فتراجع يُصحح بتوتر:-
- أقصد عسبرة، مالك!

أجابه صمت مُحلى بجحيمها هكذا عينيها تقول ولا يُنبئك مثلُ خبير، نظراتها مبهمة أضرمت النيران بها، هتفت من بين أسنانها وهي تضغط على كل حرف:-
- ولا كلمة يا بتاع ملاك، قسمًا عظمًا لو غلطت بإسمي تاني لتشوف إللي ما تتخيله مني، إنت مفكرني أيه!
إنت إللي مطلعتش سهل ومايه من تحت تبن.

ارتد مؤمن للخلف وهو ينظر من حوله يبحث عن من توبخه لكن لم يجد سواه مقابلها، هزّ رأسه بتيهة واستفهم هو يُأشر بإصبعه على صدره:-
- إنتِ بتكلميني أنا.!!

استشاط غضبها وقبضت على كفيها بشدة ومالبثت إلا أنها ظلت تهرتل وتجود بالكلمات:-
- أبرد إنسان شوفته في حياتي، بتاع البنات وعامل نفسه قال ملوش في الحاجات دي وهو أبو كدا، أنا إللي كنت غبية ومخدوعة فيه، وهو إنسان تحت العادي بدرجات وفاضي من جوا..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now