الفصل السادس والعشرون ج١

3.3K 148 44
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

"لا تتحدث عن نفسك كثيرًا ف غموضك يُعطيك جاذبية خاصة"

الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون "الجزء الأول" ..

أرخى الليل سدوله على الجميع لينتهي هذا اليوم بما يحمله من آلام وأوجاع ..
هُنالك من آوى إلى فِراشه بقلب يُرفر من السعادة ويعمهُ الرخاء والسكينة ..
وهُناك من يُسيطر القلق على عقولهم ويقفون بمفترق الطريق لا يعلمون أيهم يسلكون...
بينما آخرون غارقون في الوِحدة وظُلمتها الدامسة والسكون يُخيم على حياتهم البئيسة متلهفون لهبوب نسائم الوِدْ الدافئة...

بأقدام ثقيلة ولج لِغرفته غافلًا عن تلك الأقدام التي تتبعه بتعثر منذ دخوله القصر ..
أزال ملابسه لينعم بحمام دافيء يُزيل إرهاق هذا اليوم الثقيل ويُقلل من حِدة أفكاره التي لا ترحمه...

بعد فترة وجِيزه كان يرتدي ملابس ثقيلة ليحتمي من شدة البرودة...

توقف بُغتة وتذكرها... ماذا تفعل الآن بمفردها وسط الظُلمات...؟
وكيف ستحتمي من برودة الطقس ..؟!
لا يُنكر أن بهذه الفِعله إستطاعت أن تشغل حيز كبير من أفكاره وبهذا تهشم جزء ولو ضئيل من هذا الحاجز المتين الذي يُحيط به نفسه ...
وتُعلن هي بهذا غزوها لِوكر الصياد ..
ويالعظمة القدر، فقد جعلت الصياد يُفكر في فريسته ..
كيف ستحتمل البرودة وظُلمات الوِحدة..
هنيئًا لكي عزيزتي أسوة....
عفوًا بل ملاك...

نفض غبار تلك الأفكار عن عقله واستلقى على فراشه محاولًا إستلطاف النوم ليأتيه..
أغمض عيناه لكن كالعادة، أتت إليه ومضات من طفولته.. تارة والده بطله الخارق ..
وأخرى والدته ... واااه منها ومن ظهورها المفاجىء هذا..!
حقيقتًا بات لا يعلم كيف سيتصرف..!؟
وعلى هذا النحو آل إليه حاله .. ولم تتركه الهواجس، يترجى النوم لكن بلا فائدة ..
يا الله حتى حق النوم قد سُلب من بين جفوني..

شعر بالباب يُفتح وحركة ضعيفة بين أرجاء الغرفة لكنه لم يُبدي ردة فعل حتى لم يُكلف نفسه بفتح جفونه. 

ما آثار دهشته عندما شعر بإزالة جزء من الغطاء وهبوط  الفِراش دليل لجلوس أحد ما ..
إلى هذا الحد لم يستطيع الإنتظار وقام جالسًا على الفور ... إلا أنه صُدم مما رأه وما سمعه ..

_ عمو مؤمن ممكن أنام في حضنك ..

نظر له مؤمن بإستغراب، وهذا الموقف بالنسبة له مأزق بل وأشد..
فهو لا يفقه شيء عن معاملات الأطفال ..
لكنه قال بهدوء: منمتش لغاية دلوقتي ليه يا بطل ..
_ أجاب يزيد ببراءة: ماما أسوة لسه مش جات وأنا مش بعرف أنام ألا في حضنها .. وكمان انت وحشتني واستنيتك لما تيجي علشان أشوفك..
ولم ينتظر يزيد وأرتمى بأحضان مؤمن .. مُلتفًا بيده حول عُنقه بقوة..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now