الفصل الخامس والعشرون

3.9K 148 64
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

أخبرني.. متى سَتُمسك بيدي أيُها القاسي..؟
بل أخبرني.. متى ستَتُركني أُمسك بيدك..؟
فهل ليِ أن تُشدِد بعضُدي..وأشدد أنا بِعَضُدك..!
ف مهلًا آدم، فأنا هي حواء خاصتك ولن أتركك لغيري..

بقلمي/ سارة نيل

"الصمت الباكي"
"الفصل الخامس والعشرون"

_ ترجلت من سيارته لتسير حتى تجاور، نظر لها بهدوء ثم قام ببسط كفه أمامها ...
تعجبت كثيرًا من فعلته ليبرر لها قائلًا: إمسكي إيدي، الطريق سريع ومش هتعرفي تعدي لواحدك..

بعد ما يقارب نصف دقيقة من التردد حسمت أمرها ووضعت يدها بيده، شدد برفق على قبضتها لتنغمس يدها بيده وتتشابك الأصابع بعضها ببعض ..

عقب ملامسة أيديهما أجتاحها شعور وذبذبات تجهلها، فتلك المرة الأولى التي تحدث معها هذة الملامسة وهذا الإحساس المجهول..
لكن بالأخير هو زوجها ... نعم الكلمة ثقيلة على لسانها...لكنه زوجها حتى لو كان هذا الزواج لفترة وجيزة وسينتهي كل شيء..

لم تشعر بالوقت وبأنها إجتازت الطريق وصعدت للدور الثامن في تلك البناية الراقية بواسطة المصعد.. والآن تقف أمام أحدد الشقق الحديثة وما زالت يدها بيده..

أفاقت من تلك الوَخمة وهي في قمة تعجبها لتجذب يدها من يده سريعًا...

نظرت له وأهدته إبتسامة بسيطة تُخفي بها توترها ليُبادلها هو بإبتسامة صادقة
: أمي تلاقيها مستنيا على نار ..
حدثها وهو يطرق الباب

كانت على وشك التحدث لكن فُتح الباب سريعًا كأن أحدهم ينتظر خلفه... وتطل إمرأة بِعقدها الخامس ينطلي وجهها بملامح الطيبة والوِدْ..
: أيه النور ده، الحمد لله على سلامتك يا كبد أمك

قبلها "ليث" من رأسها وقبل يدها: الله يسلمك يا أمي ... إنتي عامله أيه وأخبارك النهاردة
: الحمد لله بخير يا حبيبي ..
ثم نظرت خلفه بترقب... وتبعده برفق
: أوعى كدا علشان أشوف عروسة ابني..

ولم تُدرك "ليلى" ما حدث فقد إنهالت عليها تلك السيدة بالقُبل والأحضان الحنونة
: مرات ابني ... قمر والله يا حبيبتي متعرفيش فرحانة قد أيه ... وأخيرًا الواد ليث اتجوز .

نظر لها ليث بقلة حيلة ثم تحدث: أيه يا فراولة أمال لو مكونتش مفهمك .... عمومًا يا ستي دي ليلى ودي أمي يا ليلى...

ابتسمت ليلى قائلة: أهلًا بحضرتك يا طنط... إتشرفت بيكي..
تحدثت الست فراولة بغضب مصطنع: أيه طنط دي يا ليلو .... قولي فراولة عالطول زي الواد ليث كدا... إنتي بنتي يا حبيبتي ..

اندمجت ليلى سريعًا في الحديث معها، وقد نجحت تلك السيدة بِكسر حاجز الرهبة التي كانت تشعر بها
وظلوا يتجاذبوا الحديث بشتى الأمور و"ليث" يكاد أن ينفجر من الدهشة والعيظ، فقد تركوه وحيدًا وظل الإثنان يتوددون وعلى الأغلب قد نُسِيَّ أمره

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now