إقتباس الفصل "38"

2.5K 87 7
                                    


إقتباس الفصل 38

= أقبلت عليه بفستانها الأبيض الرقيق الذي يتكون من طبقات رقيقة من الحرير الناعم...
سار نحوها حتى توقف أمامها، بينما سُحب ضبابية كثيفة من بخار الماء المُميز لفصل الشتاء تلف المكان وكأنها تُحيطهم لتُقربهم من بعضهم البعض، زاد المكان روعة وجمال الأشجار الخضراء التي تحُف المكان والأرض يغمُرها رِداء مخملي أخضر ويخرج منهم الأبخرة وكأنهم يتنفسوا..

غاصت عيناه داخل مروجها ليستشعر خوفها وزعرها البين
أخفض يده ليُمسك بكفها الذي يرتعش بين يديه، رفع يدها الأخرى ووضعها فوق قميصه لتتمسك به بشدة ولم تبرح عيناها هي الأخرى عن جوهرته السوداء .. ليُقابلها الطُمأنينة التي تملأ حدقته فتسترخى أعصابها وتلين كالأملود ..
وما كان منه إلا أن جذبها برفق لتستقر داخل أحضانه ويُشدد عليها بحنان، بادلته إياه وهي تستشعر الأمان داخل أوطان أحضانه ..

_ قالت بصوت مبحوح وهي تزيد من تمسكها به: متسبنيش أنا خايفة!

_ مسد خصلاتها المُفترشه على ظهرها بروعة، وردد بإحتياج: أنا إللي محتاجك..

_ أجابته وهي تنظر لعُمق عيناه الدافئتين التي لم تعد جليدية كما كانت من قبل، وهمست إليه: مش هسيبَك..

جذبها من ذراعها وأخذ يمشي معها مُتجهين إلى إحدى الأشجار ليُجلسها أسفلها ويجلس هو بجانبها ثم يميل ويضع رأسه على قدميها، لتبتسم له وتستقبله داخل أوطانها الرحبه ..

_ نطق بجملة واحدة مزقتها حُزنًا: أنا تعبان .. ونفسي ارتاح
إعملي أي حاجة وريحيني..

إجتاحتها مشاعر عتيده وهي تراه بهذا الضعف الذي تجلى من خلف قناع البرود الذي يتلبسه، ودَت لو تستطيع محو ولو قليل من ألمه ..
مررت أصابعها القصيرة بخصلات شعره الذي استوطنه الليل وأخذت تُمسده بحنان وهي تغرز أصابها وتُخللها بخصلاته ..
أغمض عيناه براحة سرعان ما توقف قلبه عن الهدر واستطاعت إلجامه بفعلتها..
فـ رفقًا برجل عذري القلب يتذوق كؤوس الحب لأول مرة..
فِعلتها تعبث بقلبه وثباته وتجعله يتخبط بين جدران الحب كالمخمور ...
*"ما بالك أسوة تضغطين على نقطة ضعفي بجدارة"*

انحنت لتصل لجبهته وبرقة شديدة طبعت قُبلة حانية على مقدمة رأسه لتجعله يذوب بين نيران الجوى ..
ويبدوا أنها أطلقت سهام نظراتها وأصابت قلبه في مقتل فخرَّ صريعًا في ميدان هواها ..

تسارعت أنفاسه، وتلاقت أعينهما سويًا وظل يتطلع بها بإفتنان جديد عليه ... ثم فجأة إعتدل وإتكأ على ذراعه ليصل لمستوى وجهها واقترب منها وجسدة مُلتهب كالبركان ثم اقترب أكثر وأعينه مُعلقة بشفتيها ليتفاجيء عندما ....

يُتبع ..

الصمت الباكي
سارة نيل

الصمت الباكيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن