الفصل الثاني والثلاثون

3.4K 162 33
                                    

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية الصمت الباكي "أسوة المؤمن"
الفصل الثاني والثلاثون "32"
"قلوبٌ لا تنسى"

= لم يتوانى لحظة في البحث عنها بقلبٍ مفطور لكن كان كمن يبحث عن جوهرته في لُجات البحر..
ذهب لجميع المشافي، ومراكز الشرطه، وعملها القديم، ومكان إقامتها أيضًا دون فائدة.

ضغط على المكابح بقوة فجأة لتتوقف السيارة مُحدثه صوت مُرتفع نتيجة إحتكاك الإطارات بالأرض الإسفلتيه.

_ كيف لم يذهب إلى هُناك، وكيف ذهب هذا عن عقله، استدار بالسيارة بسرعة وذهب قاصدًا الملجأ الذي نشأت به، إن لم تكن هناك فمن المؤكد أنها خُطفت.

هذا طوق نجاته الأخير، ويدعوا الله بداخله أن يجدها هُناك.
فإنها لو خُطفت ستفتح عليه أبواب الجحيم وبالأخص أنه لا يعلم السر الغامض الذي تُخبئه على الجميع، فهو مُتيقن أنها تُخبىء أمر عظيم لا أحد يعلمه..

= بعد عدة دقائق، هبط من سيارته راكضًا نحو هذا الملجأ وقلبه ينفر من بين ضلوعه.

ولج إلى الحديقة الأماميه أولًا، توقف بصدمة سُرعان ما تنهد براحه حينما وجدها جالسة وسط الأطفال تمزح وتمرح معهم بسعادة.

استند على إحدى الأشجار، وتنفس براحة محاولًا تنظيم أنفاسه التي سُلبت منذ أن علم بإختفائها
حلت الراحة والطُمأنينه على قلبه برؤيتها بخير لم يَمسسها ضرر.
لكن يجب مُعاقبتها على تلك الفعله ومُعاملتها بصرامه كي لا تتهاون مرة أخرى.

_ صرخ بنبرة حادة نوعًا ما: ليلى!!

_ أغمضت عينيها بشدة، تعلم أنه سيبحث عنها وسيجدها فلم تُصدم من وجوده..
نظرت للأطفال، وقالت بإبتسامة: يلا يا كتاكيت روحوا إلعبوا إنتوا في الألعاب وأنا شويه وهاجي العب معاكم.

انصرف الأطفال بطاعة وسعادة، لتستدير إليه رافعه رأسها بقوة وشموخ..
عقدت ذراعيها أمام صدرها، وقالت بنبرة قوية: أفندم!

توسعت أعينه بصدمه من برودها، اقترب منها على حين غره، وقبض على ذراعها بعنف، وردد بعصبيه: أيه البرود ده، بقالك يومين برا البيت ومحدش يعرف عنك حاجه وموبايلك مقفول، وبدور عليكِ في الشوارع زي المجنون.

_ نفضت يده بقوه، وقالت ببرود أكبر: وإنت بتدور عليا بدورك أيه، تبقى ليا أيه؟ .. دي حيالله جوازه على ورق معرفش أيه سببها ولا لزمتها.. ولو سمحت معتدش تلمسني تاني واتعامل معايا بحدود ..

_ نظر لها بصدمه، وإرتد خطوة للخلف وهو يتمعن بوجهها البارد، ولا يُنكر أن كلماتها الباردة أوجعت قلبه الأحمق.

_ تسرب إليه الغضب منها ومن قلبه الذي أوشك على الغرق بحبها، أمسكها من كَتفيها وهزها بقوة، قائلًا بقسوة: أنا مين.. أنا جوزك يا مدام ولو أنكرتي ده مليون مره.
وألمسك زي ما أنا عايز، وإنتي تبقي في حمايتي وأخوكي كلفني بده لغاية ما ترجعيله، ولغاية الوقت ده إنتِ مراتي وحمايتك من واجبي...
وإياكِ ثم إياكِ تتكلمي بالطريقة دي تاني معايا... مفهوم ..

الصمت الباكيWhere stories live. Discover now